الفصل الثالث عشر

45.7K 1.4K 17
                                    

    رفعت مرام الهاتف وأجابت بنعاس ولكنها إستيقظت بمجرد سماع صوت مراد القلق
لا تعلم هل هي من تُوهم نفسها بقلقه عليها من شدة إحتياجها لذلك الشعور
أم أنها محقة في شعورها وهو يقلق عليها بالفعل قطع شرودها صوته الرخيم
- عاملة إيه النهاردة ؟!
جلست علي الفراش ورفعت خصلاتها مجيبة بتوتر
- الحمدلله كويسة.. تنفست بعمق وصمتت قليلاً قبل أن تتابع
- شكراً علي إتصالك يومياً بيا ووقوفك جمبي يا مراد
إبتسم ببساطة قائلاً بدعابة
- ممكن تديني راتب بعد كده ..
إبتسمت بحزن ولم تجيبه ولكن بعد مرور الثواني من الصمت قررت سؤاله السؤال المُلح عليها!
- مراد.. هو. هو إنت بتحبني؟!
في البداية تفاجئ من سؤالها بسبب طريقة إلقائه ولأنه غير متوقع في تلك الظروف ولكن رغم ذلك أجابها
- أه .. !
شعرت بنبضها المرتفع وظلت صامتة لا تعرف ماذا تقول إلي أن تحدث هو مُغيراً للموضوع
- أكرم عمل إيه في قضية أخوكي ؟!
إبتلعت ريقها بألم وقالت وقد بدأ البكاء في الظهور علي صوتها المبحوح قليلاً
- أنا مش بفهم في حاجات المحاكم دي بس اللي فهمته إنه طلب تأجيل القضية أو مستلمش البلاغ مش عارفة أنه فيهم المهم إنه مرحش وأهلي مش بيفتحوا الموضوع قدامي فأنا مش فاهمة حاجة
سألها مراد بهدوء
- عاوزاه يتسجن؟!
هبطت عبراتها وهمست ببكاء صادق
- لا ..!
إبتسم مراد بمرارة وسأل مرة أخري
- ليه؟!
مسحت وجهها وضمت ركبتيها إلي صدرها قائلة ببكاء
- عشان أنا السبب هو كان جاي عشاني وإتأذي
مروان ضرب عليه نار ورفع قضية ولسه هيبهدله
إبتلعت ريقها متابعة ببكاء خافت
- إنت متعرفش أخويا .. مروان عصبي ومبيرحمش ومن الأول كان مُتحامل عليه ودلوقتي بقي أكتر عشان مد إيه علي ملاك !
قال مراد بضيق وإختناق
- وإنتي عادي كده مش فارق معاكي إنه إتحرش بمرات أخوكي ؟!
لم تجيبه وشهقت ببكاء شديد مستنكرة فعلته تشعر وكأنه خانها بلمساته لزوجة أخيها
تنفس مراد بقوة وقال بنبرة خافته
- طيب إهدي خلاص كل واحد بياخد جزاءه ولو ميستحقش مش هياخده
أومأت ببكاء وإستلقت عندما طلب منها النوم مرة أخري
سحبت الغطاء عليها هامسة ببكاء
- خليك معايا لحد ما أنام!!
في البداية إستغرب طلبها منه ولكنه نفذه بطاعة
وبالفعل ظل معها علي الهاتف حتي إستمع لإنتظام أنفاسها وتأكد من سقوطها في النوم
أغلق الهاتف وجلس فوق فراشه يشعر بالضيق الشديد منها ألم تكف عن حب ذلك الحقير ؟!!!
مسح وجهه ينفخ بحرارة يشعر بها بل ويفهمها
فها هو لا يستطيع التخلي عن حبها رغم معرفته بالظروف وبحبها لأخر!!
****************************************
نهضت نرمين علي رنين الهاتف وعندما أجابت
أتاها صوته مستغرباً
- نايمة لحد دلوقتي؟!
إعتدلت مسرعة في الفراش قائلة بلهفة
- طارق... طارق وحشتني ليه مبتكلمنيش من كام يوم أنا إستنيتك كتير أوي.. وحشتني يا طارق
وبعد أن سمعت ما قاله إبتسمت بحنان مجيبة
- أنا عمري ما هزهق ابداً لو كلمتني كل دقيقة وكل ثانية !
وتابعت بضيق
- والله كان نفسي البلكونة هنا تبقي زي بتاعتي عشان أقف عليها من غير ما أوقع وأجبرك تكلمني !
وضعت يدها فوق صدرها موضع قلبها الخافق عندما إرتفعت ضحكته
تنهدت هامسة بعشق
- ضحكتك زي ما هي وانا لسه بعشقها زي ما انا .. انا بحبك أوي ياطارق
إستلقت في الفراش قائلة بإبتسامة هادئة
- مش هتصدقني لو قلتلك إني كنت بتمكيج وبلبس ساعات كإنك معايا
حتي العدسات السودا كنت بحطها عشان عارفة انك بتحب العين السودة عليا أكتر من عنيا الملونة
ولسه بتمني لو كان ربنا إداني عنين غامقة عشانك !
أغمضت عينها تتنفس بقوة وتابعت هامسة بشعورٍ قوي
- عندي كلام كتير أوي نفسي أقولهولك ياطارق .. عندي حياه كاملة وعمر عاوزة أحكيهولك
****************************************
صرخ بكر بحدة
- يعني إيه معرفتش ..حتت ولد لا راح ولا جه يتوه مني كده معرفش أجيبه
قال الرجل بجدية
- يا بكر باشا لو بيظهر هنعرف نجيبه حتي لو عمل حركة إنه يتوهنا بحد شبهه زي ما عمل
بس المشكلة إنه مبيظهرش أصلاً تقريباً
وللأسف مكناش نتوقع إنه بيعمل الحركة دي لو كنت أعرف كنت مسكته بعد ظهوره النهاردة
قذف بكر الكأس من يده صارخاً بعصبية
- كلكوا أغبية متنفعوش ..
نظر الرجل أرضاً وقال بقوة
- صدقني يا باشا أول ما يظهر هجبهولك لو حتي إتحرك بعشر رجالة شبهه هجيبه برده
تنفس بكر بعصبية قائلاً بغضب
-والبيه هيظهر إمتي تاني منا مش هفضل مستني.. الواد دا وراه ناس مستحيل يكون لوحده !!
تحولت نظراته للقتامة وتابع بتوعد
- عهد عليا يابن الزياد ما اخلي فيك حتة سليمة قبل ما أقتلك بس لقائنا قريب يا ***
**************************************
فتحت سلمي عينها تشعر بالإرهاق الشديد
نظرت حولها فوجدت كيس المحلول البلستيكي الشفاف متصل بذراعها
أغمضت عينها مرة أخري ولا تعلم كم مر من الوقت
ولكن عندما فتحتها مرة أخري وجدت عينيه البنية الصافية تنظر لها عن قرب
خفق قلبها ورمشت عدة مرات تحاول الإعتدال
إبتسم مروان وساعدها لتجلس ثم أرسل للممرضة لتاتي
جلس علي جافة الفراش مرة أخري ينظر لها
إبتلعت ريقها تبادله النظرات حتي أخفضت بصرها لعنقه العريض وصدره مفكرة هل يعلم كم تشتاق لضمه ولحديثة..
كم تشتاق لنفسه القريب!
وكأنه قد قرأ أفكارها وشعر بها عندما رأي نظراتها الحزينة لعنقه وصدره
إبتسم بحنان وإقترب منها محاوطاً لها بقوة
ورغم ذهولها إلا أنها تمسكت به بقوة تدفن وجهها داخل عنقه مغمضة العين تستنشق عطره !
تحركت عندما شعرت بالحركة في الغرفة ونظرت للباب عندما أقبلت الممرضة عليهم
إعتدلت بإرتباك مبتعدة عنه بينما إقتربت الممرضة بإبتسامة وقامت بفصل المحلول عن ذراعها
أنزلت قدميها عندما نهض مروان بهدوء ونهضت هي الأخري تعدل من ملابسها
إقترب منها وشعرت بذاعه التي أحاطتها لتسير جانبه.. وسارت..
سارت مشدوهة تشعر بالضياع تتمني السير معه دهراً حتي يظل قريباً رغم تعبها وإرهاقها
إقترب من أذنها هامساً
- مبتاكليش كويس وتعبانة ومعرفيش حد ولا جيتي قولتيلي!..
لولا تعبك قدامي النهاردة كان ممكن تتعبي أكتر ..
الدكتور قال عندك ضعف شديد وأنيميا
لم تجيبه فقط رفعت نظراتها له تتأمل ملامحه عن قرب
تتأمل رسمة وجهه وعينه وذقنه النامية قليلاً
إبتلعت ريقها لم تتخيل يوماً أن تصل لهذا العشق
فلقد أصبحت تعلم بوجوده من ضربات قلبها .. وكم هذا غريب!!
تعلم بإتصاله قبل أن يرن الهاتف !!
**********************************
جلس مصطفي جانب الفراش بعد أن مزق شراشفه بعنف ساخطاً علي نفسه وعلي حياته
ضم ركبته قرب صدره ينظر للنور الشمسي المتسلل من النافذة الزجاجية بقوة
سقطت عبراته يشعر وكأنه يموت بالبطئ ..لا يستطيع التحمل أكثر
فما كانت تذهب عن عقله للحظة واحدة من قبل .. فكيف تذهب الأن بعد أن رأها !!
ضغط علي رأسه بكفيه يبكي بقوة كالاطفال شاهقاً بعنف
أغمض عينه متخيلاً خصلاتها الناعمة الشقراء وعينها الساحرة بالطبق تشبه والدتها الألمانية
ظهرت بسمة حزينة علي شفتيه متسائلاً داخله بذهول
- هل كانت شقراء؟! .. هل كانت بذلك الجمال الصافي والنقاء الملائكي ؟!
هي ليست بحاجة للتكلم عن نفسها ولا للبوح ببرائتها فكل شئٍ ظاهراً بوضوح
مسح وجهه ومد قدميه أمامه فلقد مر إسبوعاً منذ رؤيتها
لم يمر يوماً واحد دون أن تأتي أمامه
كم هي ضعيفة وصغيرة لا يصدق أن تلك الفتاه بنفسه عمره وعمر مازن !
لا يظهر عليها شئ تبدوا كأنها فتاه جامعية صغيرة
نفخ بضيق ها هو يفكر فيها ويتخيلها
نهض من مكانه وفتح زجاج البراندا الكبيرة بعنف ودلف للداخل يستنشق أكبر كم من الهواء يشعر بالجنون
فملاين الأسئلة داخل عقله ولا يجد لها إجابات
كيف تعرفت الي مازن؟! .. لما لا تتحرك ؟! ..وكيف فقدت صوتها ؟! .. لم تتشنج هكذا ؟!
سالت دموعه بقهر.. هو أول من عرفها كان صديقها لستة أشهر
هو أول من عرف عن معاناتها لما لم تستمر معه ما كان سيأذيها !
رفع رأسه للسماء باكياً صارخاً بقهر وعذاب
- يارب متعاقبنيش بيها.. عارف إني غلطت كتير بس أنا محستش ولا حبيت غيرها
حاسس قلبي هيتقسم نصين من الوجع مش قادر أتخيلها معاه.. يارب مكنتش عاوز أعرفها ولا أشوفها مدام مش ليا!!
أخفض رأسه هامساً بصراع مع نفسه
- مش عاوز أخونه دا صاحبي الوحيد مش قادر أخونه
إنخفض مستنداً علي ركبتيه (وضع الركوع ) يشعر بألم يبكي بنحيب
ولأول مرة يبكي في حياته تقريباً.. حتي أنه ما كان يعلم عن وجود دموعه تلك
وكأنه إدخرها من سنوات عمره لتلك الحظات القاسية !!
*********************************

في صباح يوم جديد ..

فتح مازن عينه علي نور الشرفة فنظر جانبه ووجد ملاكه نائماً!
إبتسم بحبٍ ناهضاً من نومته بهدوء وجلس نصف جلسة فارداً قدميه أمامه
إتكأ علي الوسائد خلف ظهره يتأملها ثم مد أصابعه يحرك خصلاتها الملساء جانبا
إرتجف جفنها وفتحت عينها فوجدته جالساً فوق رأسها
خفق قلبها بشدة من هيئته وإعتدلت هي الاخري ولم يساعدها حتي تتحرك أكثر كما طلبت الطبيبة
جلست بعد محاولتها فنظر لها نظرات عميقة ثم نظر لصدره مستغرباً بإصتناع
إبتلعت ريقها بتوتر وقد فهمت نظرات عينيه التي تطالبها بإحتضانه !
جذبها مازن لصدره عندما رأي أنها فهمته وتشعر بالحرج من الإقتراب منه
أغمضت عينها وتنفست بقوة عندما لامست وجنتها صدره النابض فكان عاري من الأعلي مرتدياً بنطال أسود بيتي
فتحت عينها وأغمضتها عدة مرات تستمع إلي نبضاته وإبتسمت بخجل فسرعة نبضاته كسرعة نبضاتها تقريباً
شعرت بكفه خلف ظهرها وشعرت بالرجفة الشديدة وأغمضت عينها بحرج
فما كان عليه أن يُلبسها تلك الكنزة الخفيفة فكانت من القطن الصافي بيضاء كلون بشرتها مريحة بشدة وكأنها لاترتدي شئ بحمالتين رفيعتين وبنطال قطني متسعاً عليها قليلاً رغم أنه يبدو أصغر مقاس !
رفعت رأسها عن صدره تحاول الإبتعاد لا تصدق أنها في تلك الوضعية مع مازن العابدين!!
ويكفي إسمه ليثير نبضها !
تنهدت بقوة لتهدأ ولكن تنفسها تسارع عندما شعرت بكفه يتحرك بحنان عليها
إبتسم مازن وثبت كفه عندما شعر بتشنج جسدها فإستكانت مرة أخري رغم إرتفاع وتسارع تنفسها ونبضاتها !
مرت الدقائق بصمت كلاً منهم يفكر بالأخر رغم قربهم
إبتسم مازن بسخرية من رد فعلها عندما حاول الإقرب لها أمس .. فتصنعت النوم وهربت منه كالأطفال !!
إرتفع جانب ثغرة ببسمة شقية .. هل تظن أنه لن يقترب منها؟!
ألا تعرف كم يضغط علي نفسه ليكون صبوراً هكذا؟!
تحرك قليلاً فإبتعدت مسرعة وتركها تبتعد بإبتسامة عابثة
ثم إقترب هو فجأة وجلس أمامها يتأمل خضار عينها الصافي وبشرتها النقية الرقيقة
إبتسمت عيناه دون فمه بطريقة غريبة لا يراها أحد غيرها فإتسعت عينها تنظر له بدقة
تحاول فهم كيف لا يبتسم وهي تري بسمته واضحة
فتلك كانت حركته دائماً معها عندما كان خالد الزياد !
خفق قلبها بقوة وكم سيخفق بعد !..
فهل هي بالغرفة مع خالد ففي جميع أحواله وأسمائه وشخصياته يثير شعوراً غريباً داخلها!!
إبتسمت فجاة بطفولية وهي تفكر هل يعلم أنها لا تستطيع دمج الشخصيتين برجلٍ واحد ؟!!
فمازالت تعشق خالد ويثير داخلها نبضاً مميزاً بخلاف النبض الخاص بمازن وإشتياقها له !!
إبتسمت شفتاه عندما رأي بسمتها .. وإتسعت إبتسامته من حالتهم فلا أحد ينطق بحرفاً واحد
والغرفة هادئة بشدة الا أن مقدار الحب والشعور فيها كبير يكاد يحرق ما حولهم !
رفع أصابعه يتلمس بشرتها الرقيقة متذكراً أخته يشعر أحياناً أن تنافر مرام منها بسبب أنها تشبهها كثيراً!
فهي رقيقة وهشه مثلها تماماً وإضطرابهم متقارب
أحاط وجهها بكفيه وبدأ بحركته المميزة معها عندما سار بإبهمه فوق عينها
ليهبط متحسساً أنفها الصغير وصولاً لشفتيها المرتجفه ليمسح فوقها كما مسح فوق عينها !
إهتزت حدقتها من قربه وشعورها به
فإبتسم لها بعشقٍ مقترباً بهدوء من وجهها حتي لامست شفتيه وجنتها مقبلاً لها
ثم اقترب من أذنها هامساً بخفوت صادر من نبضات عاشق
- لو الحب والعشق ممكن يتجسد لشئ مادي ..فحبي ليكي هيبقي شئ مخيف من كبر حجمه!!
إبتلعت ريقها تشعر وكأن قلبها يأن من قوة خفقاته ومن إختابرها لذلك الشعور الغريب المميز
أغمضت عينها بقوة عندما قبلها!
كانت تغمضها أكثر وأكثر كلما تعمق بقبلته كتسارع نبضات قلبها
وعندما وصلت لقمة الألم رفعت كفها المرتعش ضاغطة فوق صدره موضع قلبه
وكأنها تطلب من قلبه أن يهدأ حتي يهدأ قلبها !
وتوقف مازن عن تقبيلها فألم صدره أصبح شديد
توقف من أجلها بسبب معرفته أنها تشعر بنفس الألم!!
فتحت عينها المرتجفة بينما إنفرجت شفتيها تتنفس بقوة وكأنها كانت في منطقة معزولة عن الأكسجين
تأوهت بألم وهي تضغط صدره دون شعور من شدة ألمها!
قطب مازن بين حاجبيه ورفع كفه ووضعه فوق كفها المرتعش فوق صدره يضغطه بقوة
وكأننه يتوعد له علي تلك الخفقات المؤلمة والتي أجبرته علي التوقف !!
رفعت عينها تنظر له وملامح الألم بادية علي قسمات وجهها الرقيق
إبتلع ريقه مستغرباً بل مذهولاً من حالتهم فكم الألم الذي شعروا به كبيراً من مجرد قبلة
فهل هذا يعني عدم قدرته علي الإقتراب منها إلا بتلك الألام والتي علي الأغلب لن تتحملها مطلقاً !!
جذبها له محتضناً لها دافناً رأسه في كتفها يشتمها بقوة
يتضخم صدره من النبضات ورفع كفه يمسح فوق خصلاتها لتهدأ هامساً
- إهدي عشان قلبك يهدي .. وقلبي يهدي مش عاوزك تتألمي
ولو متوترة أوي فكري إني بتألم بسبب قلبك
إبتسم متابعاً بهدوء
- فكري كده عشان تهدي والألم يروح من صدري وصدرك !
أنا عارف إنك بتحبيني وهتهدي عشاني !
********************************* CalibriÃS

نبضات عاشق..  أشعر بك2Where stories live. Discover now