رودينا/متوقفه

٢

زي كل مره، ينتهي امري مغمى علي، ومرمي عند الباب، لين ما يشفق علي احد ويوديني لسريري.

بالرغم من اني كنت هلكان، بس حاولت على الاقل اروح لسريري، ولمن وصلت لقيت جوالي، اخذته وفتحته، ولقيت كمية مكالمات و رسايل كثييرة من اصحابي، وتفاجئت:

"رامي، رد علي، ضروري"
"رامي وينك"
"رامي، صار معك شي مو زين"

وكثير كثير منها، بس من قوة ما اني كنت تعبان، حتى السبب اللي خلاهم يسالون عني كذا، ما اهتميت له، وقفلت الجوال، ورجعت نمت.

_____________

لمن صحيت الصباح، بالقوة قدرت اسحب جسمي من الفراش، رحت الحمام،  اخذت لي شاور، وطلعت، وعلى طول رحت للمدرسة، ما اكذب على نفسي، كنت مره محتاج حضن ناصر، ايوا امس ضمني، بس انا شخص أناني، خاصة بعد مكالماتهم ورسايلهم امس، اكيد أنهم عرفوا باللي صار.

اول ما دخلت المدرسة، كانوا مستنيني عند الباب، وعلى طول جا ناصر وضمني بقوه، لدرجة اني ما كنت قادر امسك دموعي، صرت ابكي بحضنه زي الطفل.

ولمن هديت شوي، اخذوني لورا المدرسة، ودريت انهم دقوا علي امس، ورد عليهم اخوي، وطبعاً قالهم باللي صار.

حاولوا يأكلوني، بس بالمره ما كان لي شهية، أساساً يوم شفت الأكل كنت برجع:

_ يارامي، مايصلح كذا! انت قاعد تدمر نفسك، انت مستوعب؟

_اصلاً انا مدمّر خلاص.

اكتفوا بأنهم يتبادلون النظرات بينهم.

_طيب رامي اسمع، احنا ندري انك بالبيت ماتاكل، وحتى مايمدينا ناخذك بعد الدوام معانا لمطعم، عشان كذا تكفى كل، عشاننا طيب!

بس مع الاسف عنادي كان اقوى منهم كلهم، وما كليت.
___________
٩:٣٤ص

كنا بحصة الكيمياء، والاستاذ زي العادة، يتكلم ويتكلم، ومحد معطيه اهمية، اما بالنسبة لي، فكنت بالقوة ابي اركز، حسيت بدوخه ماهي طبيعية، والم حاد براسي، حاولت اقاوم هالآلام، واكمل الدرس.

كان الاستاذ يشرح مسأله، وكان يبغى واحظ يحلها عالسبورة،  وطبعاً محد كان رافع يده فيري، عشان كذا اختارني.

لمن وصلت لعند  السبورة، ومسكت القلم بحل، ما حسيت الا وانا طايح، وفي ناس متجمعين حولي، ومن بعدها ما حسيت بشي.
__________

_اي استاذ، هو ما ياكل عدل، وبالبيت محد يسويله اكل، فوق انه....فوق انه.....

ناصر كان متردد أنه يعلم الاستاذ بحقيقة اني اتعرض للعنف الاسري، وكان خايف أن ذا الشي ما يكون بصالحي، ويكون ضدي.

كان متردد، ويناظر بالباقي، يا ترى اعلم الأستاذ ولا اسكت، بس مع الاسف محد ساعده، وكانوا كلهم ساكتين، ويناظرون بالأرض.