الفصل الأربعون

43.7K 1.2K 8
                                    

    في صباح يوم جديد ...
تململت ماتيلدا في الفراش متحركة حركة ضعيفة رامشة بعينها
وتوقف تنفسها فجأة وخفق قلبها وهي تنظر بثبات للحائط فوقها مستعيدة ليلة أمس !
إبتلعت ريقها ونظرت بطرف عينها عليه وتنفست الصعداء عندما وجدته نائماً
ضمت شفتيها وسحبت الشرشف فوقها بحرج
وضعت كفها فوق صدرها وكأنها توبخه علي هذا النبض الذي سيتسبب في إيقاظه
وتحركت ببطئ قبل أن يستيقظ
تريد إرتداء ملابسها أو بالأحري الإختفاء تماماً من أمامه
وتلي حركتها البطيئة صوته الرخيم الذي خرج عابثاً رغم إنغلاق عينه !
- إرجعي مكانك تاني !
أنهي كلماته الأمرة فارداً ذراعه علي الوسادة جانبه
إتسعت عينها بصدمة من إستيقاظه وأصبحت نبضاتها تتقافز داخل صدرها وتسمرت كما هي
فأعاد ما قاله مهدداً تلك المرة
- لو منمتيش تاني هفتح عيني وهبصلك ..
صمت قليلاً متابعاً بخبث
- وأنا بقول بلاش !
وضعت خصلاتها خلف أذنها بإرتباك وإقتربت منه مرة أخري واضعة رأسها فوق صدره كما أشار لها
إبتسم مازن فاتحاً عينه ناظراً للسقف فوقه هامساً
- صباح الخير !
إبتلعت ريقها بصعوبة مجيبة
- صباح ال.. النور ..
أحاط كتفها بذارعه هامساً بسخرية
- مش عيب تبقي كبيرة كده وبتهربي علي الصبح ؟!
فتحت شفتيها قليلاً لتتنفس أكثر بدل أن تختنق من سرعة تنفسها
إتسعت بسمته حتي تحولت إلي ضحكة أسرعت من خفقاتها أكثر
وأغمضت عينها بقوة عندما همس بحنان
- نامي تاني يلا .. إنتي كنتي قلقانة طول الليل وانا لسه عاوز أنام كمان
وتابع همسه مقبلاً خصلاتها
- كان أحلي يوم في حياتي .. أنا بحبك .
أنهي همسه ملتقطاً بذراعه الحر جهاز التحكم من فوق الكومود جانبه وأخفض من درجة التدفئة قليلاً
وضعه مرة أخري وشدد من ضمها إليه
مستنشقاً خصلاتها .. بل مستنشقاً نكهة حياته الجديدة ..
**************************************
أنهت سلمي تحضير طعام الإفطار ودلفت لتُوقظ مروان
حتي ينهض ويوقظ ماجد إلي أن توقظ هي أخيها
إقتربت مقبلة جانب عنقه هامسة قرب أذنه بدلال
- قومي يا مارووو
تململ في نومه قائلاً برجاء
- لا سبيني أنام أنا مش قادر
جلست علي جانب الفراش جانبه قائلة بحنان
- لا ياروحي قوم وأبقي نام بعدين .. عندنا ناس وأنا حضرت الفطار يلا قوم بقي عيب
نفخ مروان بضيق قائلاً بتبرم
- يعني لما أقوم بدري يبقي عشان أصحي الناس وأفطرهم ؟!
وضيق عينه متابعاً بمكر
- بدل ما أبقي قايم علي حاجة مستاهلة
مثلا أصحي سلمي ..أفطر مع سلمي .. أ ... مع سلمي !
ضحكت بشدة ونهضت من جانبه قائلة بحزم
- قوووم وبطل حركاتك اللي هتفضحنا دي
خرجت من الغرفة عندما رأته ينهض دالفاً لدورة المياه الخاصة بالغرفة
إتجهت لغرفة مصطفي وطرقت الباب وبعد قليل دلفت للداخل فوجدته نائماً
إقتربت منه هامسة بخفوت لتوقظه
- مصطفي .. قوم يلا
حرك رأسه للجهة الأخري هامساً بإرهاق
- سبيني
إقتربت منه لترفع الشرشف عنه قليلاً قائلة بحنان
- لا يلا قوم أنا حضرت الفطار
نظرت أرضاً عندما سقط هاتفه من فوق الفراش أخذته قائلة بمرح
- قوم بقي يا مصطفي إنت نومك هيفضل تقيل طول حياتك كده وبعدين أنا عم...
صمتت عندما أضاءت شاشة الهاتف بعفوية لتضربها الصاعقة
إبتلعت ريقها بصدمة وهي تنظر لصورة ماتيلدا المُكبرة علي شاشة الهاتف !
خفق قلبها ناقلة نظراتها المذهولة بينه وبين الصورة وهمست بصدمة
- مصطفي !
وأتتها الضربة الأخري بهمسته اللاوعية من وسط نومه وأحلامه مجيبة عليها
- ماتيلدا !
تراجعت للخلف خطوة تشعر بإنهيار المكان من حولها فماذا عليها أن تستنتج مما حدث !
سقط الهاتف منها وإمتلئت عينها بالدموع من الفكرة التي ضربت رأسها
وبعد دقيقة أو إثنان من صدمتها إقتربت ببكاء تهزه بعنف هاتفة بصوتٍ خافت
- مصطفي قووووم !
تململ في نومه مرة أخري
ولكنه إستيقظ علي هزتها القوية والتي تلاها صرختها المكتومة به
- إنت مالك ومال ماتيلدا يامصطفي ؟!
نهض مذعوراً عندما رأها وسمع سؤالها
إنحنت بتأوه وأتت بالهاتف من فوق الأرض بصعوبة بسبب إنتفاخ بطنها
أمسكته وإقتربت منه ببكاء مضيئة شاشته لتظهر صورة ماتيلدا مرة أخري متسائلة بصدمة
- بتعمل إيه في صورتها ؟!
وامتي صورتها وهي مش واخدة بالها ؟!.. وليه بتنطق إسمها وإنت نايم ؟!
أنزل قدميه من فوق الفراش نافخاً بضيق وقال بعصبية
- ملكيش دعوة يا سلمي لو سمحت أخرجي من هنا !
نفت برأسها وقد بدأت دموعها بالتساقط قائلة ببكاء شديد
- لا يا مصطفي إنت اللي هتمشي من هنا حالاً ..
وتابعت بصدمة من وسط دموعها
- ليه كده يا مصطفي .. مازن ميستاهلش !
نهض من مكانه هاتفاً بها بعين مطلقة شرر
- قلتلك متدخليش وبعدين مازن ميستاهلش وأنا اللي أستاهل يعني ..
أنا بحبها من قبل ما هو يعرفها !!
شهقت بصدمة واضعة كفها فوق فمها هامسة بذهول
- إنت علي علاقة بماتيلدا ومازن ميعرفش ؟!
وتابعت نافية برأسها وكأنها لا تصدق
- يعني ماتيلدا عارفاك و إنتوا عارفين بعض و.. مازن ..و..
صمتت بعجز وكأنها لا تستطيع التفكير أكثر
جلس مصطفي فوق الفراش بثقله واضعاً رأسه بين كفيه قائلاً
- هي متعرفنيش بس .. أنا ...
قاطعته بحدة من وسط بكائها
- أنا هعرف مازن لو ممشتش من هنا إنت فاهم ؟!
تحولت عينه لعين مصطفي القديمة التي طالما ما إرتعبت منها ونهض مقترباً منها هامساً
- إنتي إتجننتي .. أنا اللي أخوكي مش هو إنتي نسيتي
مسحت فوق حجابها ببكاء وقد بدأ جسدها بالإرتجاف وقالت بقوة رغم إهتزاز نبرتها
- لا منستش يا مصطفي بس أنا عمري ما هخون مازن اللي فتحلي بيته
وتابعت بصراخ باكي
- إنت عارف كام مرة إنهارت وحضنته بدون ما أحس من كتر خوفي
ومع إن دا مينفعش عمره ما أحرجني ولا بصلي بطريقة مش كويسة ولا طمع فيا
مع إن الأولي كان طمع فيا بقي مدام في بيته ومليش أهل
لا هو صاني وحافظ عليا زيي زي مرام عمره ما قالي لا علي حاجة
وإزداد بكائها واضعة يدها فوق صدرها النازف من الألم متابعة
- أنا عمري ما حسيت إن ليا أخ إلا لما عرفت مازن ..
وعمري ما هسمحلك تأذي ماتيلدا ولا تبقي وسطنا يا مصطفي
وإقتربت منه دافعة صدره بقبضتها هاتفة به
- ليه كده أنا ماصدقت إنك بقيت كويس ..
ليه يا مصطفي ليه أنا كنت إتعلقت بيك تاني ..
ليه حرام عليك !
نزلت دموعه دون شعور وقبل أن يجيب إلتفتت تجاه الباب قائلة بألم
- ياريت تمشي دلوقتي يا مصطفي ..
خرجت من الغرفة بإرتجاف ونهض هو ضارباً الفراش بقدمه يحاول كتم غضبه
تحركت سلمي ببطئ تجاه المرحاض وتوقفت عندما رأت ماجد أمامها
أخفضت بصرها بإرتباك ودموع
ضيق ماجد عينه من طريقتها وشحوبها الشديد وإقترب خطوة متسائلاً بقلق
- مدام ملاك إنتي كويسة ؟!
أومأت له بصمت وسقطت دموعها فجأة بشهقت بكاء مؤلمة فتحركت مسرعة تجاه غرفتها تريد الإختباء
دلفت مغلقة الباب خلفها تشهق بعنف مازالت لا تصدق تلك الكارثة التي حلت فوق رؤسهم
رفعت بصرها بذعر لمروان عندما خرج من المرحاض بعد أن أخذ حمامه الدافئ مرتدياً بنطاله ويعدل من الكنزة الصوفية بين يديه ليرتديها
توقف لحظة مكانه وإقترب مسرعاً منها مُلقياً بالكنزة ارضاً متسائلاً بفزع
- مالك ياملاك ؟! .. حاسه بإيه عندك وجع ؟! .. بتعيطي ليه وليه بترتعشي ؟!
كان يسأل بقلق شديد دون أن يعطيها فرصة للرد عليه حتي
رفعت حدقتها المهتزة له وإحتضنته بقوة ممسكة بكتفيه حتي لا تسقط
تسارعت نبضاته قلقاً من حالتها الغريبة لا يعلم هل ستلد أم تشعر بالتعب !
سأل بإرتباك محاوطاً إياها
- ملاك حببتي .. مالك ياماما حاسه بإيه قوليلي ..
مش لسه شهرين علي الولادة ؟!
تشبثت به أكثر باكية بإنتفاض لا تسمع شئ
فقط تري رحيل أخيها للأبد! ..
تري خسارتها وضعفها! ..
تري حزن مازن وخوف ماتيلدا !
تنفس مروان بقوة محاولاً الهدوء وسأل مرة أخري جاذباً إياها تجاه الفراش
- قوليلي في إيه أنا قلقان .. مالك ؟!
رفعت بصرها له بأعين دامعة خائفة !..
نعم خائفة علي أخيها منه وعليه من نفسه ..
وتلي تفكيرها ونظراتها المذعورة هتافه القلق وجلوسه أمامها متوسلاً لها
- إتنفسي وإهدي .. أنا قلقان قوليلي مالك !
*********************************
تحركت سيلان في الفراش وفتحت عنيها علي ذلك الصوت الدافئ علي قلبها
- صح النوم .. لو مكنتيش صحيتي كنت هصحيكي عشان معاد الدوا اللي هديهولك بنفسي كل يوم !
إبتلعت ريقها ونهضت جالسة نصف جلسة مستندة علي مرفقيها
ناظرة لتحركه عندما أخرج علبة الدواء ووضع الماء في الكوب الزجاجي
نظرت له بشكرٍ صامت وتناولت القرص منه وإبتلعته
وضع كمال الكوب متجهاً للخارج قائلاً بحنان يلا قومي وصحصحي أنا هعملك ساندوتش تحفة !
أغمضت عينها مُستلقية مرة اخري وزمت شفتيها بحرج
رغم تصرفه الطبيعي معها بعد ما حدث أمس!
فلاش باك...
شعرت سيلان بخفقاتها تضرب صدرها بقوة عندما شعرت بقربه وهمسه الحاني
أغمضت عنيها مستقبلة قبلته الدافئة ولم تشعر بإرتفاعها من فوق الأرض
عندما إستطالت لتقف علي أطراف أصابعها متعلقة به في محاولة منها لتجاري طوله
وكأن سرعة خفقاتها وعدم تناولها للدواء منذ شهر أدي لخلل مفاجئ !!
فإزدادت قبضتها شراسة وقوة وعلم هو ما سيحدث بعد أن خدشت عنقه بأظافرها من قوة قضتها
ولم تمر تانية واحدة حتي تشنحت بقوة بين يديه
وضعها كمال فوق الفراش حتي لا تتأذي رافعاً رأسها لأعلي قليلاً ..ولم تتذكر شئ إلا إستيقاظها بعد عدة ساعات
لتجد جسدها محاطاً بذراعيه فوق فراش جديد يبدو انه غيره بنفسه
وقبلاته المنتظمة فوق خصلاتها التي إستطالت قليلاً خلال الأشهر الماضية ..
فتحت عنيها قاطعة شرودها عندما هبط بها الفراش من ثقله
إعتدلت مسرعة بإرتباك تلك المرة
بعد تذكرها لتفاصيل ماحدث وبالأخص قبلته الأولي!
ناولها كمال لفافة طعام دافئة من الخبز الطري تحتوي علي أنواع مختلفة من الأجبان والتي ذابت بعد تسخينها
وفي يده الأخري كوب من العصير الطازج
أخذت لفافة الطعام فكانت تدهور جوعاً فِيما وضع هو الكوب فوق الكومود
إبتلعت ريقها هامسة بإحراج
- وإنت مش هتاكل ؟!
إبتسم لعينها مجيباً بهمس كهمسها
- لا أنا صحيت من بدري وفطرت وتأملت !
رفعت بصرها له مفكرة في كلمته الأخيرة متسائلة داخلها
هل يقصد تأملها ؟!!
ورمشت بصدمة عندما إقترب بشكل مفاجئ ملتقطاً قبلة ناعمة من شفتيها المرتجفة قائلاً بحنان
- صباح الخير ..
***********************************
خرجت الممرضة من غرفة نرمين وإتجهت لغرفة حازم طرقت الباب ودلفت عندما أذن لها
وقفت أمامه بإحترام قائلة
- مش راضية تاكل يا باشا حاولت معاها كتير بس مش راضية خالص
وكده ممكن يحصل مُضاعفات لإن الأدوية اللي بتاخدها تقيلة
فهنضطر كده نوقف الأدوية ودا هيؤدي لإنتكاستها ..
مسح حازم وجهه وقال بهدوء ناهضاً من فوق مكتبه
- مش هنوقف حاجة خلاص سبيها أنا هحاول معاها
أنا خدت الفترة دي أجازة وإن شالله هقدرلها !
خرجت الممرضة تلاهي خروجه ذهاباً لها
دلف لغرفتها فوجدها جالسة فوق المقعد المهتز بصمت ناظرة للحديقة عبر للحائط الزجاجي
إقترب منها ووقف مستنداً علي جانب الحائط
لم تنظر له وكأنه غير موجود من الأساس ولكنه علم أنها رأته وتشعر به أيضاً من رمشات جفنها وإهتزاز المقعد الذي تسارع قليلاً..!
ظل علي وقفته بضعة دقائق ثم جلس القرفصاء جانب مقعدها ممسكاً به ليثبته
نظرت له بغضبٍ وبادلها النظرات ولكن بحنان قائلاً بهدوء وكأنه يساومها
- لو كلتي هنروح نزور طارق !!
إتسعت عينها وخفق قلبها متسائلة بدموع فاضت فجأة
- إنت عارف قبره؟!!
أومأ لها ببسمة هادئة ونظرة حانية خرجت من قلبه حقاً
****************************
كانت سلمي تشعر بالإختناق لا تعرف ما عليها فعله وما الصواب
هل تضحي بأخيها .. هل تستطيع ؟!
إبتلعت ريقها مفكرة بإرتجاف
فِيما سيحدث إن أخبرت مروان فهل سيقتل أخيها كما فعل مع أكرم ؟! ..
وكيف ستصارح مازن بما يحدث .. وما مصير مصطفي في النهاية !
فاقت من أفكارها السوداء التي تلُفها علي صوته القوي
- سلمي قلبي هيوقف من القلق قوليلي في إيه .. هتولدي طيب في وجع ؟!
نفت برأسها هامسة
- أنا كويسة متقلقش !
أنهت همستها ناهضة ببطئ تشعر بألم شديد لكن تحملته قائلة بخفوت مُرتجف
- مصطفي قالي هيمشي مش هيفطر معانا !!
أنهت همستها ببكاء لم تستطع كبته ..
وهل من السذاجة أن يؤلمها قلبها عندما تفكر أنه سيختفي للأبد ودون تناول الطعام !
نهض مروان بغضبٍ مفاجئ من ذكر إسم مصطفي
إقترب منها وأمسك مرفقها قائلاً بعصبية بدأت بالظهور عليه
- هو مصطفي ..!!
وشدد علي ذراعها بغضب متسائلاً بحدة
- قوليلي عملك إيه ؟!
نزلت دموعها نافية بقوة وإقتربت تحتضنه محيطة خصره وبدأت شهقات بكائها تخرج واحدة تلو الأخري
تشعر بإنعدام طاقتها لتتحمل كل هذا ..
تشعر وكأنها وقعت في الإختيار بين أخوين ..
أحدهما لم تلده أمها لكنه قطعة من روحها !
جز مروان علي أسنانه متوعداً وقد تأكد أنه سبب حالتها ومن غيره صاحب شقاء عمرها ..ذلك الأحمق !!
أبعدها عنه متسائلاً بنفاذ صبر
- قوليلي عملك إيه ؟!.. إنتي كنتي كويسة قبل ما تروحيله
مسحت دموعها المنهمرة هامسة ببكاء
- معمليش يامروان هو ماشي دلوقتي خلاص
وتلي كلماتها الكاذبة صرخته الغاضبة وإندفاعه للخارج
- مصطفي!!!
إنقبض قلب مصطفي مصدوماً من بيعيها له.. وكم هذا مؤلم!
ولم يكن معه الحظ ليفكر أكثر عندما وجد ذلك الوحش أمامه!!
جذبه مروان من ملابسه بعنف صارخاً به
- عملتلها إيه ياحقير ..قولتلها إيه حرق دمها وخلاها توصل للحالة دي؟!
والتالي كان إندفاع ماجد للغرفة بمحاولة فاشلة للفصل بينهم بعد أن أتي راكضاً علي صرخة مروان التي لا تنبأ بالخير
تحركت سلمي ببكاء هستيري تجاه الغرفة
ووقفت تنظر لصراعهم لا تقوي علي الصراخ حتي من شدة الالام التي تفتك بظهرها
وأخفضت بصرها بضعف لأسفل عندما شعرت بذلك السائل الدافئ يسيل فوق قدمها !!
إرتجفت شاهقة بفزع تشعر بتصلب جسدها وبرودته ودوران المكان المفاجئ
ومالت دون شعور بشئ لتسقط !!
والأقرب كان ماجد الذي أمسكها في اللحظة الأخيرة مسبباً جزع في كفها الأيسر من سرعة مسكته وقوتها
لتسقط عليه قبل أن تسقط للخلف فوق الأرض الصلبة
نزل بها أرضاً هاتفاً
- مدام ملاااااك ؟!
تحركت عينها بشرود علي حركة مروان الذي إقترب بفزع صارخاً
- إيه الدم دا ؟!
ونهض مسرعاً دون أخذ مفاتيحه مهرولاً فوق الدرج ..
خبط الباب بقوة أفزعت من في الداخل صارخاً بهستيريا
- مااااازن سلمي بتنزف !!
********************************      

نبضات عاشق..  أشعر بك2Onde histórias criam vida. Descubra agora