الفَصل السابِع.

3.2K 338 100
                                    

كـان اليَوم السابِـق لعشَيـة حَفـل الأُم كاتـرِينا يعُج بالجَلبـةِ بشَتى أنحـاءِ القَلـعةِ. فبطَريقةٍ مـا، أشبَه بالسِحـر الأسَـود، باتَت أثـواب الوَصيـفاتِ بأكمَلِها باهِـتة بصَبغِة قُرمـزية مُرعـبة. ولكِـن ما جعَـل الفوَضـى تعُم بكُل مكـان، كـانت بذَلة الكَـونت التـي مكَثت بغُرفـتِه مُمزِقة كلِيًـا فلَـم يوجـد آمـلًا ضعيفًا بـإصلاحِها.

باتَت الضَـوِضاء مُنبعِثة مِن كَل رُكـن، كـانَت الحَركِـة مُتسرِعة سعِيًا لأنقـاذ ما يُمكِن انقاذَه كـي لا يفسَد حفَـل الكونتِيسَة المُنتظِـر. ما بَين طابِـق الخَـدم السُفلـي وطابِـق القَلعـة العُلـوي انتَشِـر الطاقِـم بهَرجـلة وأنفـاسٍ مَسـروقةٍ.

"هذهِ مهـزَلة."غمغَمِت السَيدة فلورِنـس بذُعـرٍ، ذهابًا وإيابًا تحَرِكت أسفَـل أنظـارِ طاقِمها المُلتف حولَها فوَق المقاعِـد بـرُدهة الطابِـق الَذي عُبِئ برائِحـة الصَبغـة النَفـاذةِ. بدّت آيلادور متآثـرة كلِيًا بمَجرِى الأحـداث، لـيام بالأعلَى يُحافِظ على رِباط جأشِه، وسيـرافينا تستَنِد ضـد أطـارِ النـافِذة بجوار آنابِيث عابِثة بخُصـلة ذهَبيـة مِن شعَـرِها.

كـانت هادِئة جدًا منذُ الصَبـاح، بـل بالأحـرَى، بمـزاج مُعتـدِل للّغايـة على عَكس المُعتـاد والمُتوقِـع.

"هـذا شيءٌ لَـم يحدُث مرَة مسبقًا.
لقَد تـم ارِسـال الدَعـوات ولا يُمكِن تأجـيل الحَفـل الآن. ستَكون هذهِ فضَيحـة كبيَرة."تابَعت السَيد فلورِنس هلَعها، مِما جَعل المَنـاخ بَين الخَـدم مرتجِفًا.

"مَحـال أن تكَـون هذهِ صُـدفِة سَيئة الحَظِ، سَيـدتي.."اخطَرِت آيلادور قولًا، فانحَدِرت لهـا العِيون. "لابُد بأن لأحدِهم مصَلحـة بإساءَة صَورة القَصـر والكَـونت بنظَـر الجَميـع."

"أو رُبما أنتِ لم تقَومِ بعَملكِ جيدًا يا آيـلادور."تدَخلِت سيـرافينا بهـدوءٍ، حائـزَة على أنتباهِ الكُـل. "الثِيـاب كـانَت مِن مهـامكِ، كَما أنكِ المَسئوِلة عن اللَمساتِ الأخيـرَة لحَفـل ضخَـمٍ كهَـذا. لِمـاذا لا تكَونِ أنـتِ مَن قامَت بإفسـادِ الأثـواب؟"

"مـاذا؟"إحتَدِت وَصيـفِة الكَونتيسة أمـام نبَرة الشَقراءِ المُتهـمة. "هَل جُننتِ؟ أنـا لا يُمكِنـني فِعـل هَذا مطلِقًا! لِمـاذا لا تكَونِ أنـتِ مَن فعَلت هـذا؟ جميعُنـا هُنا نعـرِف بأنكِ غضَبتِ لإقصاءِ الكَـونت لكِ من الحَفـل، وفِعـلة كتِلك ليسَت بغَريبةٍ على سلَوككِ الـذي لا نغفَل عَنـه يا سيـراڤينا. مِن مصلَحتكِ أن تهتَـز مكـانة الكَـونت بنَظر الجَميـع."

"أنـا لا يُمكِنني إفِسـاد ما هو فاسِـد بالفِعـل."

دحَرِجـت سيـرافينا عَينيها حينَما تلَقت شهِقاتًا خافِتةً ونظراتًا ثاقـبةٍ عقَب جملتِها التَي اكسَبتها وكَزة مِن آنابِيث ورمَقة ساحِقة مِن السَيدة فلورِنـس قبـل أن تتدَخِـل المـرأة لفَض الاشتِبـاك وتَستأنِـف هلَعها بالتَفكيـر بمَخـرِج سَريـع مِن المـأزِق الذي تسَبب بِه أحـدُهم.

Le Paon.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن