الفصل الثلاثون

42.5K 1.3K 65
                                    

جلست سيلان بإضطراب تنظر للباب عندما شعرت بحركة
مالبثت حتي شهقت بخوف عندما تبينت هيئة المُقبل عليها
إبتسم أيان بسخرية وإقترب منها متأملاً الذعر المُرتسم عليها..
أمسك المقعد الخشبي من عند الحائط وسحبه ببطئ متقدماً نحوها !!
وضعه وجلس واضعاً قدم فوق اخري بهدوء شديد !!
إبتلعت ريقها تستمع لنبضاتها الصاخبة من خوفها منه
تحركت حركة بسيطة ساحبة ذراعها للخلف ثم وضعته تحت الغطاء وكأنها تخفيه عن عينه !
قال ببرود بينما نظراته مثبته عليها
- خليه خليه.. لو عاوز أقطعه كنت قطعته..
ودلوقتي لو عاوز هقطع لو الدنيا كلها بره!!
أغمضت عينها وتسارع تنفسها من طريقته المخيفة ثم نظرت له بذعر مفكرة هل سيقتلها الأن !!
همست ببكاء بنبرة خرجت مرتعشة
- إنت عاوز.....
قطع صوتها صوته المخيف كما تراه من وجهة نظرها
- إخرسي خالص..!!
ورغم أن كلماته كانت بنبرة خافتة إلا أنها خرجت مخيفة كالتهديد !
رفع أصابعه فوق خصلاته وكأنه يعدلها قائلاً بتحذير خافت
- لما أبقي موجود.. تخرسي خالص!!
إبتلعت ريقها مرة أخري وأومأت بصمت !
مط شفتيه كحركة مُعجبة بصمتها ثم تابع
- أنا مش عاوز منك حاجة.. هو أنا ممكن أعوز إيه من أشكالك مثلاً!!
فرقع بأصابعه فنظرت منتبهة ليده قائلاً
- متفكريش.. مفيش حاجة هعوزها.. متتعبيش دماغك الغبي!!
رمشت عدة مرات بصمت كما صمت هو عن الحديث !
رفعت كفها البارد كالثلج ومسحت جبهتها المتعرقة رغم برودتها
فقال هو ساخرا
- هشبع فضولك كفايا إنك عرفتي حدودك ومسألتيش!!
إتسعت عينها بصدمة تشعر أنه ليس إنسان!!
فكرت للحظة هل هو جن أو معه أحد الشياطين يساعده !!
فكيف يعرف ما ستقوله وماتفكر به وما يحدث حوله!!
إبتسم أيان بسمة باردة سمجة قائلا بسخرية
- لا مش جن.. وإسمعي كويس لان فرصتك واحدة!!
خفق قلبها تشعر أن الان فقط قد تأكدت أنه شيطان!!
نهض أيان بهدوء وبدأت بالحديث أثناء تحركه البطيئ المخيف الذي يرعبها
بسبب شعورها بإمكانية إنقضاضه عليها في أي لحظة
- كمال أخويا.. مش أخويا الوحيد .. لا الوحيد الطيب!!
إخواتي مفيش داعي تعرفيهم عشان متخافيش !!
مط شفتيه مفكراً ثم همس بخفوت
- بس ممكن أقربلك الصورة.. أنا الطيب اللي فيهم!!!.. عموماً قريب هتشوفيهم !!!
المهم إن كمال عشان غلبان صعبتي عليه
تعاطف معاكي خصوصاً إنك مريضة..
حب يساعدك زي ما نفسه يساعد واحدة بس مش عارف بسببي!!
لم تنطق سيلان رغم أنها لا تفهم نصف حديثه المُبهم
فاثرت السمع فقط حتي لا يغضب منها علي الأقل
نظرت له علي صوته القائل
- قلتلك متفكريش.. !
- المهم أنا مقطعتش إيدك لإن كمال مماتش.. لو مات صدقيني ما كان حد هيعرف يجمعك من الارض!!
دار نصف دورة متجهاً نحوها متابعاً
- حرقتها .. لانها إتمديت عليه ..ومتقلقيش دكتور تجميل ممكن يظبطهالك شوية!!
نظرت ليدها بصمت ثم رفعت رأسها علي صوته
- مغتصبتكيش كمان!..
إتسعت عينها بصدمة مما قاله بينما قال هو بإشمئزاز
- أنا أقرف ألمس واحدة زيك.. !!
لو عاوز كنت خليت حد من رجالتي يعملها..
بس حظك كمال مماتش ومعملتهاش لان كمال إتعلق بيكي ومش أنا اللي أكسر قلب أخويا
ولاونه يستاهل يتكسر يمكن يفوق للدنيا والاشكال اللي فيها !!
بس برده كان لازم أنضفك مش عشان خايف عليه منك ..
لا .. إنتي أكتر واحدة عارفة لو لمستيه بس هعمل فيكي إيه..
بس لغرض تاني مش شغلك تعرفيه!!
صمت قليلاً ناظراً لها ثم تابع بتشدد
- كل حاجة عشتيها هنا تمن دفعتيه ودين عليكي.. ولسه في كتير هدفعيه!!
أنا خلصت منك تار كمال .. لسه بقي كل حد غدرتي بيه !!
نفت برأسها بهستيريا باكية بتوسل
- لا والله أنا معملتش ح...
صمتت بذعر علي هتافه القوي
- قلتلك إخرسييي..
نظرت لأسفل تبكي بشدة بينما نهض هو ببرود هامساً قبل خروجه
- إستعدي!!!
***********************************
دلفت سلمي لغرفة مروان بجوار مازن بعد أن فاقت من المهدئ
نهضت ماتيلدا من جانبه ونظرت لها بإشفاق
إقتربت سلمي ببطئ من فراشه تنظر له ولتلك الأسلاك المحيطة به
تراجعت ماتيلدا بهدوء للخلف فأحاطها مازن بحنان ثم سار بها للخارج ليتركوا لسلمي مساحة حتي تظل معه
جلست جانبه تتأمله بإشتياق الان فقط شعرت وكأن الحياه قد دبت فيها ..
شعرت أن مروان ليس مجرد زوج بالنسبة لها لكنه الحياه بأكملها!
أمسكت كفه الدافئ ورفعته تقبله وكأنها تتنفسه هامسة ببكاء
- الف سلامة عليك ياحبيبي الف سلامة عليك..
قوم يامروان عشاني وعشان إبنك.. أنا مليش حد بعدك في الدنيا دي
مليش أهل ولا عيلة ولا بيت .. إنت بيتي وأهلي ..أنا مش عاوزة حد غيرك ..

نبضات عاشق..  أشعر بك2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن