الفصل السادس عشر

41.8K 1.3K 15
                                    

     وضع مازن الكؤوس وخرج مسرعاً يشعر بنبض قلبه لا يعرف هل خاص بها أم مجرد ألم؟!!
شعر بالقلق عندما خرج ولم يجدها في الخارج فسأل أخيه بقلق
- ماتيلدا فين يامروان؟!!
أجابه بعدم معرفتِه وأنها إتجهت للداخل من فترة
أسرع لغرفته ولا يعلم أن مصطفي بالداخل أيضاً
فقد غفي عن عدم وجوده بالخارج !!!
كانت ماتيلدا تنظر لمصطفي برعبٍ وقد بدأت عبراتها بإغراق وجهها
رفعت بصرها بذعر كما نظر مصطفي عندما إستمع كلاً منهم لصرخة مازن الغاضبة
- مصطفي!!!!!
إبتعد مصطفي مسرعاً وقال يبرر قبل تطور الأمور
- كنت رايح الحمام ولما شفت نور هنا دخلت أسأل عن مكانه فلقتها !
نظر له مازن بغضبٍ وكأنه لم يستمع للسبب
حول نظره لماتيلدا عندما شهقت ببكاء وهي تنظر لمصطفي بقلق شديد !!
وحولت ماتيلدا بصرها له عندما إقترب بدوره منها هامساً بحنان
- متخافيش .. أنا هنا معاكي !
هبطت دموعها وهي تفكر كيف ستتصرف الأن بعد أن علمت أن بكر قد ذرع رجاله وسط قلب بيت مازن !!
إبتلع مازن ريقه من نظراتها المذعورة وإقترب منها أكثر قائلا بهدوء
- متخافيش دا مصطفي صاحبي.. متفكريش في حاجة هو مش عاوز منك حاجة
هو بس كان هيسألك
إقتربت منه تحتضنه بقوة هامسة برعبٍ
- لا والله ...والله قالي ...إنه يعرفني ....صدقني!!
إستغرب مازن ما قالته ونظر لمصطفي بغضبٍ مخيف وكأنه سيمزقه فور إبتعاده عنها !..
كيف يُخيفها ذلك الأحمق!
بينما كان مصطفي يشعر بإشتعال صدره من وجودها بين ذراعي مازن بتلك الصورة وقال مسرعاً يحاول تغطئة الأمر أو تبرير ذعرها هذا والذي لا يعرف له سبباً
- ليه بتبصلي كده.. هي خايفة من حد إسمه بكر فكراني تبعه أنا معملتلهاش حاجة !!
إتسعت عين مازن للحظة عندما إستدرك الأمر بينما تشبثت هي به بقوة عندما نطق مصطفي إسم بكر
أغمض مازن عينه للحظة يحمد ربه أن علاجها النفسي أتي بنتيجة إجابية فبالطبع لولا علاجها لكانت الأن تحاول الإنعزال هاربة كما حدث قبلاً
شدد من ضمها إليه وربت فوق رأسها بحنان معتقداً أنها تتوهم أن مصطفي يعرفها من شدة خوفها
فلقد سمع مخاوفها للطبيب عفيف عندما أخبرته أنها تشعر بأن بكر سيعثر عليها في النهاية ويقتلها ويقتله
تنفس مصطفي بقوة يشعر بالإختناق وهو يري تشبثها بمازن وبكائها في صدرة وكأنه درع الأمان والحماية لها
وكم تمني أن يكون مكانه !
أغمض عينه بألم يشعر بأن قلبه سيتوقف الأن عندما شهقت ماتيلدا بين ذراعي مازن كما هي
تبكي دافنة رأسها في صدره وكأنها تتمني أن تختفي داخله !
رفع كفه ووضع فوق صدره يشعر بألم شديد حقاً .. لا يستطيع التحمل أكثر !
فاق من شروده علي صوت مازن الموجه له
- خلاص روح إنت يا مصطفي وأنا جاي دلوقتي!
إستجاب مصطفي وخرج علي مضض يشعر بالنار تحرق صدره
فمشهد إحتضانها لمازن بتلك الطريقة أشعل النيران داخله بقوة
فكم شعر بإحتياجها له فكانت بحركتها تلك كطفلة عثرت علي أهلها بعد ضياع طويل وسط طرق مُوحشة !
خرج من الغرفة يشعر بالضياع والدوار
إمتلئت عينه بالدموع فجأة وسار في الرواق يتمني ألا ينتهي لا يريد رؤية أحد الأن كيف سيقدر علي محو تلك المشاهد !
إتسعت عينه عندما إصطدم بمرام في الرواق
نظر لها بشرود وكأن كلماته قد ضاعت أو مازال صوته في الداخل مع ماتيلدا .. لا يستطيع التركيز !
بينما هتفت مرام بضيق
- متاخد بالك .. إيه ماشي زي الأعمي !
تنهد بقوة ولم يجب عليها بل تخطاها رغم سماعه لهمستها الخافته
- حيوان !
خرج من الرواق يشعر بشئٍ ثقيل فوق صدره
**********************************
رفع مروان كف سلمي مقبلاً له قائلا بحب
- بكرة هتجبيلنا نونو نلعب بيه كلنا
نظرت له بإشتياق تتابع لمعة عينه البنية وسألت بإستغراب بعد لحظات
- هو ازاي أنا حامل وإنت عارف وأنا معرفش؟!
إبتسم بحنان قائلاً بمرح
- لما تعبتي وختك المستشفي ساعتها عرفت وطرت من الفرحة
ومحبتش أقولك عشان أعملهالك مفاجأة زي ما حصل
نظرت له بدموع ونهضت محتضنة إياه بقوة تريد البكاء !!
أحاطها مروان وهمس ضاحكاً
- إيه الهرمونات هتبهدلنا من دلوقتي ولا إيه؟!
لم تجيبه فقط إنتفضت بقوة بين ذراعيه مبتعدة عنه عندما رأت مصطفي خارجاً من الرواق مقبلاً عليهم
جذبها مروان مرة أخري إليه دون إحتضانها وهمس بعبث
- حضرتك مراتي وحامل ها..!! تابع همسه ضاحكاً
- مش عارف بتتوتري لسه ازاي؟!
إبتلع مصطفي ريقه بألم عندما رأها وسأل بصوتٍ مختنق
- هي البلكونة فين ؟!.. عاوز أشرب سجارة !
أشارت له سلمي بحرج شديد من رؤيته لها مُحتضنة مروان
خرج مصطفي للشرفة يستنشق النسمات الباردة بقوة من أثر الشتاء منذ قليل
ثم أخرج سجارته لينفث بها طاقته أشعلها بشرود متذكراً حَرج أخته منذ دقائق ..
إبتلع ريقه مفكراً بحزن ٍ .. كيف ظن بها السوء ؟!..
الأن فقط يُجزم أن أجمل أخلاق الكون بها..
حتي بعد زواجها مازالت تشعر بالحرج من قرب مروان في زمنٍ تتباهي الفتاه بحبيبها رغم عدم وجود صلة شرعية بينهم..! أغمض عينه ينفخ التبخ بضيق شديد متسائلاً
هل تلك أسوء أيام عمره.. هل حان وقت الحساب ودفع الثمن !!!
************************************
نظرت سلمي لمروان عندما أحاط خصرها بذراعه مرة أخري هامساً بعبثٍ
- لو تعرفي أد إيه مشتاقلك .. هتخافي !
كانت تتأمله بشوقٍ جارف بدءً من عينه حتي أنفه وشفتيه
إبتسم لها وقال بنبرة خافتة خبيثة
- مش مكسوفة يعني؟! .. أعبر عن شوقي ؟!
إبتلعت ريقها وإحمرت وجنتها وهي تستوعب المكان الموجودين فيه ونظراتها له !
ولا إرادية إرتفع كفها بإضطراب مزيحاً كفه من فوق خصرها
فضحك مروان بقوة هامساً
- وماله نصبر شوية كمان !
وضعت مني الحلوي بتنسيق مع مرام وقالت بتساؤل وهي تنظر لمروان وسلمي
- فين ماتيلدا ومازن؟!
إقترب مصطفي بوجهٍ شاحب وأجابها بهدوء مناقض لثورته الداخليه
- هم جوا وجايين أهه ..
أنهي إجابته وجلس علي المقعد يشعر بالغيرة ..
يكره قرب مازن منها لا يريد لأحد لمسها ولا الشعور بها !
نفخ بضيق مفكراً كيف يكون تأثير لمسات مازن عليها وهي التي تتأثر من مجرد الصوت !
**********************************
رفعت ماتيلدا ذراعيها لعنق مازن وإحتضنته مرة أخري بقوة بعد أن كانت تحيطه خصره
خفق قلبه بقلق وتسائل بخوفٍ
- مالك ياحببتي قوليلي؟!
مسح مازن فوق ظهرها متسائلاً
- إنتي دايخة ؟! ..عارفة تتنفسي طيب ؟!.. قوليلي حاسه بإيه ؟!
قبل رأسها بحنان متابعا ً
- لازم تعرفيني كل حاجة بتحسي بيها.. بكرة معادنا مع الدكتور متخافيش من حاجة أنا جمبك
ظلت مشددة من إحتضانه تنفي برأسها ببكاء
أبعدها مازن ماسحاً وجهها من الدموع وقال بنبرة هادئة رغم قلقه
- طيب إنتي إفتكرتي حاجة مش كويسة !..تحبي أكلم دكتور عفيف؟!
نظرت له لحظات تتأمله وكأنها تتشبع من ملامحه قبل أن تمسح وجهها من الدموع عندما سمعت صوت هتاف مرام ليأتوا نهضت بإرتباكٍ فقال مازن بتصميم ناهضاً هو الأخر
- متقلقيش لو تعبانة عادي ..محدش هيضايق .. أكلملك الدكتور؟!
نفت برأسها وإقتربت منه محيطة خصره بذراعها تشعر بحاجتها لقربه
تريد الإختفاء به ولا تعلم السبب
خرجوا بعد عدة دقائق عندما أصرت علي الخروج ليحتفلوا بسلمي ومروان
وقف الجميع وأُغلقت الأضواء بينما هتفت مرام بصوت طفولي سعيد
- هنطفي الشمعة اللي ملهاش لزمة دي بس إتمني أمنية قبل ما تطفيها
ماما قالتلي بلاش جوا العيد ميلاد دا بس أنا بحب أوي لما نطفي الشمع ونتمني
ثم نظرت لمازن بحبٍ في الظلام متابعة بسعادة
- كنت بتمني دايما قبل ما أطفي الشمع .. ومازن يحققلي الأمنية
فإتمني ومازن هيحققلك برده !
ضحك الجميع بينما قال مروان
- بس يا مرام بس ياحببتي مازن إيه اللي يحقق .. هو علاء الدين
أجابته مرام بشماته ضاحكة
- علي فكرة الفنوس اللي كان بيحقق أو العفريت مش علاء الدين !
وتابعت بسعادة غريبة
- وبعدين علاء الدين من مازن العابدين مفرقتش نفس القافية !
ضحك مروان علي مشاغبات أخته الطفولية وإقترب من سلمي محيطاً خصرها مرة أخري بجراءة مقترباً منها بشدة
إبتلعت ريقها بتوتر وحرج وحمدت ربها علي الأضواء مُغلقة حتي لا يري أحد وقاحته وإحمرار وجهها
إقترب من أذنها هامساً
- إتمني يطلع هادي .. عشان مرمهوش لماما أنا لسه عاوز أعيش شهور عسل معاكي ومشبعتش!!
أنهي حديثه منحنياً مقبلاً جانب عنقها بحميمية
أنزلت مرام بصرها لقالب الجاتو بإرتباك بعد ما رأته من قرب بينهم بسبب ضوء الشموع الأصفر الخافت
بينما رفعت ماتيلدا نظراتها بقلق للإمام تشعر بنظرات ذلك الغريب مُصوبة تجاهها ولا تعرف السبب
وخفق قلبها فجأة عندما نظرت له ورأت نظراته إليها ..
كانت نظرات مخيفة .. شرسة .. غاضبة !! .. وكأنه وحشاً مفترساً في الظلام !!
نظرت لمني والتي قالت بدعابة
- أتمني يا ملوكة وخلصي بقالك ساعة .. دا هزار يعني إنتي صدقتي
ضحكت سلمي تتمني مرور ساعات أخري وأخري بهذا الظلام المُمتع!
وكان هذا مناقض تماماً لشعور ماتيلدا والتي تتمني أن تضاء الأنوار سريعاً
وبالفعل أضيئت الأنوار فجأة بعد أن طفت سلمي الشمعة وخفق قلب ماتيلدا بقوة من نظرات مصطفي الموجها لها
إبتلعت ريقها بتوتر عندما رأت في عينه نظرات غاضبة مخيفة حتي في الضوء !!
نظرت للطاولة وقد بدأ تنفسها يتسارع داخلها لا تعلم هل نظراته مخيفة حقا أم ماذا؟!
وإن كانت .. فلم ينظر لها بتلك الطريقة ؟!
شعرت بذراع مازن فوق كتفها وسؤاله القلق
- قلبك بيدق ليه؟!
إزدادت سرعة ضرباتها ورفعت بصرها لا إرادياً لمصطفي أمامها فلمحت شرر عينيه واضحاً تلك المرة
وأجابت باضطراب
- مش عارفة... يمكن لوحده !
قطب جبينه يشعر بخطب ما ولكن لم يضغط عليها حتي لا تضطراب أكثر الأن !
***************************************
كانت سيلان تأكل بشراهة بينما تتابعها نظرات كمال الحانية
فتبدو كمن يري الطعام لأول مرة وكأنها جائعة منذ أشهر !
رفعت بصرها له قائلة بخفوت من كثرة الطعام داخل فمها
- إتفضل يا دوك بسم الله عشان يبقي عيش وكباب !
لم يجيبها بل ظلت نظراته هادئة ثم فتح هاتفه يتلاعب به إلي أن تنتهي
فقالت بإمتنان
- مكنتش أتوقع تجبلي كباب الصراحة .. تشكر يابرنس !
رفع نظراته الغاضبة لها فإختنقت بالطعام بينما قال بغضبٍ
- إخرسي بقي !! .. إيه مبتتعبيش رغي صدعتيني !
إبتسمت تدفع بلقيمة أخري داخل فمها
- خلاص يامعلم عرفنا إنك دكتور وعالم ذرة ودماغك متكلفة .. براحة علي أبونا !
رفع كفه ماسحاً وجهه ثم قال بضيق
- الصبر يارب .. يابنتي إسكتي متتكلميش وإنتي بتكلي منظرك زفت .. وبعدين قلتلك متكلمنيش بطريقة الشوارع دي
إبتسمت بسخرية تعلك الطعام وقالت تغمزه
- خلاص ياعم عرفنا إنك طري ورقيق !
هنا وصل غضبه لذروته فنهض من مكانه قائلاً بقوة محذراً بإصبعه
- هحاسبك علي كلمتك دي لما تخلصي .. أنهي تهديده متجهاً للداخل
وقف ينفخ بقوة لا يعلم لما لا يُمسكها ويلقيها خارجاً فلتمت جوعاً ما دخله بها !
فتح أزرار قميصه وألقي به فوق الفراش بغضبٍ ثم إتجه لخزانته ليخرج ملابس نظيفة ولكن توقف فجأة عندما سمع صوتٍ بالخارج
خرج مسرعاً وأصاب توقعه بهروبها عندما أمسكها عند باب شقته بقوة
شهقت بذعر من إمساكه بها وحاولت بلع الطعام مسرعة
فشعرت بألم شديد داخل صدرها وكأن الطعام مر من المرئ وتمزق من كتلة الطعام
جذبها كمال بغضب وعصبية من مرفقها متجهاً بها للداخل قائلاً بسخط
- الحق عليا فعلاً بأمن لواحدة زيك يامعفنة !
قالت مسرعة بإبتسامة مهزوزة
- ياعم .. مكنتش ههرب .. أنا ..أنا كنت بتمشي في الشقة بس !
دفعها بقوة فسقطت فوق الأريكة متأوهة من جرحها تنظر له بقلقٍ
فإقترب منها هامساً بطريقة مخيفة
- مش هتشكريني ولا إيه ؟!
إبتلعت ريقها تنظر لصدره العاري وضخامة جسده ورغم أن ذلك من المفترض أن يثيرها فجسده متناسق ورائع لأي فتاه
إلا أنها كانت علي حافة الموت بسبب نبضاتها المذعورة من إقترابه وهتفت بتوتر زاعقة
- إيه يا عم .. إنت ناوي تاخد تمن الأكل ولا إيه ؟!
إرتفع جانب فمه بسخرية وقال بخبثٍ
- أه حقي .. مش كلتي علي حسابي ! .. وهوريكي إني مش طري !!
إتسعت عينها وقد فهمت مقصده وإنتفضت واقفة صارخة به بتهديد
- لا يامعلم دنا أشقك .. أنهت تهديها مخرجة مديتها بحركة سريعة ولكن قبل أن تفتحها كان كمال قد أخذها مقيداً لها بقوة بذراعاً واحدً وكان كافياً لشل حركتها تماماً
شعرت بالذعر وهي تنظر له لم تتوقعه هكذا وبدأت بالرفص كفرسة هائجة بينما كان صوته يهتف بصراخ
- إهدي .. إهدييي .. إثبتي بقولك !!
لم تكن تسمعه فقط تسمع صوت الخطر وكأن له صوتً عالياً مرعباً !
وهدأ كل شئ عندما إرتخت فجأة بل إرتجفت فجأة !!
ليست فاقدة للوعي ولكن تنتفض بطريقة مرعبة جزء من جسدها مشنج إلي ان أصبح نصفه !!
قيدها بقوة وهبط بها أرضاً عندما إزدادت تشنجانتها وتجمع الزبد حول فمها
أدخل كمال جانب كفه بسرعة بين شفتيها
حتي لا تعض أكثر علي لسانها
وكطبيب إستطاع تشخيص حالتها بصدمة
وعندما بدأ التشنج بشمل نصفها الأخر علم أنها ستفقد الوعي
وبالفعل ثبتت فجأة كجثة هامدة بعد أن فقد وعيها تماماً
ظل جالساً أرضاً جانبها لا يصدق ماحدث
فلم يتوقع أنها تعاني من إحدي أنواع مرض الصرع !!!!
***********************************************    

نبضات عاشق..  أشعر بك2Where stories live. Discover now