الفصل السادس

44.2K 1.3K 19
                                    

     شعر كمال بالسخط والغضب الشديد من فعلتها
نظرت له بقلق وهو يقترب منها كالعاصفة وكأنه سيركلها بقدمه كالقمامة
إتجه إليها بقوة وقد قرر الفتك بها جذبها من ذراعها بعنف
فصرخة من جرحها وهي تنهض بقوة معه وقد شعرت بخروج الدماء أكثر منه
ولم تشعر بعدها إلا بصفعته القوية والتي نزلت عليه كالمَجلد !!
نظرت له بحدقة مهتزة وتشوش شديد
وقبل أن يعاجلها بصفعة أخري كانت قد فقدت قوها وسقطت عليه!!!
إرتفعت ذراعيه لا إرادياً لتلحقها وقد ذُهل من سقوطها المفاجئ
جذبها لصدره بإشمئزاز فكم تبدو مُتسخة
وضعها علي المقعد الخلفي لسيارته
ثم دار حول السيارة وفتح الباب من الجهة الأخري حتي يكون أمام رأسها
إنحني يتفقد نبضها فوجد حرارتها مرتفعة كثيراً !
تفقد حدقة عينها بكشاف علي شكل قلم أخرجه من جيب قميصه
وشعر بالغضب والمقت .. فها هي تدعي فقدان الوعي !!
تحولت عينيه العسلية بغضب وكأنها تخرج نور شمسي خطير
دار حول السيارة مرة أخري من ناحية قدميها ودلف قليلاً للداخل رفع كنزتها المهترئة يتفقد بطنها وكأنه يبحث عن جرحها يشعر بالذهول من ثباتها
هو يعلم جيداً أن هذا إدعاء فحركة عينها لا تُخفَي علي طبيب!
إبتسم بسخرية يتخللها السخط والغضب ورفع ذراعيها يتفقدهم لا يعلم أين الجرح
ثم فتح زر بنطالها الجينز الأجرب بإستفزاز وكأنه يبحث عن الجرح !
وهنا إنتفضت بذعر من حركته
إبتسم بإنتصار رغم ثبات معالم وجهه الجامدة
قالت بسرعة تدعي التوهان والشرود
- إيه دا ؟! .. هو إيه اللي حصل أنا جيت هنا إزاي !
إرتفع جانب ثغرة ببسمة ساخرة قائلاً
- إنتي في عربيتي يا معفنة !..
صمت قليلاً ثم سأل بسخرية ومقت
- إنتي مجنونة يابت فاكراني أهبل .. أنا دكتور ياحمارة يعني عارف إنك كنتي بتمثلي !
نظرت له بدهشة للحظة وكأنها تفكر
ثم قالت ببكاء وكأن عينها مرتبطة بزر وضغطت عليه لتسيل دموعها !
- منا خفت ترزعني قلم تاني ياعم أعمل إيه يعني
وإنت إيدك إيه تعدمها .. زي المرزبة !
نفخ بضيق شديد وصرخ بها بعصبية
- بطلي عياط التماسيح دا إنتي فكراني نسيت تمثيلك قدام الممرضات
وبعدين أنا عمري ما مديت إيدي علي وحدة بس إنتي وقحة وقليلة الأدب دا لو إعتبرتك وحدة يعني
وتابع بسخرية وهو ينظر لها جالسة داخل سيارته كما هي
- وهتتعملي الأدب منين صحيح ما إنتي شكلك بنت شوارع اصلاً
مسحت جبهتها المتعرقة وقالت بصوت منخفض قليلاً وكأن إرادتها بدأت تخور
- يا عم أنا عاوزاك تساعدني مش أكتر إنت كبرت أم الموضوع ليه !
قطب جبينه وقال بغضب
- إيه اللي يا عم وأم الموضوع إيه الأرف إللي بتقوليه دا ؟!..
وبعدين أنا مش مسئول عن مصايبك وقرفك إدخلي المستشفي وإتعالجي أنا مليش فيه وإنتي متعرفنيش ..
وتابع بتهديد وغضب
- متفكريش إن عشان سبتك أول مرة ومبلغتش هعملها تاني !
نظرت له وقد بدأت تشعر بتأرجح صورته بالفعل أمامها وقالت بخفوت
- متسلمنيش عشان خاطري إنت متعرفش حاجة ساعدني بس أنا .. أنا ..
صمتت فجأة تتنفس تشعر بالدورا الشديد
فقال بسخرية وبرود
- إيه هتمثلي تاني ما قلت هكشفك .. إنتي غبية !
لم تجيبه فتابع بغضب وهو ينظر لسيارته
- والحل يامتخلفة ما إنتي بوظتي عربيتي هروح إزاي دلوقتي وهساعدك إزاي وفين
قالت بوهن وكأنها تحارب الدوار
- إنت بتعرف تسوق موتوسيكل ؟!
رفع حاجبيه دهشة من سؤالها وقبل أن يجيبها سقطت للخلف
دار حول السيارة بغضب يشعر وكأنه سيفصل رأسها عن جسدها
وبالفعل قام بلطم وجنتها بقوة ولكنها لم تتحرك
نفخ بضيق وإنحني يري عينها مرة أخري بذلك القلم المضئ
ثم إعتدل يضرب فوق السيارة بقوة وعصبية يعلم انها فقدت الوعي بالفعل
******************************************
وقف حازم يستمع للصراخ الحاد بين الفتيات وبمجرد إقترابه حتي صرخ بها العسكري بحدة
- إتلمي يابت إنتي وهي محدش مالي عينك ولا إيه !
ثم وجه حديثه بإحترام لحازم الهادئ
- إتفضل يا باشا ماجد باشا جوا
ودون مقدمات دفعت إحداهن العسكري متجهة لحازم ممسكة به قائلة بتوسل وبكاء
- عشان خاطري يا بيه انا مظلومة وحاتم باشا هيوصي عليا وانا مليش ذنب
جذبها العسكري بقوة قبل أن يُعنف من حازم معتذراً
- أسف يا باشا .. أنهي إعتذاره وهو يصفعها معنفاً لها
نظر حازم لهم ببرود ورفع أصابعه ينفض صدر قميصه موضع مسكتها بإشمئزاز !
فتابعت ببكاء شديد وهي تتوسله
- أنا أسفة صدقني أنا بنت ناس بس هم إللي قاصدين يعملوا فيا كده !
لم يجب حازم ولم ينظر لها .. فقط تحرك للغرفة !
وبمجرد دخوله حتي قال بحدة وضيق
- اللي عملته غلط يا ماجد مكنش لازم تظهر دلوقتي !!!
****************************************
دارت نرمين تضحك بقوة
ثم فتحت خزانتها وبدأت بإخراج بعض الملابس بسعادة تتأمل كل قطعة وكأنها جديدة
ولكن توقفت فجأة بذعر عندما فتح بكر الباب بقوة
وقفت تتنفس الصعداء ولم تتحدث فلا تريد جدال معه يكفيها أن طارق حي وسيأخذها من هنا إذا تصبر قليلاً
سار بكر بخطوات بطيئة يتأمل ملابسها المفرودة أعلي الفراش
ثم نظر لها ولخصلاتها القصيرة ورفع حاجبيه هامساً بسخرية
- وعاملة شعرك كمان !!
إبتلعت ريقها وظلت نظراتها باردة تحاول أن تخفي الكره منها حتي لا يضربها
فدار حول الفراش ثم إقترب منها متسائلاً بتفكير رغم سخريته
- هي المدام مبسوطة ليه ؟! .. خير !
لم تهتز شعره بها ولم تجيبه .. فقط إزدادت نظراتها قوة وحدة دون إرادتها
فأمسك إحدي خصلاتها الملفوفة بعناية وقال بتفكير
- إيه لفتي علي راجل جديد .. فحياتك إحلوت ؟!
نظرت له بإستحقار وقرف وقالت بخفوت
- إطلع بره يابكر وسبني في حالي !
ضحك فجأة بقوة مرجعاً رأسه للخلف ثم قال بنظرات ساخرة
- لالالا إحنا إتغيرنا فعلاً .. شكلك مشيتي علي منهج شهيرة بجد!
زمت شفتيها تحاول منع غضبها حتي لا تتشاكل معه وأجابته بإستهزاء
- منهج شهيرة دا يخصها ويخصك برده لو كنت راجل إنما انا لا ..
أنا بحب طارق وعمري ما هحب غيره
رفع كفيه يصفق ببرود بطيئ وسأل بإستهزاء
- برافو عليكي محترمة .. يبقي السعادة دي عشان طاروقة !
ضيق عينه وسأل بقلق مصتنع وكأنه سر خطير
- إيه ريحاله القبر ؟!
وقبل أن تجيب كانت شهيرة تقول بحزم بعد أن سمعت حديثهم
- إيه يا بكر ما هي تجنبتك أهه .. ولا القط مبيحبش إلا خناقه ؟!
حرك رقبته يطرقعها بصوتٍ وقد تحولت نظراته لتلك النظرات الشيطانية المخيفة
وتحرك تجاه شهيرة هامساً جانب أذنها
- هننبسط كلنا النهاردة إتفرجوا علي لعب الديب !!!!
نظر إلي نرمين قبل خروجه وهمس بطريقة مخيفة
- جهزوا نفسكوا !!
*******************************
ضحكت مني وهي تضع معلقتها قائلة بدعابة
- أنا كده هسيب بلح الشام وهخلص علي رز البلبن بتاع مرام
نظرت مرام لها بهدوء تتابع ما يحدث تشعر بالغيرة من ماتيلدا ولا تعرف السبب
أغمضت عنيها بضيق بل تعرف فمنذ قليل عندما ذهبت إلي مازن رأته يراقصها كطفلة صغيرة شعرت بألإختناق
إبتلعت ريقها متسائلة داخلها
.. هل ماتيلدا أفضل منها ليرزقها الله بأخيها وهي تأخذ أكرم ؟!
رفعت بصرها لخصلات ماتيلدا الناعمة بسخرية فكيف هي الأفضل ولا ترتدي حجابها ولا تلتزم بالصحيح!
ضيق مازن عينه يتابع نظرات مرام دون أن تشعر به
تنهد بقلق بعد رؤيته لنظراتها قبل أن تنزل بصرها لأسفل بشرود
فمرام ترفض العلاج رفضاً تاماً وتشعر بالغيرة من زوجته
ولا يستطيع أن يبتعد عن ماتيلدا فحالتها لا تسمع يكفي أنها لا تستطيع الحديث !
حولت مرام بصرها علي ذكر إسمها مرة أخري..
ورأت ما جعلها تشعر بالكره وليس الغيرة فقط !
نظرت لوالدتها والتي تحاول إطعام ماتيلدا بحنان قائلة بحب واضح
- الرز بلبن أطري حاجة فيهم وتقدري تهتضميه جربي كده !
وقبل أن تفتح ماتيلدا فمها كان صوت مرام قاصفاً بضيق
- هو إنتي هتأكليها الحاجة الوحيدة اللي بحبها !!!
نظر الجميع لها بدهشة بينما عاجلت سلمي قائلة لتلطف الأمر
- لالا في تاني يا مرام ياحببتي أنا عملته بزيادة عشان لو هتاكل منه !
نظرت لها مرام بصدمة وقالت بضيق
- اه يعني عملاه برده علشانها هي !
هنا هتف بها مروان بحزم رغم هدوء نبرته
فما يحدث مهزلة هل تغار من زوجة أخيها !!
- مراااام .. إهدي وأسكتي عشان كده عيب
وهنا هتفت به فجأة بصراخ
- قلتلك متدخلش فيا ولا تقولي عيب أنا مش صغيرة
صمت الجميع بينما إشتدت قبضت ماتيلدا بخوف وقلق علي سترت مازن جانبها والذي قال أمراً
- خلاص يا مروان لو سمحت !
ثم وجه حديثه لمرام قائلاً بحزم ونبرة مرتفعة قليلاً
- عيب تكلميه كده ومش عشان عدالك القلم بمزاجه يبقي هتكرري التطاول عليه !
صمتت ترتجف وفجأة قطبت جبينها علي تذكرها لتلك الواقعة فنظرت أرضاً قائلة بخفوت
- أنا أسفة يامروان .. أسفة ليكوا كلكوا .. هدخل أنام !
إلا أنها لم تتحرك عندما خرج صوته مرة أخري أمراً
- أعدي مكانك !
رفعت بصرها إليه بعصبية فتابع ينظر لها بقوة
- قلت أعدي ومفيش أعدة لوحدك تاني !
جلست بضيق ولم تنظر إلي أحد بل نظرت لقدمها المتحركة بسرعة شديدة
أبعدت ماتيلدا قبضتها عن سترته تشعر بالقلق منه !!
بينما نهضت سلمي بهدوء ذهاباً للمطبخ وبعد لحظات خرجت بصحنين أخرين من الأرز
إقتربت من مرام وناولتها إحداهم ماسحة فوق ظهرها بحنان
فأخذته مرام ووضعته بقوة جانبها تنظر لمازن بتحدٍ للمرة الأولي !
بينما أعطت سلمي الأخر لمروان
أخذه منها مبتسماً بسخرية وعندما جلست جانبه همس إليها
- أنا مباكلش الرز !! ..
واضح إن الحادثة عادية فعلاً لدرجة إنها أثرت عليكي !
تسارع تنفسها بإرتباك فهي حقاً لا تستطيع التركيز بسبب كثرة تفكيرها فما عليها فعله !
مدت ذراعها بهدوء وسحبت الصحن مرة أخري من جانبه بصمت
********************************
تلوي أكرم بقوة ممسكاً بخصر تلك الفتاه الضاحكة وكأنها ستطير بين ذراعيه
وهتفت بصوت مرتفعاً ليصل إليه رغم الموسيقي الصاخبة
- إنت تجنن أنا عمري ما رقصت كده مع حد !
إبتسم بسخرية ممسكاً بذراعها لتدور بسرعة رشيقة أمامه كراقصة الباليه
وقفت فجأة تضحك فإصطدمت بصدره القوي وهتفت بدوار
- حاسه إني دايخة كفايا !
شدد من ضمها إليه بقوة مغمضاً عينه مستدعياً زوجته الصغيرة الهادئة !
وبعد عدة دقائق كان الجميع يصفق بحرارة لهذا الثنائي المُفعم بالطاقة بعد إنتهاء الرقصة
إتجه أكرم للبار المرتفع وجلس فوق مقعداً عاليا ً مشيراً للنادل بأن يأتيه بمشروبه الخاص
إقتربت منه الفتاه تتمايل بخلاء مثير ووقفت بين قدميه قائلة بنظرات مثيرة
- أعتقد إنك جامد في كل حاجة مش في الرقص بس !!
إرتفع جانب ثغره ببسمة ساخره عندما شعر بكفها يمتد بجراءة فوق ركبته!
إبتسمت له بسمة ساحره مُظهرة صف أسنانها اللامع من بين شفتيها المطلية باللون الأحمر القاتم وقالت بإغواء هامس
- عندك مكان !
ضحك بقوة شديدة رافعاً رأسه لأعلي حتي جلجل صوته
فمهما حاول تخيل صغيرته مكانها لن يستطيع
فمرام بالنسبة إليه غبية حمقاء كطفلة ساذجة !
********************************
ظل السائق ينظر لكمال بريبة مفكراً بتلك الفتاه النائمة لا حول لها ولا قوة
فقال كمال بدعابة
- بلاش النظرات دي يا عم الحج أكيد لما أفكر أخطف مش هخطف دي يعني
أجابه السائق بإرتباك
- لا يا يابني مش قصدي بس يعني حضرتك باين إنك إبن ناس وكباره واخدها فين ومالها ؟!
أجابه كمال بهدوء
- دي بنت الخدامة اللي عندنا بس جتلي الشغل تطلبني فلوس
وأغمي عليها شكلها مكلتش حاجة وأكيد مش هسيبها هناك يعني الواحد عنده ولايا برده !
أومأ السائق بإقتناع وحُسن داعياً
- ربنا يكتر من أمثالك يابني والله
وبعد لحظات كان كمال حاملاً لها بعد أن إنصرف السائق
دلف لبنايته وصعد الطابق الأول ثم دلف للداخل
وضعها فوق مقعد بلستيكي هامساً
- خليكي هنا أحسن .. لتوسخيلي البيت وإنتي معفنة كده
دلف للداخل وأحضر أدواته وعاد مرة أخري لها كانت علي موضعها
رغم حركة رأسها البطيئة وقد بدأت بإستعادة وعيها
جلس أمامها وقام بحقنها بخافض حرارة ثم أمسك وجهها هاتفاً بها لتفيق
- جرحك فين ؟!
كانت تنظر له بثقل شديد وتغمض عينها ببطئ لتعاود فتحهما
وسقطت رأسها فجأة وغابت عن الوعي مرة أخري
نفخ بضيق ونهض واضعاً يديه أعلي خصره يفكر ماذا يفعل
ثم إنحني عليها وشرع بخلع ثيابها كاملة إلي أن يجد الجرح !!
*********************************
نفخت شهيرة دخان سجارتها الرفيعة تتأمل مياه المسبح الكبير الزقاء مفكرة بحقد
- بقي أنا ترفضني عشان حتت بت ملهاش أصل !!
نفخت الدخان مرة أخري هامسة بشر
- ماشي يا خالد !.. إنت اللي إخترت !
إلتفتت من شرودها علي حركة خلفها فوجدت نرمين تسير ببطئ متعرقة بدرجة كبيرة
نهضت تنظر لها بسخرية قائلة
- أهلا بجرعة النكد العظيمة !!
إنتو مش هتحلوا عني بقي ..
رفعت نرمين نظراتها المجهدة إليها
وهمست بضعف قبل أن تسقط فوق ركبتيها بقوة
- بكر سممني !!!!!
***********************************     

نبضات عاشق..  أشعر بك2Where stories live. Discover now