الفَصل العاشِر.

2.8K 306 107
                                    

"لقَد وصَلت الكونتيسَة الأُم!"
غرِيبٌ كيف يُمكِن لجُمـلة واحِدة أن تُغير صباحًا بأكمَله. أخطَر لِيام المَعلِومة للكَـونت الذي أبـدى رد فعـل عجَيب بالنَسبة لشَخصٍ سمَع خبَر وصِول أمِـه للمَنـزِل. لقَد عبَـس!

قطَبت سيرافـينا جبينَها وهو يتراجَـع خِطوتَين للخَلفِ ويُفرقِع أصابِـعه واحِدًا تلو واحِدًا وذاكَ زادَ مِن دهشتِها، فتِلك عادَته حينَما يغضَب، ومَع ذلِك لم يقُـم بِها إلا بهذهِ الدَقيقة بالتَحـديدِ وقد عـادَت الكونتيسَة الأُم مِن رحَلتِها لليَونان أخـيرًا.

تفاجَئت بسَبابتِه تُشير نحَوها كالرُمـح، وبنَبرته الأمِرة الحـازِمة تنطِق بغُلظةٍ. "أُريـد حارِسَين أمـام غُرفتِها ولا تخـرُج مِنها إلا حينما آمـر أنـا، لو حدَث أي شَيءٍ غَيـر هـذا، فأنتَ المسئـول أمامَـي، هَل تفهَـم؟"

"عفِوًا، سَيدي. هَل هـذا يعَنـي..بأن قـرارَ شنقِها قَد تَم إلغاؤه؟"دُهِش لِيـام؛ فشَدت حاجِبَيها بتبـرمٍ رَيثما تنتَقِل عِيون الكَـونت إلَيها بنظَرة مسحَت وجهَـها كالإبِر الكاوَية. "مؤقِتًـا. الآن خُذها وتأكِد مِن مكوثِها بغُرفتِها حتَى أستَدعِيها مِن جَديدٍ."

"توَقف عن الحَديثِ عَنـي بصِفة الغائِب."جزّت أسنانَها بحَـدةٍ، ليتَجهِـم بِلا تعَقيبٍ ويتحَـرِك نحَو البـابِ منصرِفًا فوَق أنقِاض فوضَى عارِمـة أحدَثها قرارًا صدُر وأُلغـى بِدون تَفـسيرٍ واحَـدٍ. لقَد كـان حاكِمُهم مجـنونًا، وما أختَلف أحـدٌ على هذهِ الحَقيقة.

الكونتيسَة چـوانا، الكونتيسَة الأُم.
كـانت حورِية، مـلاكٌ لطِيفٌ، قلبٌ حنِونٌ، ملِكَـة قوِية، وأُم سَـيئة. كـانت هذهِ صفاتًا معلِومة لا خِلاف علَيها ولَو لم ينطِقها أحدٌ مباشِرةً أمامها، ولكِنها كَانت امـرأة بَديعة اخفَقت بجَعـل أبـنَها ملِكًـا جـيدًا. فشِل بَسيط، لا حاجَة للَومِها علَيه؛ فالجَميع يُخطِئ.

"أنـا بمُنتهـى السَعادِة بعَودتكِ، جلالتُكِ!"

توالَت تعبِيرات آيـلادور البَهـيجة بالتدَفِق بَينما تسـعَى لأيقـادِ المدِفأة بغُرفـة الكونتيسَة التـي أتخَذت مجلِسًا بالمِقعـد المُواجِه. ذاتَ شعـرٍ بُـندقِي رعدَه الشِيب بلُطفٍ، ملامِحُها كـانت تُشبِه الكَـونت لحـدٍ كبـيرٍ وعَيناها الزَرقاوِتان كـانتا طاغِيتان بصَورةٍ تدَعو الناظِـر للغَوصِ بهـما دون نَجـاة.

"لقَد كـانت الأيام الأخِيرة بغايّة الفَوضِـى."تذَمِرت الوَصيفـة، مُراقِبة الشَرارة تتوَلد لتُمسِك بالخَشِب الخامِد وتنبَعِث حَرارة النيـران بقَلب الغُرفـةِ بتَريث بَينما تَستقيم آيـلادور على عقَبِـيها بتَنهيدةٍ قوَية. "والكَـونت كـان مشغِولًا جدًا بأعادَة الآمـور لنصابِها قبَل عودتكِ من قَلعـة آثينا."

Le Paon.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن