الفَصل الثالِث عَشر.

2.3K 287 55
                                    

"مَرة أخـيرة بَعد. حسِنًا؟"

"لقد قِلتُ أنني لا أتـألِم يا عابِـد!"زجـر، مجفِـلًا كُل من بالغُـرفة بغُلظِة صوتِـه التـي ترَكت آثـرَها فوَق وجهِـه المُقـيد بنظَـرة فولاذِية لا أحـد جَرؤ على مواجَهتِها طـويلًا.

تـرَك هـارِي الدعامـة بَين فكِـيه رَيثما يقبِض عابِـد على ذراعِه الأيسَـر بحَذرٍ شَـديدٍ ويدفَعـه للأمـام بغِتةً مِما جعـله يبتَـلع تأوهًا مكتومًا ويَغلق عِيونَـه متحـمِلًا الآلـم الذي تجَدد خافِقًا بكُـل طِية بجَسدِه المُتعـرِق.

كـان نِصفُه العُلِوي عارِيًا، ينهَـج صدرُه بعُنـفٍ بَينما يترُك عابِد ذراعَه المَخـلِوع وينهَـض عن جوارِه، شاعِـرًا بهـارِي يُجفِف جبـينه مِن العَـرق وفاتِـحًا عَينيه المُهتزِتين ببُطءٍ. "هـذا يكَـفي، أنا أشعُـر بالتحسُن الآن."

"سَوف تحـتاج للكَثـير مِن المُسكـناتِ، حضَرة الكـونت. كَـما يجِب ألّا تبذِل جهـدًا كبـيرًا قبل أن يتعافَ كِتفكَ بصورةٍ نهائـيةٍ."آنـص عابِـد بهـدوءٍ، بَينما يرفَـع الكَـونت قميصَه لجانِبه الأيمـن تارِكًا الذِراع المُصاب ينتَحِب وحيدًا بجانِبه.

"أنـا طَبِيب يا عابِـد، سأتكَـفل بالآمـر مِن هُنا."

كـان بحالَة هِياج كَبـيرة لم يَفهِمها أحـدٌ.
حفَظ عابِد، مُعالِج البَـلاط المَلكـي، بقَية حديثَه بجـوفِه وأرسَل نظَرة صامِتة لهـارِي قبـل أن يتوجَه نحو البـابِ راحِـلًا، ليُبـادِر أحـد حُراس الغُـرفة بفَتحِه للكونتيسَة چـوانا التـي ولجت بوَجه قَلِق، فأنحَنى لهـا عابِد بأحتـرامٍ وأنصَـرِف.

"ما الَذي حدَث؟ هَل أنتَ على ما يُـرام؟"
تخطَت المسافَـة لسَريرِه كَي تُجاوِره مُتحسِسة وجنتَه بلُطفٍ أشاحَ مطالَها عَنها بعِبـوس قَـوي. "أنا بِخَير يا أُمـي، أنهـا مجَرد أصابـة بَسيطِـة."

"لقَد خُلِع كِتفُك."صَرِح هـارِي بتهكُـمٍ تلقَى جراءَه نظَرة ساحِـقة بَينما وضعَت الكونتيسَة يدَها حَول فمِـها بصَدمـةٍ. "خُلِع؟ كَيف حدَث هـذا؟ لقَد كنتَ بجـولة صَـيدٍ كالمُعتـادِ!"

"جالِيلَيو قـال بأنهُـم كـانوا يصطادون الغـزال حينَما قابـلَوا طـاوِوسًا صغـيرًا بغابـة آرتمِيسي، فكـادَ السَيد شِيـرين صَيده زاعِمًا بأن زوجـتُه تحِب لحَـمه وأنـه سيَكـون بمَثابة صَيدة جَيدة، ولكِـن الكَـونت أعتَرِض طريقَـه باللَحظـة الأخيـرة وأوشَك السَهـم يصيبه سِوى أن دفَعـه أحد الحُـراس فأصطَدم كِتفـه بجـذِع شجَـرة قديمـة تسَبب بتحـريك الكتَف مِن مكانِه."

"وَيلاه يا ويلِيام، لِمـاذا وقَفت بطَريقِه؟"

"أنـه ليَس بالآمـر الجَـلل!"انفَعـل، ناهِضًا مِن مكـانِه بنِصفه الأيسَـر مطلَق الهـواءِ وذِراعُه يتأرجِح بجَوارِه مهزومًا. كـانت عِيون والِـدته وخادِمـه تثقُبان ظهـرَه بحَيرةٍ ورُبما خشَيةٍ علِيه.

Le Paon.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن