الفصل الحادي والأربعون

41.7K 1.2K 12
                                    

    جلس مروان جانبها علي الأرض صارخاً بفزع
- إيه الدم دا ؟!
ونهض بسرعة دون أخذ مفاتيحه مهرولاً فوق الدرج ..
خبط الباب بقوة أفزعت من في الداخل صارخاً بهستيريا
- مااااازن سلمي بتنزف !!
إنتفض مازن من الفراش علي صوت الطرق القوي
كما نهضت مني بخوف علي الصوت متمتمة
- أستر يارب خير ..
تحركت مرام لاهثة من ضيق تنفسها فلقد مر وقت تحاول الإستنجاد بأحد لكن لم يشعر بها أحد ولا تقوي علي الحركة !!
كان مازن يرتدي ملابسه علي عجالة
وقبل أن يعدل من كنزته ركض للخارج فوجد والدته تركض مثله من غرفتها
فتح الباب علي صرخة مروان بنزيف سلمي
وصعد راكضاً لأعلي خلف مروان القائل بجزع
- سلمي بتنزف يا مازن مش عارف مالها.. !
نهضت مرام من الفراش من إرتفاع نسبة إفراز الأدرينالين كرد فعل من خوفها بعد سماعها لصرخة أخيها بنزيف سلمي وبمجرد وقوفها شعرت بالأرض تميد بها بقوة مخيفة بسبب إرتفاع درجة حرارتها الشديد
سقطت أرضاً تشعر بالصورة تغيب تماماً من أمامها !!
دلف مازن للشقة مسرعاً باحثاً عنها هاتفاً
- إطلب الإسعاف بسرعة يامروان ..
تحرك مروان لغرفته ليطلب الإسعاف بعد أن غفي تماماً عن الإتصال بهم من شدة خوفه
نظر مازن لماجد الذي مازال علي جلسته ممسكاً بها منذ سقوطها وإقترب مسرعاً جالساً جانبها أرضاً
قام بفك حجابها هامساً بإطمئنان
- متخافيش إن شالله خير .. أنا معاكي أهه مش هسيبك .. إتنفسي !
تحركت نظراتها ببطئ عكس شفتيها المرتجفة وسط وجهها الشاحب الذي هرب منه اللون من شدة الخوف
تسمرت مني محلها ناظرة لهم بعد أن صعدت الدرجات باكية
مسح مصطفي دموعه وخرج من الشقة يشعر أن كل ما حدث بسببه
وبالأسفل رفعت مرام رأسها عن الارض تنظر لباب غرفتها بوهن
تشعر بالدوار وغياب الوعي فكانت درجة حرارتها قد إرتفعت بشدة أمس ولم تشعر بشئ ..
إلتقطت ماتيلدا حجابها بيد مرتجفة تحاول لف رأسها به وخرجت مسرعة لتصعد لهم
ولكن تسمرت علي باب الشقة عندما رأته أمامها !!
حاولت تجنبه والصعود ولكنه كان الأسرع عندما دفعها لداخل الشقة مغلقاً الباب خلفه!!
صرخ بها بعصبية دون شعور
- كله بسببك ضمرتيلي حياتي !!
إتسعت عينها لا تفهم شئ مما يقوله وتراجعت للخلف فتعثرت بالمقعد خلفها وسقطت أرضاً!!
إقترب مصطفي منها بعين مخيفة كالمُغيب وجذبها بعنف من ذراعها ناهضاً بها
هاتفاً بثورة لا يري أمامه إلا أخته النازفة
- إنتي السبب أنا بكرهك ضيعتيلي حياتي!!
نفت ماتيلدا بصدمة وذعر رافعة يدها أمام وجهها وكأنها بتلك الطريقة ستصد صراخه عنها
فِيما تابع هو بعبرات ظهرت فجأة وصوت متألم
- أنا مش عارف أنساكي .. إنتي الوحيدة اللي ...!
صمت قبل أن يتابع بألم
- البنت اللي كلمتك زمان !!
أحاطت ماتيلدا جسدها بذراعيها بخوف من حالته تشعر أنها لاتفهم شئ مما يقال
وأكمل هو دافعاً إياها بعنف !
- ريم .. إيه نستيها ؟!
نفت برأسها وكأن عقلها يجيب أليا
فقال هو مقتربا منها وقد بدأت دموعه بالتسابق
- أنا ريم ياماتيلدا .. أنا مصطفي اللي حبيتك !!
وتابع وكأنه خرج من العالم كله
- لما كلمتيني ولقتيني ولد وقلتلك إن إسمي مصطفي.. أنا منستكيش
بس مفكرتش أدور عليكي عشان مستحيل كنت ألاقيكي!..
ليه إتجوزتي مازن إشمعني هو وعرفيه إزاي !
إزاي محبتنيش وإنت مكنش ليكي غيري !!
كانت تسمع حديثه غير مصدقة لأي شئ تشعر وكأنها داخل كابوس
وتسارعت خفقاتها بإقترابه وهمسته
- أنا مقدرش أعيش من غيرك .. سلمي عرفت عن علاقتي بيكي وسقطت!
إتسعت عينها بدموع نافية برأسها وتسارعت خفقاتها بطريقة جنونية وهي تنظر له
خرجت كلماته بألم يقطر منها كالنزيف عندما شعر بحالتها وذعرها
- أنا اسف !..
والحركة التالية محاولة لمسها فإبتعدت بجسدٍ مرتجف
زاغت عينها وشعرت بالارض تميد بها فإرتفع كفها البارد المُرتعش تستند علي المقعد جانبها
وتلي إستنادها همسته المرتجفة
- أنا بحبك !!..
رفعت بصرها له بصدمة ..
كما رفع مازن بصره للفراغ أمامه بحدة شاعراً بصدره النابض بألم !!
حاول تجاهل تلك النبضات المؤلمة معتقداً أنها بسبب قلقه علي سلمي
وإلتفت لمروان جانبه قائلاً بهدوء منافي لحالته
- إهدي ومتتوترش مفيش حاجة إن شالله بس هتولد قيصري غالباً
تنفس بقوة يحاول مجابهة ألم صدره الشديد ورفع كفه يضغط موضع قلبه وقد بدأ يشعر أن هذا النبض خاص بها !!
وتوقفت نبضاته بعد تسارعها المخيف علي مسكة سلمي لكفه وهمستها الضعيفة
- ماتيلدا !!
بدأ صدره بالصعود والهبوط
كما بدأت عينها بالتحرك بحثاً عن أخيها
سالت دموعها بألم شديد لا تستطيع تحمله أكثر وقد بدأت البرودة تجتاح جسدها
دارت عينه في الأرجاء بحثاً عنها بينما كفه مستمراً بالضغط فوق قلبه
وأصاب توقعه .. فلم يجدها !.. ولم يجده !
حانت منه نظرة لسلمي الباكية تنظر له بطريقة غريبة وحينها شعر بالريبة عند همستها التي خرجت بضعف
- مصطفي !
جز علي أسنانه ونفرت عروقه بإنتفاخ أوداجه
لم يغفي يوماً عن نبضها المتسارع بوجوده ولا إضطرابها !
الأن فقط تأكد ان يوجد شئ خطأ بحالتها أثناء حضور مصطفي !
همس لنفسه بشرٍ متوعد
- مصطفي !!
ضم قبضته بغضبٍ هادر نادراً ما يظهر .. وليته ماظهر !!
نهض فجأة كالملسوع ركضاً للأسفل دون الإلتفات خلفه وخفق قلبه عندما رأي الباب مغلقاً !!
طرق عليه بقوة أفزعت ماتيلدا قبل مصطفي
شهقت بذعر تشعر بالضغط فوق عقلها وتراجعت بخوف بإقتراب مصطفي الهامس ببكاء
- مكنش قصدي أخدعك أنا حبيتك ولسه بحبك !!
وفجأة رأته عمار أخر أمامها وكأنها لم تسمع بقصته
ولا تعرفه هويته فقط رأته عمار بملامحه الشهوانية
وعندما شعرت بإقترابه دفعته بقوة صارخة وكأنها أخذت من صوت مازن قوة !
قطب مصطفي جبينه هاتفاً بها بعصبية ممسكاً مرفقها بقوة
- إنتي فاكراني مصدقك إنتي مش سهلة علي فكرة
لما توقعي بكر الديب في حبك ومازن وأنا
تبقي بتلعبي صح وأنا كنت عارف إن كلكوا زي بعض !!
أغمض عينه علي صرخات مازن في الخارج بالسب والتوعد
- إفتح يا *** وديني لقتلك يامصطفي .. إفتح الباااااب .. ماتيلداااا !
فتح مصطفي عينه بغضب وكأنه فقد أعصابه فجأة
فصرخ بها دافعاً إياها بقوة جعلتها تصطدم بالحائط خلفها بشدة
- أنا خسرت كل حاجة بسببك أختي وصاحب عمري .. كله بسببك وفي الأخر كمان مش هتبقي ليا !
شهقت ماتيلدا تشعر بالصدمة والخوف بل تشعر وكأن عقلها توقف ولا يستوعب شئ
وكل ماتراه هو إنسان مخيف علي وشك ضربها أو الإعتداء عليها !!
صعد مازن مسرعاً لأعلي كالمجنون وهتف بعصبية
- فين مفاتيح الشقة ؟!
إضطرب الجميع أكثر فتشنجت مني بذعر محلها
ونهض ماجد قائلاً بعد أن أسند سلمي إلي مروان إلي أن تصل الإسعاف
- إهدي يا مازن في إيه ؟!
تحرك مازن تجاه المُعلقات للمفاتيح عندما لمحها علي الجانب كما في شقتهم في الأسفل
إلتقط المفتاح بعنف فأسقط الإطار الزجاجي المجاور له وهبط مرة أخري للأسفل
هرول ماجد خلفه مسرعاً يشعر بالقلق من حالته الغريبة
فتح الباب ودلف كالثور الهائج
كانت ماتيلدا تنتفض باكية بعين مغمضة أمام مصطفي الذي يضرب الحائط جانبها بقوة متابعاً صراخه بوجهها
- إنتِ السبب .. أنا بحبك غصب عني أنا ك...
لم يكمل عندما جذبه مازن من ظهر ملابسه بعنف جعله يتعثر ساقطاً أرضاً للخلف
جذبه بقوة صافعاً إياه صارخاً به بصدمة
- بقي يا *** أأمنلك وإنت تطمع في مراتي ..
وتلي صفعته الأولي لكمة قوية مع صراخه
- ياحقير ياواطي أنا هقتلك !
لم يدافع مصطفي عن نفسه بل ظل صامداً يتلقي توبيخه وضربه بصمت
وبعد عدة دقائق سريعة كان مصطفي مُلقي أرضاً أسفل قدمي مازن كالكرة يتقبلب بين قدميه بتأوه شديد
تراجع مازن للخلف بقوة حتي كاد أن يسقط بعد دفعة ماجد له صارخاً
- كفايا هيموت في إيدك .. كفااااياااا
وقف مازن يلهث من أثر إنفعاله وحركته
نظر لمصطفي بغلٍ شديد لم يكن به يوماً وقبل أن يقترب منه مرة أخري
هتف ماجد محاولاً عزله
- خلاص يامازن أغمي عليه وإنت سببتله نزيف كفايا هتودي نفسك في داهية إهدي
صرخ مازن بعصبية
- هقتله ومحدش ليه عندي ..جريمة شرف
كان هيعتدي علي عرضي وفي بيتي ال**** الحقير ال****
طوقه ماجد يحاول تهدئته
- إنت مش هتشهر بمراتك وبنفسك علي حاجة محصلتش ولو علي حقك هتاخده
بس مرات أخوك بتنزف دلوقتي
رمش مازن بعينه فجأة وكأنه قد سهي عن الوضع بأكمله ومن غضبه تناسي وضع سلمي الحرج
إقترب من ماتيلدا الواقفة محتمية بالحائط تشعر بالرعب والذعر من كل شئ
جذبها برفق تحت شهقتها يحاول تهدأتها معتقداً تحرش مصطفي بها
- حبيبتي أنا هنا .. متخافيش إتنفسي وركزي معايا
سلمي تعبانة أوي ولازم ألحقها سمعاني
أومأت برأسها ناظرة لمصطفي الملقي أرضاً بصدمة
أحاط مازن وجهها بين كفيه هاتفاً
- ركزي معايا متبصلهوش .. أنا هاخدلك حقك .. أنا دلوقتي معيش وقت لازم ألحق سلمي
أنهي حديثه معها قائلاً لماجد الواقف خلفه قبل أن يصعد ركضاً لأعلي
- خلي بالك منها ياماجد ومرام ...
إنطلق للأعلي وإقترب من سلمي منحنياً حتي حملها مسرعاً قائلاً
- ركز يا مروان عشان خاطري إنزل ورايا هنوديها المستشفي الإسعاف إتأخرت !
لم يكن قد مر الكثير كما يعتقد مازن ولم تتأخر الإسعاف ولكن بسبب ما حدث شعر بمرور الكثير من الوقت
هبط مروان مسرعاً يشعر بإرتجاف جسده من الإضطراب خائفاً عليها وعلي الجنين
جلست مني لا تشعر بقدميها بعدما شعرت بتراخي جسدها بأكمله
وفي الأسفل إقترب ماجد من ماتيلدا قائلاً بهدوء
- مدام ماتيلدا .. إنتي كويسة وخلاص في أمان .. حاولي تهدي ..
نظرت له بشرود وكأنها لا تعرفه وعادت ببصرها لمصطفي لا تستطيع تخيل أن هذا هو صديقتها القديمة
تراجعت للخلف عندما إقترب منها ماجد
فتوقف علي الفور عندما رأي حركتها للخلف وقال محاولاً جذب إنتباهها حتي تستطيع التركيز برغم معرفته بالإجابة
- فين أوضة مرام طيب ؟!
ضيق عينه ناظراً لها عندما تحركت حدقتها حولها وكأنها تفكر أو تستعيد تركيزها حقاً
أومأ لها وتحرك حتي يأتي بمرام متوقعاً نومها بسبب عدم صعودها ولا شعورها بشئ
ولكن بمجرد ما فتح باب الغرفة حتي ضربته الصاعقة عندما رأي جسدها ممدد أرضاً
هتف بإسمها بقلق شديد ورفعها برفق من علي الأرض هاتفاً
- مرام مالك ؟! .. مرام .. مرام !!
إستشعر حرارة جسدها فوجدها مرتفعة بشدة
فتحت عينها بإرهاق شديد تحت ربت كفه فوق وجنتها وما لبثت حتي عادت مغلقة عينها مرة أخري
تشعر بطنين أذنها ورأسها
حملها ماجد ووضعها فوق الفراش هاتفاً بقلق
- ماتيلدا تعالي ساعديني .. مرام سخنة
تحركت ماتيلدا إلي الغرفة ووقفت عند الباب لحظة قبل أن تستعيد جزء من تركيزها متحركة لتنفيذ أوامره والتي بدأت بإخراج ملابس مناسبة لمرام حتي يأخذها المشفي
أخرجت ماتيلدا الملابس وبدأت بمساعدته في تلبيسها
وبعد قليل خرج ماجد من الشقة صاعداً لأعلي ليبحث عنهم فوجد مني جالسة تبكي مستغفرة
إقترب منها رابتاً فوق كتفها قائلاً بحنان
- طنط مني .. حضرتك كويسة ؟!
نظرت له ومسحت دموعها قائلة بقلق
- سلمي نزفت ولسه في السابع ودا خطر علي حياتها أكتر من الجنين نفسه
ربت علي كتفها مرة أخري مطمئناً
- إن شالله خير حضرتك إهدي بس .. أنا هطلع وراهم علي المستشفي وحضرتك خليكي هنا
نهضت ببطئ متألمة قائلة بلهفة
- لا ياماجد يابني خدني معاك عشان خاطري عاوزة أطمن عليها مقدرش أعد في القلق دا أستني
لم يستطع الرفض من بكائها وبالفعل بعد عدة دقائق كانوا بالأسفل
قالت مني بقلق لماجد الذي هبط حاملاً مرام فاقدة الوعي
- مختش بالي خالص إنها هتسخن أكيد من دور البرد اللي خدته
أنهت حديثها صاعدة للسيارة في الخلف محتضنة مرام ببكاء
جلست ماتيلدا بإضطراب في الامام جانب ماجد بعد أن أغلق الشقة علي مصطفي حتي يعودا إليه !!
**************************************
خرج الطبيب فأسرع إليه مروان ومازن وكمال الذي حضر علي الفور بعد مهاتفة مازن له
نظر الطبيب لكمال محيياً وبدأ بشرح الحالة إليه
نظر مروان بقلق لا يفهم شئ مما يعنيه الطبيب وقال بعصبية
- يعني إيه إختلال مشيمي؟!
هدأه مازن قائلاً
- متقلقش خير هم سيطروا علي النزيف بس لازم ولادة قيصري لإن الإختلال المشيمي غلط ودا حصل بسبب النزيف فلازم ولادة مبكرة بس متخافش خير
أومأ مروان له وجلس منتظراً بقلق وإضطراب مرة اخري
جلس مازن يتنفس بقوة مازال يفكر بمصطفي لا يصدق خيانته
وإشتد غضبه مفكراً بما فعله لها لتضطرب كلما رأته .. فهل إقترب منها من قبل ولم تخبره !
رفع بصره علي دخول عائلته
إحتضنت مني إبنها مروان قائلة بحنان امومي
- خير ياحبيبي إن شالله خير .. متقلقش
أومأ لها بصمت متمتماً بالدعاء داخله
إقترب مازن من ماتيلدا الشاحبة وحاول كتم غيظه حتي يعرف مُلابسات الموضوع
إرتجفت بمجرد لمسها وشعر هو برجفتها
أغمض عينه وتنفس بقوة وجذبها برفق لتجلس بصمت رابتاً فوق ظهرها كنوع من الدعم وبث الأمان
نظر لوالدته متسائلاً بإستغراب
- أومال فين مرام ومين اللي جابكوا .. ماجد صح ؟!
أومأ له مني موضحة
- إحنا جينا الأول علي الكشف مرام حرارتها عالية اوي
وللأسف محسناش بيها خالص وكان مغمي عليها فخدناها علي الكشف
قاسوا الحرارة وإدوها حقن خافض وجيت أطمن علي سلمي وماجد فضل معاها هناك
مسح مازن فوق خصلاته بإرهاق فما يحدث غريب
فالفرح يأتي فجاة والقلق والمرض يأتي فجأة وكأنهم يقوموا بالتناوب عليهم!
***********************************
جلست نرمين أمام القبر باكية بشهقات تشق الصدر من قوتها
أغمض حازم عينه أسفل نظارته الشمسية القاتمة مستمعاً لحديثها
مسحت نرمين فوق رُخام القبر الثمين قائلة ببكاء
- أنا اسفة يا طارق لو كنت لومتك .. بس مش متخيلة حياتي بدونك ..
غصب عني صدقني .. أنا مش عايشة .. وحشتني
كانت كل كلمة منها تخرج من صميم قلبها حقاً ببكاء
تركها حازم تفرغ ما في جعبتها علها ترتاح ولو قليل
ولكن بعد فترة من الوقت إقترب منها رابتاً فوق رأسها بحنان لا يظهره لغيرها
- كفايا كده عشان متتعبيش هبقي أجيبك تاني !
رفعت عينها الزرقاء له كأمواج راكدة معكرة وهمست ببكاء
- مش قادرة أسيبه لوحده !
مسح فوق خصلاتها وإقترب يساعدها علي النهوض قائلاً بخفوت
- إحنا إتفقنا هجيبك كل ما تحبي .. يلا تعالي معايا
تحاملت علي نفسها ونهضت متكئة علي ذراعه القوي تشهق من بكائها
فتح حازم سيارته وساعدها علي الركوب برفق ثم دار وإحتل مقعده
وبعد إنطلاقه بعدة دقائق
نظرت له باكية متألمة وهمست بما لم يتوقعه
- شوف مأذون قبل ما نروح !!!
نظر لها بدهشة من طلبها فتابعت ببكاء شديد
- أنا هنفذ وصيته زي ما قالك ..
صمتت تشهق من بكائها وألمها وتابعت بحسرة
- للأسف هو قالي كده مرة وقت ما كان في السجن
بس انا مرديتش أسمع منه لإني كنت متأكدة إنه هيخرج
وإعتبرته يأس وبيخرف .. كمان يعتبر مكناش علي صلة بيك ولا كنت أعرف إنك هنا من وقتها
صمتت ماسحة دموعها ثم تابعت بتشدد رغم طلبها المتوسل !
- بس إنت مش هتلمسني ياحازم .. مش هتلمسني
أنا مش هكون إلا لطارق !!
إبتلع ريقه بصعوبة متنفساً بقوة و نظر أمامه ذهاباً لمأذونٍ شرعي !
****************************    

نبضات عاشق..  أشعر بك2Where stories live. Discover now