الفصل السابع

44.1K 1.3K 13
                                    

    إلتفتت شهيرة من شرودها علي حركة خلفها
فوجدت نرمين تسير ببطئ متعرقة بدرجة كبيرة
نهضت تنظر لها بسخرية قائلة
- أهلاً بجرعة النكد العظيمة !!
إنتو مش هتحلوا عني بقي ..
رفعت نرمين نظراتها المجهدة إليها
وهمست بضعف قبل أن تسقط فوق ركبتيها بقوة
- بكر سممني !!!!!
نظرت شهيرة بصدمة لنرمين وهي تسقط أمامها فاقدة للوعي !
صرخت بذعر جالسة جانبها تهزها
- نرمين .. نرمين .. فوقي .. نرميييين .. في إيه .. نرميين!!
نهضت مسرعة وهرولت للداخل تستنجد بالخدم ولكنها إصطدمت ببكر في طريقها
فنظرت له بذهول للحظة ثم إنقضت عليه تضربه وهي تسبه بأقذع الألفاظ مهددة
دفعها بقوة فسقطت أرضاً وسار من جانبها قائلاً ببرود
- دورها إنتهي في حياتنا !!..
وأنا قلتلكوا إستنوا لعب الديب.. معلش بقي !
تحركت حدقتها بصدمة وذعر وهي تنظر له خارجاً ببرود من القصر
ثم نهضت مرة أخري تبكي بهستيرية لا تصدق ما يحدث وذهبت تستنجد بالخدم وكل من في القصر
و كانت دقائق طويلة قبل أن تنطلق سيارة الإسعاف بسرينتها المخيفة خارجة بسرعة من بوابة قصر الديب! ..
*****************************
إستيقظ مازن علي صوت رنين هاتفه فنهض بهدوء مزيحاً رأس ماتيلدا ببطئ من فوق صدره فلم تتحرك
مسح فوق خصلاتها ومد ذراعه ملتقطاً للهاتف من جانبه
نفخ بضيق عندما وجدها شهيرة
وضعه علي الوضع الصامت وأنزل ذراعه جانبه ولم يجب مرة وإثنان
ولكن مع إستمرار إضاءة الهاتف بالرنين قرر الإجابة
حاول إبعاد ماتيلدا أولاً عنه لينهض فلا يريد أن يذكر إسم أحدً من تلك العائلة أمامها
لكن بسبب حركته شعرت به وأمسكته بقوة قابضة فوق صدره بقلق
نظر لها فوجدها نائمة وكأنها قد أعطت الأمر ليدها بعدم تركه أثناء نومها !
ربت فوق كتفها بحنان وتنفس بهدوء وهو ينظر لشاشة الهاتف المضيئة بإتصال لحوح من شهيرة وأجاب بخفوت
- خير !
وأتته صرختها المستغيثة ببكاء
- إلحقنا يا خالد .. بكر سم نرمين !!!
إنتفض بصدمة من مكانه مما أدي لإستيقاظ ماتيلدا فزعة تحاول الصراخ دون صوت !
فمسح فوق خصلاتها رغم شروده وقلقه
وهدأت وهي تستنشق عطره وتراه جانبها فتنهدت براحة
ثم نظرت إليه وجلست مثله تتأمله بتوتر فملامحه قلقة بشدة
كان مازن يحاول الهدوء ورغم رؤيته لها وعِلمه بإستيقاظها إلا أنه سأل بنبرة خافته حتي لا تضطرب
- إنتو فين ؟!
أجابته شهيرة ببكاء شديد وهي تنظر لنرمين النائمة أمامها داخل سيارة الإسعاف
فقال مازن بتفكير يحاول تهدئتها
- إسألي طالعين علي مستشفي إيه
نظرت شهيرة للشاب جانبها وقالت ببكاء
- هي الإسعاف رايحة مستشفي إيه ؟!
أجابها الشاب بهدوء وعملية بينما يقوم بعدة أشياء تحاول مساعدة الحالة
- مستشفي ......
وعندما نقلت الحديث لمازن قال بهدوء شديد
- قوليلله ياخدك مستشفي .... وأنا هكلم كمال وجايلك !
ثم قال مسرعاً
- إديهولي عشان ممكن ميرضاش يحول طريقه
أغلق الهاتف بعد إنتهائه من الحديثه مع الممرض ناظراً لماتيلدا المتشبثة به بذعر
تحاول معرفة ما يحدث ومن المصاب ! ..
وبعد دقائق كانت ماتيلدا تبكي بإرتجاف شديد تحاول سؤاله
زر مازن أزرار قميصه بسرعة محاولاً تهدئتها حتي لا تضطرب أكثر
بأنه إحدي عملائه في العمل ليس إلا
ثم إلتقط هاتفه مجرياً إتصاله بحازم وعندما أجابه وقص له ما حدث بخفوت
قام بفتح الشرفة بعنف وهو يهتف به
- إزاي أسيبهم يا حازم إنت واعي بتقول إيه !!
هتف به حازم بقوة
- أه واعي يامازن .. وأنا اللي أقدر أفكر مش إنت ..
إحتمال كبير يكون فخ من شهيرة وبكر إفهم
تنفس مازن بخشونة وقال بضيق وعصبية مكبوتة
- والعمل أنا مش هسيب نرمين كده بقولك سمها
وزي ما ممكن يكون فخ ممكن فعلاً يكون قتلها !!
مسح حازم خصلاته بقوة وقال محاولاً الهدوء والتفكير
- كلم كمال وإعرف عن طريقه الأخبار
وتابع بقوة وحزم
- وجودك مش هيفيد وأنا هتصرف متقلقش .. بس إنت متتحركش ومتناقشنيش يا مازن
أنهي مازن إتصاله بضيق شديد مع حازم وقام بمهاتفة كمال متسائلاً بقلق بمجرد إجابته
- إنت فين ياكمال ؟!
إعتدل كمال مسرعاً في فراشه ونظر في ساعته قائلاً بقلق من طريقة مازن
- في البيت .. في إيه عندك ؟!
أجابه مازن بإضطراب
- قوم بسرعة روح المستشفي
بكر سم نرمين وأنا بعت الإسعاف علي المستشفي عندك
وتابع مسرعاً قبل أن يغلق
- حازم هيكلمك دلوقتي وطمني يا كمال
ساعدها بأي طريقة .. نرمين ملهاش ذنب في حاجة !
**********************************
خبط مروان درفة الخزانة زاعقاً بعصبية
- متكذبيش عليا الحادثة فيها حاجة
مصطفي قال إنه لاقاكي واقعة علي الأرض .. في حين إنك قولتيلي إنه خبطك بس وشفتي مصطفي علي طول
نظرت له سلمي ببكاء وقالت بخوف
- أنا مكنتش مركزة يامروان في حاجة وقتها !
إقترب منها عينه تقدح شرراً وأمسكها من ذراعها بقوة هامساً بمقت
- أنا بكره الكدب ياسلمي .. بكرهه.. قولي حصل إيه ؟!
لم تجيبه تشعر بالتشتت مفكرة ماذا سيحدث إن أخبرته !
وفاقت من شرودها علي صوته المرتفع وهو يهزها
- متفكريييش جاوبيني .. جاوبيني وبس
و ليه بترتعشي لما بقرب منك ..ليه دايما شايف في عنيكي خوف مني وأنا معملتلكيش حاجة
ليه بتبقي سرحانة دايما وبتخافي لما بقربلك فجأة ؟!
جذبها إليه محيطاً جسدها وهتف من إنتفاضتها
- أهه.. لييه بترتعشي كده بمجرد ما ألمسك
إنت ناسية حصل بنا إيه قبل الحادثة !! .. إيه اللي غيرك وخلاكي كده
هبطت دموعها بشدة وقد قررت الإفصاح رغم تأكدها أنه خطأ!!
********************************
ظلت ماتيلدا تنظر لمازن بقلق وذعر عبر ستائر الشرفة المتطايرة بفعل الهواء البارد
مسحت عبراتها ترتجف تشعر بشئ سئ !
وبمجرد ما سمعت صرخته الغاضبة أثناء حديثه تسمرت بصدمة
رغم عدم سماع شئ من حديثه لكنها سمعت إسم نرمين واضحاً تلك المرة !!
إتسعت عينها بذعر وإستندت علي الفراش تحاول النهوض وهي تبكي بقوة
تتمني أن يكون ظنها خاطئ ونرمين بخير
دلف مازن ينفخ بضيق شديد وتسمر بصدمة وهو يراها تحاول الوقوف والحركة
إبتلع ريقه بألم من بكائها فتبدو قد إستمعت إليه
وتحرك مسرعاً عندما نهضت بالفعل ولكنها ترنحت بقوة
فجذبها إليه حتي لا تسقط بينما بكت هي بنحيب متمسكة بخصره تنظر أليه تتمني منه طمئنتها
كان صدره يتضخم تحت رأسها قلقاً بشدة مفكراً
كيف سمها وكيف عثروا عليها وماذا إن ماتت بالفعل !!
أجلسها ببطئ يمسح دموعها وقال بهدوء
- إنتي بتعيطي ليه بس الموضوع كله إن ...
قاطعته عندما وضعت أصابعها المرتجفة أعلي شفتيه بينما تنفي برأسها باكية
تنفس بقوة ينظر لها للحظات وجذبها لصدره قائلاً بخفوت
- متخافيش إن شالله خير وهتبقي كويسة !
ظلت تنتفض وتبكي بقوة بين ذراعيه وقد بدأت مشاهد قتل جدها دون رحمها تأتي أمامها
ولكن بصورة نرمين تلك المرة!!!
تذكرت صوت بكر المخيف وهو يهمس لها بدور نرمين في القتل
إنتفضت بطريقة مخيفة متمسكة به
شعر بالقلق الشديد من حالتها وأبعدها عنه يحاول تهدئتها هاتفاً بها
- ماتيلدا فوقي إنتي معايا فوقي ياحببتي أنا معاكي أهه
لكنها كانت شاحبة بشدة وكان الدماء هربت من وجهها ولم تفتح عينها
ولم تسمعه فقط كانت تستمع لصراخها الهاتف ببكر بتوسل وبكاء ليترك جدها!
والأن تستمع لصراخها به ليترك نرمين ولا يقتلها أمامها .!
هزها مازن بقوة وصرخ بها وقد إرتفعت نبرته
- فوقي .. ماتيلدا فوقييي فوقيييي !!
كان يصرخ بها دون دراية بالوقت المتأخر وبالمنزل
فقد كان كل همه ألا تصاب بشئ سئ أو تنعزل مرة أخري عن الواقع!
دلفت مرام فجأة بقلق علي صراخات أخيها تنظر لهم
لكنه لم يرفع بصره إليها ولم يشعر بها من وسط صراخه الهاتف بماتيلدا
والتي أخذ جسدها بالتشنج والإنحناء مقاوماً له حتي يتركها لتستلقي كالجنين !
أبعد مازن ركبتيها المرتفعة وفتح ذراعيها بالقوة محتضناً لها
يحاول تثبيت جسدها المرتجف وتشنجها المخيف
بينما زادت حركتها وكأنها مصابة بنوبة صرع وزادت من إغماض عينها
لا تري غير عين جدها المُجعدة تنظر لها مفتوحة بثبات يسيل خيط الدماء من جانبها
بعد طلق الرَصاص عليه من بكر !
كان مازن مضطرب بشدة من إنتفاضتها ومعافرتها فلا يفهم شئ ولم يعلم عما مرت به !
رفع عينه لمرام الباكية بصدمة وهي تنظر لتشنج ماتيلدا المخيف وصُراخ أخيها المرتفع
وهتف بها تلك المرة
- إطلعي ناديلي مروان بسرررعة !
تحركت مرام ببكاء وإصطدمت بمني لحظة خروجها ولكنها أكملت سيرها بفزعٍ
صعدت للأعلي تطرق الباب ببكاء شديد
تحرك مروان من أمام سلمي قائلاً بعصبية
- هشوف مين علي الباب وهنكمل كلامنا
والليلة هتعرفيني اللي حصل يا سلمي .. الليلة سامعة !
أومأت له بذعر تتوسل داخلها أن تمر الأمور علي خير
فتح مروان الباب بقلق علي الطَرقات السريعة وخلفة سلمي والتي ظهرت عندما علمت أنها مرام
هتف بها مروان بقلق وهو يري حالتها
- في إيه !! .. مااالك ؟!
أجابته ببكاء وصدمة وهي تشير للأسفل بإرتجاف
- ماتيلدا .. ماتيلدا بتموت روح لمازن .. إلحقه .. بتموت!!
تسمر مروان لحظة قبل أن يهبط الدرجات بسرعة قفزاً للأسفل
بينما إحتضنت مرام سلمي المصدومة وقالت ببكاء وذعر
- أنا خايفة مش قادرة أتحرك .. أنا دايخة مش عارفة أتنفس !..
أنا شفتها بتتحرك بطريقة تخوف .. أنا شفتها بتموت ياملاك!!
أغلقت سلمي الباب وإبتعدت عن مرام ذاهبة بسرعة للغرفة لترتدي شيئاً فوق قميصها الحريري حتي تلحق بهم
فلا أحد سيساعد غيرها مع مروان فمرام ومني يصابوا بالشلل من الصدمات
فتحت خزانتها وقد أخذت بالبكاء الشديد دون إرادتها من كل هذا الضغط والقلق علي ماتيلدا ينهشها
وظلت تناجي ربنا وهي ترتدي أن لا يحدث شئ سئ
*********************************
أبعد مروان والدته المتصلبة عن الباب وبمجرد دخوله سمع صوت مازن القلق مستنجداً
- إطلب الدكتور النفسي بسرعة يا مروان وهاتلي أمبول .... من التلاجة وأمبول ... من الدرج دا
كان مازن يعلم حالة التيبس التي تُصِيب الجميع عند الذعر والقلق
بدأ مروان بتحضير الأغراض بينما يهتف مازن بها
- ماتيلدا أنا معاكي أنا مازن فوقي متخافييييش انا هناااا !!
كان يحاول إختراق خيالها بصوته يعلم أنها تهرب لعالم أخر
كما قال الدكتور له منذ فترة إن تعرضت للضغط العصبي الحاد..
فمازالت لا تتحدث ولم يعلم أحد ما مرت به !!
بكت ماتيلدا بشدة وهي تري دماء نرمين تسيل كما صور لها خيالها بينما تستمع لضحكات بكر المهددة
- دلوقتي دور خالد بقي وأنا وعدتك هصفيه قدامك !
بدأ مازن يدلك ظهرها بذراعه بينما الأخر ضاماً لها بقوة حتي لا تستلقي مبتعدة عنه
قال مروان بإرتباك رغم هدوء صوته
- أنا جبت كله خلاص وال .... و.... أهم كمان
نظر له مازن قائلاً بقلق
أعد قدامي وإمسكها كويس وأنا بديها الحقن أوعي يامروان تتحرك منك دا وريد !
أومأ له يتنفس سريعاً وجلس علي الفراش أمامه
وبمجرد ما أبعدها مازن حتي ضمها مروان بقوة مقيداً لها من ظهرها
فأخذ مازن ذراعها مثبتاً إياه من إرتجافته الشديدة
وبدأ بغرز الإبر بوريدها وعندما إنتهي من إفراغ المحلول سحب الابرة ببطئ
وفي أقل من دقيقة واحدة كانت رجفتها تقل شيئاً فشيئاً
قام مازن بغرز الاخري قائلاً بهدوء لأخيه
- إرخي إيدك عنها شوية يا مروان عشان تتنفس هي خلاص بدأت تنام
ثم بدأ بتجهيز عدة أشياء أخري
************************************
تحركت سيلان بضعف ونظرت حولها بذعر لا تعلم أين هي
نهضت متأوهه ببطئ من الفراش تنظر حولها ثم خرجت بهدوء وهي تتفقد ملابسها
عضت علي شفتيها وهي تري إلتفاف بطنها وظهرها بشاشٍ أبيض تحت كنزتها المهترئة
وقفت في الردهة الخالية تنظر حولها فلا أثر لأحد
وبعد نصف ساعة من تفقدها للبيت وإطمئنانها من خلوه
دلفت للمطبخ وفتحت البراد الكبير مخرجة لبعض أنواع من الطعام
وجلست ترفع عن ساعديها قائلاً بإستغراب
- كله دا أكل يابن المفترية وفي ناس مش لقية اللقمة
جلست فوق طاولة المطبخ و بدأت بتناول الطعام بتلذذ هامسة بسخرية من بين الطعام داخل فمها
- طبعا هيبقي غني ما كفايا إنه أد الجدار ما من كتير الأكل والتغذية
ثم رفعت كفها تتحسس موضع صفعته هامسة بسخط
- مرزبة .. إلهي تتشل يابعيد فعلاً أد الجدار
وتابعت بسخط هامسة
- حسرة عليا وعلي اللي زيي !
*******************************
خرج كمال بعد وصوله للمشفي من دقائق فقط منتظراً سيارة الإسعاف كما قال له مازن قبل قليل
وبمجرد وصولها حتي هتف بالمساعد جانبه
- هات العربية بسرعة
فتح الباب الخلفي للسيارة وخفق قلبه بقوة وهو يراها أمامها
أنزلوها وأدخلوها للداخل مسرعين فقالت شهيرة الباكية
- دكتور كمال نرمين مسمومة .. بكر سمها إعمل حاجة !
دلف الجميع للداخل وبدأ كمال بالكشف بينما إنتظرت شهيرة بالخارج
وضع كمال كفه فوق خصلاتها الملفوفة تلك المرة ينظر لها بإشفاق وقلق شديد
مسح فوق وجنتها الباردة بشدة قلبه يخفق خوفاً عليها
وبعد ما يقرب من النصف ساعة خرج بملامح هادئة
نهضت شهيرة مسرعة مهرولة تجاهه وسألت بقلق
- عاملة إيه ؟!
أخفض كمال وجهه بأسي وقال بهدوء ونبرة مختنقة بشدة
- للأسف .. أنا مش عارف أقولك إيه .. بس
إتسعت عينها بذعر وقد فهمت قصده
نفت برأسها بهسترية وهي تصرخ بجنون
وجلست أرضاً بصدمة وقد خرج صوتها صارخاً بألم بإسم نرمين !!!!
************************************ -> 

نبضات عاشق..  أشعر بك2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن