١

65.5K 554 261
                                    


دائماً عندما تتلبد سماء حياتنا بالغيوم وتزداد قوة العواصف التي تقتلع منا كل ما نحبه نتطلع الى ما وراء تلك الغيوم.. نريد ان نرى شمس سعادتنا تشرق من جديد وان نستعيد توازننا بأقل الخسائر وان نتجاوز عثراتنا.. لكن متى سنرى "ما وراء الغيوم" التي تخبئ لنا الكثير و يا ترى ما تخبئه لنا تلك الغيوم خلفها.. ؟!

..الاقدار يكتبها الله ونحن نجري خلفها.. لكن تعقيدات حياتنا هي ماجنته ايدينا،هي حصاد مانرتكبه من حماقات...

ان يولد المرء في بيئه بسيطه ليس عيباً ..العيب ان لا يتقبل بيئته وظروفه وان لا يعمل لتغييرها للافضل..فالرزق لا يأتي لأعشاش الطيور بل هي من تحلّق عالياً للحصول عليه.

خُلقنا طبقات مختلفه الفكر والاهداف والاسلوب،
الحياه نفسها ليست على وتيره واحده..نبكي احياناً ونضحك احياناً أخرى..
..
مشاعرنا التي نكبتها و التي لم نبوح بها.. نحتاج من يسمعها نحتاج من يشاركنا ما نعيشه، فالوحده هاجس مخيف ،فقد يعيش قلبك في عزله وان كنت بين ملايين البشر !
جرب كل شيء شارك الحياه مع الاخرين،اعط فرصةً لقلبك ان ينبض من جديد ان يحقق ذاته ان يتعايش ان يغامر.. لا تجعل احزانك تأخذ من سنوات عمرك اجملها،
تحرك وعوّض ما فاتك.. لا تكن فريسه لظروفك بل تغلّب عليها وانطلق للحياه.. 

وان غطت سماء قلبك الغيوم القاتمه.. اشعل مشكات الامل بداخلك.. ستشرق شمس احلامك ذات يوم وستنجلي تلك الغيوم .. وستكون انت كما ينبغي ان تكون.. فقط احترف الأمل واعمل به.. 
.

..
البدايه.. 

كان يوماً قاتماً والغيوم السوداء تحجب النور.. 
وكأنها تعلن الحداد على ايامي القادمه …!

في احد احياء مدينة الخرج بالتحديد ..
عند باب المقبره؛
يقف ذلك الطفل ذو التسعة اعوام باكياً بصمت كمن اخرسته الصدمه أو لم يستوعبها بعد! ، كيف فقد ذلك الحضن الدافئ بهذه السرعه؟ كيف انتزع المرض منه أمانه؟.. هل حقاً بات بدون أم؟ هل ما يحدث له الآن حقيقه؟ام كابوس!
خفقان قلبه المتوتر يُخبره بأنه فقد الأمان.بأنه لن يراها ثانيه.. لم يعد له حضن ولا ملجأ، 

يقف بجانبه خاله وهو يرى جموع الناس تأتي تعزي في وفاة والدته والكل يمسح على رأسه قبل ان يذهب..
سمع همساتهم وكلماتهم التي تصفه بالضعف(مسكين تيتم صح لا ام ولا اب)..(الله يعينه على هالدنيا) (لاعته الدنيا وهو توه صغير!)
من تلك الكلمات التي لم تكن مواسيه له ابداً، سحقاً لقلوبهم هل ظنوه أصماً ليقولوا ذلك أمامه بلا مبالاه.. 

صرخ حتى باح صوته بقدر ما بكى ونادى بأسمها ولكن هذه المره لم تجيبه كالعاده..هذه المره نامت للأبد.تلك الحنونه ذهبت بلا عوده.. طفلٌ لم يذق سوى حضن الأم وهاهو يفقده..لم يعرف والده الذي توفي قبل ولادته بأشهر..!!

،
انتهى المعزون واخذه خاله معه وهو يواسيه بكلماته الحانيه/خلاص يا عزز يا ولدي ترى بكاك يوجع قلبي،

ما وراء الغيومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن