الفَصل الرابِع.

4.6K 388 91
                                    

لقَد كـان صـداعٌ رهِيـبٌ ينتابَها.
مكَثِت سـام، مُطوِقة بثَـوبٍ منفَـوشٍ بلَون الشامبانِيا، أمـام المِـرآة تُطالِع ما قامَت بِه مِن تزيُـن لموعـدٍ غـراميٍ. إتضَح بأن حَياة البـالِغين مُرهِقة، خصيصًا حينَما تكَون عالِقة بجَسد امـرأة تُشبِهها بزَمـن بعَيد وبقَصـرٍ يحمِـل الكَثير مِن المهـابةِ لقَلبِها.

كان ينتابَها شعِورٌ مريبٌ، كـانت مراقَبة ما يدَور عبَر عِيون سيـرافينا، الوَصيفة المُتمرِدة مُفتعِلة المَشـاكِل، مُثير للفِضـول ومُتعِبة. فلَـم تكُن كالمُشاهِدة بمَسـرح عتَيـق، بـل كانت تعلَم ما تشعُره، تعلَم ما تُفكِر فيه، تعلَم ما تنَوي فعلَه. كـانت تُخضرِم حياتَـها وكأنما كـانت هِـى ولكِن بِلا سُلطِة تُذكر بالتدخُـل فِيها.

بتِلك اللحظَةِ كانَت الشَقراء تتجهَز للقاءِها المَسائِي بآروَن، عقَب يـومٍ آخـر طَويل خلَى مِن الجـدالاتِ والكَـونت ذهَب للخـارِج بزَيارِة رسَمية لقَلِعة الباروَنة فيلَيسِتي. واللَيـلة..بدَى بأنها تتحَضِر لسـاعة مِن العَبث والمَـرِح، شيئان إستَمتعت سـام بِهما مسبقًا حينما لم تكُن تُخاطِر برَقبتِها.

كـانت قد تكَهنت بوجَود تـارِيخ حافِل بَين سيرافينا والطاوَوس، وهو ما يجعَل بينهما عِلاقة مُتوتِرة، حادَة ومُختلِفة عن عِلاقة حـاكِم مملَكة بوَصيفتِه، ما أمكَنها معرِفة ذلِك بشَكل سَليم رغَم ذلِك حِيث كانَت كالمَخمِور بجَسد شخَصٍ ثـانٍ تعجَر عن جمَع شتاتَها جيدًا.

عِند حِلَول ساعَة إقتِران القَمـر بنِجـوم المَساءِ، كانت خِطواتُها تحِف سلالِـم القَلعـةِ الحجَرِية بحَذرٍ، عالِمة بحَوام الحُـراس بنوباتِهم اللَيلِية عبَر الدَهاليز، ومَع غِياب الكَونت لِلَيلة؛ فكانَ مجهَودهم مضاعفًا لحَجم الأخطِاء. ولكِنها ما قلَقت فعلًا، بَل تمنَت أن يرَها أحدُهم ليعَـلم طاوَوسهم المُستبِد بأنها ما ولَت تحذيرَه همًا.

كـانت الشَـموِع بالطُرقاتِ متوهِجة مُظلِلة دربَها عبَر البـابِ الخَلفـي بالغَـربِ حتَى خرَجت نحَو أحـواضِ الـوَردِ المُتنفِسة ليـلًا أسفَل قنادِيـل الحَديقةِ المُعلِقة وأقِـرة القَمـرِ تُسلِط على الكَيـان الَذي رأته عبَر شرَفة الطـابِق سلفًا. آروَن كـان بسُديرِيه الأسَود كبنطالِه بدلًا مِن زَي الحِراسَة المُعتـادِ، وبزَهرِة مقطَوفِة وبَسمة عَليلة إنتَبه لهَا فوَر إقترابِها مِنه محِييًا إياهـا بإشِـراق.

"خشِيتُ ألّا تأتِين."كـان ما قالَه بُنـي العَينِين آثناء تجولِهما بَين الأشجـارِ والأحـواضِ والعَشِب مِن أسفلِهما يتمايـل. كـانت صامِتة، تسمَع شَدو البَلابِل ونعَيق البـومِ ببـال ساكِـن، فطالَما كانَت اللَيالِي التَي يكَون بِها الكونت غائِبًا عن القَصـر المُفضِلة لدَيها.

"لـم أكُن سأفعـل، ولكِن هـا أنـا ذا."

كـانت صادِقـة، هِى لم تنوِ التسَلِل لمُقابلـتِه إلا بعَد صدامِها مَع الكـوَنت باليَوم السابِـق، حديثُه جعلَها تُقـرِر تقضَية وقتًا أطـول مَع حارِسه عقَب علمِها بأنه قد إكتَشف آمرَهما بالفِعـل.

Le Paon.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن