الفصل الثالث والثلاثون

39.3K 1.2K 11
                                    


كتمت سيلان فاهها بصدمة حتي لا يخرج صوت شهقاتها المذعورة بعد أن إستمعت لحديثهم
سالت دموعها برعب لاتصدق أن من الممكن أن يأخذها أيان!!
أغمضت عينها بقوة ترتجف تحاول التفكير رغم الصداع الفاتك لعظام رأسها
إقتربت بأذنها من الباب عندما خرج صوت أيان المخيف بالحديث عن ما تدعي نرمين
إبتلعت ريقها بألم فالامور عكسية تماماً معها
فحسب ما فهمت أن لكمال حبيبة وتزوجها ليحميها من بطش أخيه!!
فتحت الباب ببطئ حتي لا يصدر صوت ونظرت تحاول رؤيتهم
وعندما إلتقطت أحد كان وجه أيان المخيف تراجعت بذعر وهي تتخيل طلاق كمال لها
وذهابها من أيان مرة أخري!
إقتربت مرة أخري ترتجف وقامت بإغلاق الباب من الداخل جيداً بالمفتاح
وبدأت تبحث بهستيريا عن ما ينهي حياتها!
بكت بشدة وهي تدور بالغرفة مرددة بذعر
- مش عاوزة أروح معاه.. مش هياخدني.. هيقتل كمال بسببي!!
.. كانت الأفكار تعصف برأسها بلا رحمة ولا تأتي أمامها غير صورة أيان وهو يسحبها من ذراعها بالقوة ليأخذها إبتلعت ريقها وهي تنظر للكوب الزجاجي الذي كان أمس بين يدي كمال عندما إحتضنته!!
أمسكته بيد مرتعشة وقامت بقذفه بقوة في الحائط فسقط متهشماً!!
!!! صمت كمال وأيان عندما سمعوا صوت التهشم
ركض كمال بفزع للداخل ولكن فوجئ بإنغلاق الباب من الداخل
صرخ بها بعصبية وهو يحاول فتح الباب بكل الطرق
- إفتحي الباب.. متخافيش أنا جمبك مش هسيبك.. إفتحي الباااااب
إقتربت سيلان من الزجاج تشهق من عنف بكائها وإرتجافة جسدها وأخذت أكبر قطعة من الزجاج
وقد قررت إنهاء حياتها!!!
فلن تذهب معه لو مهما كلف الأمر ولن تقبل بأذيتة كمال فيكفي ما حدث له منها
هو لا يستحق كل هذا
وضعت القطعة فوق رسغها وقطعت شراينها بيد مرتجفة مرردة بهستيريا
- ميستاهلش يتأذي هو طيب أنا مستاهلش أعيش.. بكرهكوا.. بكرهكوا!!
كان كمال يهتف بجنون يعلم تفكيرها ونفسيتها المُدمرة بعد ما عاشته
بخلاف حياتها والتي تدل علي مدي بؤسها
إلتفت لأخيه هاتفا بصراخ
إعمل حاجة إتصرف.. هتمووووت ..إتصرف!!
لم تتحرك ملامحه قدر إنش واحد بل بالعكس لقد إزدادت حدة وصلابة عندما همس
- قدرها!!!!
أمسكه كمال من ملابسه قائلا برجاء
- عشان خاطري يا أيان .. أنا حبتها !!!
عشان خاطري أنا !!!
تحركت عضلة في فكة الايسر وكأنه يضغط علي أعصابه وأخرج سلاحه من خصره
وأبعد كمال ضارباً قفل الباب!!
*******************************
وصل ماجد أمام قصر ال شهمي الكبير
دلف من البوابة الكبيرة بعد أن أظهر بياناته
صف سيارته وهبط معدلاً من سترته وملابسه وسار للباب الذي فتحته إحدي الخادمات في القصر
وبعد قليل كان جالساً أمام مرام ووالدتها
قال ماجد برسمية
- - لازم أخد أقولك عشان الحادث اللي حصل خصوصاً إنك قولتي إن أكرم طليقك كان موجود
وحاول يدخل وحاليا أكرم مختفي!!..
!!! فلو سمحت تحكي اللي حصل بالتفصيل
ممكن معلومة صغيرة تعرفنا وتساعدنا ..
نظرت مرام بإضطراب تجاه والدتها وكأنها لا تستطيع الإفصاح عن شئ أمامها
ولاحظ ماجد هذا من نظراتها وتصرفاتها فمر عليه الكثير من تلك التصرفات قبلاً بفعل مهنته..
نظر لمني بابتسامة هادئة
- بعد إذن حضرتك عاوزها علي إنفراد!!
قطبت مني حاجبها بإستفهام فتابع ماجد
- المفروض إن دا إستجواب رسمي بس عشان خاطر حازم باشا والاستاذ مازن أنا مطلبتهاش لاني مسكت القضية دي وجيت بنفسي فدا شغلي لو تسمحلنا شوية بعد إذنك
أومأت مني ونهضت ناظرة لمرام فطمئنتها مرام أنها بخير ولا تقلق عليها
خرجت مني وإلتفت ماجد لها قائلاً بهدوء رغم حزم نبرته
-إتفضلي ..
.. إبتلعت ريقها وقالت بخفوت
- ممكن محدش يعرف الكلام اللي هقوله لحضرتك !!
أجابها بهدوء
- هو مش إستجواب رسمي ولا حاجة ممكن تعتبربها دردشة
واه ممكن محدش يعرف بس تحكي بالتفصيل اللي حصل!
أومأت له بإضطراب واضعة يدها فوق معدتها المتقلصة وبدأت بسرد كل شئ.. كل شئ !!
إمتلئت عينها بالدموع وهي تقول بخفوت
- مينفعش حد من إخواتي يعرف إن مراد كان معايا أنا عارفة إنه غلط بس مفكرتش كنت خايفة والله ومتوترة.. مش عاوزاهم يفقدوا ثقتهم فيا!
أومأ ماجد لها مطمئنا
- متقلقيش يا مدام مرام محدش هيعرف حاجة بس إنتي متأكدة إنه أكرم اللي كان بره قبل ما مراد يجي صح
أومأت له بصمت ثم قالت بخفوت
- هو كان مصمم يدخل بس انا خفت أدخله لإنه أخر مرة....
.... قطعت حديثها عند تلك النقطة فماذا ستقول هل ستفصح أنه إغتصباها من قبل
بينما سأل ماجد بشك
- اخر مرة ايه كملي!
أغمضت عينها بقوة نافية ببطئ هامسة بنبرة خافتة
- مفيش..
ضيق ماجد عينه وسأل متفحصاً لها
- مش قلنا هتقولي كل حاجة ومش هحكي عن اللي قولتيه.. كملي!
! ضمت شفتيها لتقلل إرتجافافتهم وقالت بحرج
-إغتصبني!!.. فخفت ادخله عشان ميقربش مني تاني
إتسعت عينه للوهلة الاولي فيكف يغتصبها ذلك الحقير
ولكن تغلب علي مشاعره الغاضبة من أنواع هؤلاء الرجال بل أشباه الرجال قائلاً
- تمام ولا يهمك إهدي..
دلوقتي إنتي هتقولي إن كان معاكي رقم مراد وختيه من الشركة عادي
لإن لو قولتي غير كده هتتكشفي لان ببساطة إخواتك يقدروا يسالوا السكرتارية لو حد كان مديكي الرقم قبل كده..
فإنتي ختيه عادي من السكرتارية وكلمتيه إتأسفتيله علي رفضك ليه لانك حسيتي بتأنيب الضمير بعد ما واجهتي تجربة سيئة مع أكرم وهيصدقوا لإن اللي إستشفيته من شخصيتك الحساسية
صمت قليلاً قبل أن يتابع بهدوء
- طبعاً دا غلط ولكن غلط أخف من غلط تاني فهيقلل عقاب إخواتك ليكي
ومش هيفقدهم ثقتهم ..
هتقولي إنها كانت مكالمة واحدة وهتتفقي مع البشمهندش مراد يقول نفس الشئ
ولما كنتي بتتصلي بمروان إتصلتي بيه هو لان طبيعي الاسماء ورا بعض
مراد.. مروان .. حتي ترتيب الحروف!
.. وطبيعي معندكيش رجالة علي التلفون غيرهم
فمن توترك وخوفك بعد تجربة أكرم خصوصاً إنه إعتدي عليكي قبل كده
مختيش بالك وإتفاجاتي بمراد إن هو اللي جه لانك إتصلتي زعقني بالحقني من غير
ما تتوقعي إنه مش مروان
طبعاً في سؤال إن مراد جاب منين عنوان البيت
بس إخواتك مش مباحث عشان يفكروا في كل تفصيلة..
فمتقلقيش الموضوع هيعدي
نهض من مكانه مبتسما لعينها المذهولة موضحاً
- أنا ساعدتك زي ما ساعدتيني..ولإني شايفك تستاهلي المساعدة
وحظك حلو إنك مش أختي عشان كنت هعاقبك عقاب أشد من اللي إخواتك هيعاقبولك بكتير!!!..
حتي لو اللي حصل كان بحسن نية!!!
!! صمت قليلاً ثم تابع بهدوء متجهاً للباب
- والكلام بنا.. السلام عليكم!!
خرج مغلقاً الباب بهدوء متجهاً للمشفي مرة أخري ..
***************************
.. دفع كمال الباب مسرعاً وهرول للداخل فوجدها ساقطة أرضاً تبكي
تسيل الدماء بغزارة من رسغها الإيسر!!
أسرع جالساً أرضاً وجذب يديها كاتماً الدماء بيديه متفحصاً للجرح فوجد جرح رسغها الايمن بسيط لم يصل للشريان أحكم غلق أصابعه ويده علي رسغها الأيسر هاتفاً بأخيه
- لازم أخدها المستشفي يا أيان بسرعة
نفت برأسها تصرخ ببكاء تحاول إفلات يدها من يده
- لااا مش عاوزة والنبي سبني أموت.. والنبي يا كمال مش عاوزة أروح معاه .. هيقتلك !
لم يجيبها علي أي من صراخها ومحاولاتها للتخلص من قبضته
أغمض عينه بعد خروج أخيه يحاول التفكير سريعاً في الوضع
فالمسافة للمشفي بعيدة!!
فاق من شروده علي صوتها الصارخ به
- سبني يا أنا إنتحرت وعاوزة أموت أنا مليش حد ومش عاوزة أعيش ..سبني والنبي
إنت إرجع لحبيبتك يا كمال وحياتك.. أنا اسفة إني عملتلك كل دا
أنهت حديثها المُتعب ببكاء شديد
ظل مشدداً علي رسغيها كاتماً دمائها وجذبها برفق بذراعه الأخر حتي كتم وجهها وبكائها في صدره
هامساً برجاء وهو يجذبها له أكثر
- إهدي وإتنفسي .. أنا معاكي هتبقي كويسة .. إهدي
***************************
نهضت مني بفرحة عارمة تحتضن أبنائها فور وصولهم
كما فعلت سلمي ومرام بإشتياق وسعادة
إتجه الجميع للجلوس بينما سأل مازن بقلق
- فين ماتيلدا يا ماما ؟!
أجابته بنبرة عادية
- في الاوضة.. هي مبتطلعش تعد خالص وبتاكل بسيط
وأنا غلبت معاها والله وسلمي ومرام كمان
أومأ لها بصمت وطلب من مرام أن تُريه في أي غرفة تمكث
فتح الباب بهدوء ودلف بخطوات هادئة مغلقاً إياه خلفه
قالت ماتيلدا بإرهاق يبدوا علي صوتها دون أن تستدير للطارق
فكانت نائمة علي جانبها الأيمن علي طرف الفراش بحيث ظهرها للباب
- مش عاوزة أكل والله مش قادرة
ظل يقترب ببطئ حتي أصبح خلفها فإنحني مقبلاً كتفها
إنتفضت بذعر وإتسعت عينها عندما رأته فما كانت تتوقع خروجه الأن
سالت دموعها بإرهاق شديد وجلست فوق ركبتيها أعلي الفراش بحركة سريعة محتضنة عنقه
إبتسم مازن ماسحاً فوق جسدها بحنان
أغمضت عينها تتنفسه بقوة وكأنها تريد الشعور بكل ذرة به
وزادت من إغماض عينها عندما بدأت خفقاته تضرب صدرها بقوة كما تفعل خفقاتها به !!!
دفن مازن وجهه بين كتفها عنقها هامساً باشتياق
- وحشتيني بطريقة تخوف !
تسارعت نبضاتها أكثر ورفعت كفها المرتعش تمسح فوق نهاية خصلاته وخلف رأسه بحنان بالغ لم تختبره يوماً
فتحت عينها عندما تحرك حركة بسيطة بها
وحينها تذكرت جرح صدره فإبتعدت عنه تنظر له بتفحص وقلق
فضحك فجأة مجيباً
- أنا كويس كويس .. وعارف إنك نسيتي مع إني مش عارف إزاي مختيش بالك من دراعي
كان يقصد ذراعه المُعلق برقبته لكنها حقاً لم تشعر فقط رأت وجهه وشعرت بنبضه !
إنحني مازن جالساً علي طرف الفراش وجلست هي خلفه مادة ذراعيها قرب خصره وإحتضنته بقوة واضعة رأسها
خلف ظهره تستمع لخفقاته المجنونة كخفقاتها هامسة بإشتياق يوازي عاطفته
- وحشتني اوي يا مازن
.. إبتسم بخبث رغم عدم رؤيتها له قائلاً بمكر
- سجلي الكلام واللحظة دي عشان لما بقي....
صمت وتنحنح بمكر مكملاً
- متتعبيش وتخليني أبعد عشان قلبك!
أغمضت عينها بحرج ضاحكة وشددت من ضمه أكثر هامسة
- هبقي أخدلك منوم !
ضحك بشدة حتي الامه صدره فتحركت هي معتدلة لتُعدل قدميها أسفلها
فأصبحت كفتاه صغيرة متمسكة بدميتها الجديدة
وضحكت بحرج علي ضحكه القوي عندما قال بمكر
- لازم تبقي فاقية يا حببتي .. وبعدين هبقي أفهمك لإننا في بيت الناس عيب بقي !!
*****************************
كان بكر يصرخ بقوة مغمضاً عينه بسبب رجة رأسه من تاثير الكهرباء
فتح عينه بألم عندما توقفت الكهرباء عن ضرب رأسه
بثق من فمه يشعر بالمرارة داخل حلقه ورفع بصره ينظر للصورة المهتزمة أمامه
ولفت نظره ظل الرجل المقترب منه
أغمض عينه مرة أخري ولم يفتحها الا عندما أتاه الصوت
- أنا حرقتلك كل أملاكك.. بس متزعلش برده
ما هم كانوا مال حرام وانت عارف عمره مابيدوم!!
!! فتح بكر عينه بإرهاق ولم يتحدث بسبب تشتته وألم رأسه وجسده
إقترب الرجل واضعاً يديه في جيب بنطاله الكلاسيكي الثمين هامساً بخفوت
- عاوزك تجمد يا بكر لسه في كتير جاي
مش هقولك الرجالة بيستحملوا وإستحمل .. لاني عارف إنك مش راجل اوي!!
بس هقولك في بنات بميت راجل فحاول تتحمل!!
.. إبتلع بكر ريقه بصعوبة وخفق قلبه بذعر عندما تبين هيئة المُتحدث إليه
إقترب الرجل من وجهه وهمس جانب أذنه قائلاً
- كل قلم إديته لأختك..
وكل أذي سببته..
وكل حد ساهمت في قتله..
كل دمعة وكل نقطة دم من أخويا ..
وي وي وي.. وإحنا عارفين إن في كتير..
جمع بقي أرواح كل دول وإعتبرهم أنا.. عشان نستمتع !!!
قال بكر بوهن مهدداً
- إنتوا فاكرين إن اللي بتعملوه هيعدي بالساهل..
أنا مش هرحمك ولا هرحم أخوك أيان و...
صمت صارخاً عندما أصابت ركبته اليسري طلقة !!
وتلي صراخه المخيف من الألم ضحكات قوية من الرجل
الذي توجه للخارج هاتفا بإستمتاع مخيف
- أيوا كده يا بكر إجمممد !!!!
********************************
أغلق رامي الهاتف مع إحدي رجاله والذي أخبره بما حدث مع أكرم
قال رامي بسعادة شامتاً
- تمام أوي سيبوه يومين يموت في جلده من الرعب وأنا هديك الإشارة
دلف للداخل وإطمئن علي إنتهاء أوراق رجله المشوه لينطلق علي إحدي الدول الأوربية لعمليات التجميل
أنهي حديثه متجهاً لغرفة نرمين ليطمئن عليها قبل ذهابه
وعندما وصل وفتح الباب كانت الصدمة بالنسبة إليه
فكانت الممرضة مخدرة لا تشعر بشئ
ولا يوجد أثر لنرمين !!!!
**************************** e:ARY*

نبضات عاشق..  أشعر بك2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن