١

33.7K 544 288
                                    

___________

كان توه راجع من المدرسة، وكالعادة رجع مشي، كان مهلوك حده، بس حاول يقاوم، وهو بالطريق، دق عليه اخوه:

_انت وينك للحين ما رجعت ياكلب؟
_هذاني جاي بالطريق.
_لا تتاخر، ولا صدقني بيجيك شي ماراح يعجبك.

اكتفى بإنه قفل الخط على اخوه وما رد عليه، رغم أنه يدري أنه ماراح يخليه بحاله على ذي الحركة.

لمن وصل البيت، استقبله اخوه، وملامح وجهه ما تبشر بالخير، قرب منه ومسكه من بلوفره والتكشيره ماخذه راحتها على وجهه:

_ انا وش قلت لك يا كلب؟ مو قلت لا عاد تقفل بوجهي؟ من متى حضرتك صرت تطاول علي كذا؟ هااا؟
صرخ بآخر كلامه دليل على أنه معصب منه وبقوه، سالفة انه يتجاهله بهذه الطريقة ماراح تمشي على خير، غير أنه متاخر على البيت بنص ساعة.

_ اقسم بالله اسف، بس كنت تعبان وربي، وكان حر مره اذا انت هنا عند المكيف.

صح قالها وهو خايف، بس اغلب الكلمات طلعت بعفوية منه، خلت اخوه يشتاط عصبيه اكثر:

_ انا ماراح اتكلم معاك، انا بعرف كيف اعاقبك، صدقني ماراح يمشي ذا كله اليوم، وبتشوف.

قالها والشرار يطلع من عيونه، على كلٍ ماهي اول مره.

_________

صحيت بالليل بسبب جسمي اللي كان يعورني، و عظامي اللي متكسره حيل، حاولت اني ارجع انام بس مافي فايدة، فقلت لنفسي خلني اقوم اذاكر حق اختبار بكره، دام مافي احد يضايقني، والكل نايم.

الشي اللي صار معي ماهو شي جديد، وحتى صرت متعود عليه، دايم انا الضحية بهذه العايلة، ويمكن اكون كيس الملاكمة حق اخوي.

الكل مستقوي علي، ولا احد قد مد يد العون أنه يساعدني، أو على الأقل يضمدلي جروحي.

كنت دايم قبل ما انام، ابكي، واطلع كل اللي بقلبي، لاني عارف أنه مافي حل غير كذا.

_________

صحيت الصباح على صراخ اخوي، كان يصحيني ويصارخ، ويهزني بيده على كتفي، لانه داري أنه يعورني، لمس الوتر الحساس:

_يا ورع قوم اخلص على عندي شغل، ترا ماني فاضي اقعد استناك.
_ طيب طيب قمت.

قمت وانا مدري أفرك عيوني عشان اوخر النعاس واناظر عدل من ورا ضوء الشمس! ولا أفرك كتفي اللي رجع عورني!

تصدقون! كنت دايم ما أمانع هذا الشي أنه يصير معي كذا، لاني كنت متيقن أن كل الناس اهاليهم كذا، ويمكن انا احسن من غيري.

كنت احترم اخوي الكبير واقول اكيد كل اصحابي كذا، دايم إخوانهم الكبار كذا معهم.

حتى ابوي كنت دايم افكر عنه كذا، اكيد هو يسوي كذا لمصلحتي، عمري ما فكرت غير كذا، او يمكن...اني اسلي نفسي بهذه الأفكار.

رودينا/متوقفهWhere stories live. Discover now