" لنشتري هذه ! "
سألته آملاً أن لا يردني احمل بيدي قلادتين من الخشب المنحوت بدقة كتب عليها love ذات شكلٍ منسق بحرفية ، حيث الأولى تحمل الحرفين الاولين و الثانية بها ما تبقى من الكلمة .

اخذ احداها و علقها برقبتي لبضع ثواني ثم كاد ينزله لكن صوت احدى البائعات شجعه على غلقها
" سيدي لتغلقها .. حتى تستطيع رؤيتها بالشكل الكامل "

اغلقها و نظر إلي بثغرٍ باسم قال بعدها عدداً من الكلمات يهمس لي بها
" سأشتريها و سنرتديها معاً لكن بأوقات معينة عزيزي ! " .

هذا الرجل لا يترك ألاعيبه أبداً .. حتى هنا في وسط مكانٍ عام عندما أراد التلاعب بي فعل بإحترافية دون أن يلفت انتباه احد .

" سيدي انتما زوجين أ ليس كذلك ؟! "

سألته بإستحياء بينما تتناول النقود من كفه و بدوره نظر إلي مبتسماً ثم اومأ لها ما جعلني ابتسم أيضاً مع بعض الخجل الذي تسلل الي .

" انتما حقاً لطيفان معاً .. انا ادعم علاقتكما ! "

بعد انتهاء جملتها هي أخرجت لنا ورقةً و كتبت عليها عموماً إلكترونياً لتناولنا اياها مبتسمةً ثم تبرر

" هذا عنوان منتدى لدعم العلاقات المثلية .. امم رغم أنه محرج لطلب هذا لكن ارجوا منكما الانضمام ! "
تبادلنا النظرات بحيرة قبل أن يمد يونغي كفه و يلتقط الورقة ثم ننحني لها و نحييها راحلين ، و كفها لم يكف عن التلويح حتى اختفت عن مدى النظر .

" يونغي اعطني الورقة ! ".

" في البيت صغيري ، فقط دعنا نكمل طريقنا الآن فمازال أمامنا الكثير ! ".

اجاب فضولي بطريقته المعتادة و بالفعل اكملنا طريقنا بين المحال المنتمية لذلك المول الواسع ، جولتنا التسوقية اخذت من الوقت ما ليس بالقليل و من الجهد كمثيله .

اشترينا الكثير من الملابس و الإكسسوارات التي معظمها قد رفضت من قبل زوجي العزيز بدايةً لكني تمكنت من جره للقبول بإستراتيجياتي المتنوعة .

ختمنا الجولة بأحد المطاعم المفتوحة و كانت ألطف شيءٍ ربما في مجمل جولتنا حتى وقتها ، رغم انه استمر بإحراجي بغزله المتوالي إلا أنها كانت محببةً الي .

أخيراً إتجهنا الى السينما و كنت قد أخذت مكاناً في المنتصف حيث انها تكون بعيدة عن سطوع الضوء و يمكنك منها المشاهدة بصورة واضحة نظراً لكونها قريبة الى حدٍ ما من شاشة العرض .

فور أن جلسنا ارخيت جسدي عامداً ألقي بثقل رأسي على كتفه و اشابك كفي مع خاصته ، قادني ذلك لدوامة ذكريات ألفتها ايام الخطوبة .

" أتذكر يونغي كنا نفعل هذا عندما كنا مخطوبين ! "

" قل بالأصح انني كنت من يغازل و يشابك كفينا و انت كنت تهرب خجلاً ! "

ضحكت محرجاً حين أجابني هامساً بكلماته الحاذقة كما العادة مقتدراً على قلب الموقف ، شعرت به يقبل رأسي فرفعت بصري إليه ناظراً بهدوء .

" سأقبل شفتيك إن استمريت بالنظر الي هكذا ! ".

" لتفعل إذاً "
وسبب جرأتي التي عاقبني عليها بقبلةٍ عميقة هو قلة الحضور و الضلام الدامس الذي غطى ارجاء المكان . لقد كنت مرتبكاً أثناء القبلة رغم تخدري فقد خشيت من تطور الأمر ، لكنه و حمداً للرب سيطر على نفسه و فصلها .

" سيبدأ الفيلم صغيري .. وفر جرأتك للمنزل ! "

كان توعداً واضحاً جعلني ادير وجهي صامتاً و اكتفي بإبقاء رأسي مسنداً لصدره ناعماً بدفئه السخي بينما نشاهد بداية الفيلم .

كان الفيلم رومنسياً يحاكي قصةً قديمة عن العصور الوسطى في اوروبا بين اثنين انفصلا أثناء الحرب و عادا بعد سنين طويلة ، في الغالب فكرته لم تكن تروق الرجل الذي ترك كفي و احتضن كتفي لكنه يجاريني فقط .

لم ينفك يقبل فروة رأسي و يهمس لي بكلماته المُخدرة كلما رأى شيئاً أو موقفاً عاطفي في الفلم حتى سألته

" يونغي ماذا تفعل لو انني اختفيت فجأةً مثل بطلة الفيلم ؟! ".

" لن تفعل لأني لن اسمح بذلك ! "

كعادته لا يعطي فرصةً للتجاوب في هذه الأمور ، و فعلياً كيف سأختفي و هو يدقق في أدق تفاصيل حياتي حتى يضمن انني تحت عينه دائماً ؟.

اعدت رأسي لمحله و بقينا نشاهد الفيلم و بعدها لم اشعر بشيء إلا بجسدي يهبط على السرير فأعلم انني نمت أثناء الفيلم و انا مقرٌ بأن النوم على صدره اكثر راحةً من ألف سريرٍ وفير من غير دفئه .

Between Love and JealousyOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz