الفصل الثلاثون

Start from the beginning
                                    

شهقتلتتنفس من وسط بكائها المكتوم متابعة
- حسيت إن قلبي هيوقف لما عرفت إنك في خطر..
كل يوم بيمر عليا بحس أد إيه بحبك.. أد إيه إنت سندي وظهري..
كنت عارفة إني بحبك وبعشقك من الاول بسدلوقتي بقيت عارفة إنك الحياه بالنسبالي ..
خفق قلبها بقوة و صمتت عندما أتاها صوته المُرهق
- كان لازم أتبهدل من زمان عشان أسمعالكلام دا يعني؟!
رفعت بصرها له تبكي وتضحك في ان واحد قائلة بسعادة وصدمة ولهفة
- مروان.. مروان إنت صاحي صح.. إنت معايا !!
إبتسم بوهن وفتح عينه مرة أخري قائلاً بخفوت
- اه صاحي ومعاكي بس مش حاسس بحاجة خالص !
نظرت له بقلق وسألت بخوف
- يعني إيه مش حاسس ؟!..حصل إيه ؟!.. حاسس بإيه؟!
إبتلع ريقه ببطئ هامساً بوداعة
- بوسيني كده عشان أشوف حاسس ولا لا!!..
وتابع بهدوء شديد
- عشان مش عارف أحدد !!
قطبت جبينها في البداية تشعر وكأنها لم تفهم ما قاله الي أن همس مرة أخري
- بوسيني يلا!!.. مش قادر حرام عليكي!!
أغمضت عينها ضاحكة مما يفعله ونهضت ببطئ مُقبلة جبينه قبلة دافئة
ظهرت معالم الإمتعاض علي وجهه وقال بضيق
- إيه بوسة الممرضات دي!!
إتسعت عينها بصدمة مما قالة وهتفت بسخط
- نعم.. ممرضات إيه.. مين اللي باسك كده منهم وباستك ليه اصلا؟!
ضحك متأوها وقال بسخرية معاتباً
- يعني قادرة تتخانقي معايا وتستفسري .. بس مش قادرة تبوسيني بزمة صح؟!
إبتسمت ببكاء ونهضت مرة أخري مُقبلة وجنته
فهمس جانب أذنها بعبث
- إنتي عارفة أنا أقصد أني بوسة !!
ضحكت بشدة ولبت طلبه بطاعة وإشياق كانت بحاجة له أكثر منه هوحتي .. !
*************************************
في صباح اليوم التالي ..
كان كمال جالساً بأريحية فوق الأريكة قال بهدوء لأخيه الواقف داخل المطبخ الأمريكي
- الحمدلله بجد إني إطمنت علي مازن بنفسي وحالته مستقرة وكويسة وبيتحرك كمان
قال أيان بهدوء بينما يقطع أنواع من الخضروات بسرعة ومهارة ثم يقوم بوضعها داخلمكينة زجاجية حديثة
- منا قلتلك إنه كويس والاصابة مش خطيرة ..
تنهد كمال قائلاً براحة
- الحمدلله .. تعرف يا أيان الوحد مبيحسش بقيمة صاحبه ولا قريبة أو حتي حبيبه الالما يختبر شعور الفقد والموت
أنا ومازن صحاب من زمان إنت عارف.. وبحبه وبحترمه جداً
ولكن لما شافني إمبارح بليل حسيت إنه سعيد بطريقة غريبة حتي لما حضني مسألش عليوجع صدره
مع إني عارف إنه أكيد إتألم جدا لكنه بجد مكنش حاسس وهو بيحضني وكأنه بيتأكد إنيعايش فعلاً
شمر أيان قميصه السماوي اللون عن ساعديهقائلاً بسخرية
- كفايا إنسنيات وحب ودراما يا كمال..أنابتأثر !
ضحك كمال بقوة قائلاً بمرح
- أنا إنسان درامي ومُحب للحياه يا سيدي إنت مالك
وبعدين الحب دا أفضل شعور علي وجه الارض ..إنت نفسك لو حبيت هتخف!
قهقه أيان ساخراً
- يبقي خليني عيان أحسن
وتابع وهو يخرج الطعام بملقط ذهبي
- يلا تعالي الأكلة اللي بتحبها أهيه جلس كمال يفرك يديه قائلاً بشهية
- ايواااا أنا كنت بحلم بيها والله
قال أيان بهدوء وهو يعدل من ملابسه قبل جلوسه
- أديني عملتهالك اهه قبل ما أرجع
زم كمال شفتيه بضيق وتناول بعض الطعام متسائلاً
- إنت مسافر تاني!
أجابه أيان بهدوء ساخر وهو يقلب الطعام في صحنه
- أومال هعدلك..؟! ..
إلتقط بعض الطعام متلذذاً ثم قال
- إنت عارف أنا ماسك الشركات مع إخواتي ومقدرش اسيبهم
بدأ بتقطيع اللحم قائلاً بسخرية
- مقولتليش يعني إنك زورت نرمين!
زم كمال شفتيه بضيق قائلاً بحدة
- لو سمحت يا أيان ..
وبعدين مقولتش لإنك هتبقي عارف مش عشان داشئ بديهي بس
لا لإنك مراقب الأماكن وكأن كل الناسرجالتك !!
إبتسم أيان بسخرية ولم يتكلم بل تابع طعامه ببرود
سأل كمال بتوجس وهو يحرك الطعام بمعلقته وكأنه سؤال عادي رغم معرفته بأنه ليس كذلك
- إيه أحوالك هناك !
وضع أيان شوكته وتناول الكأس متناولاًمحتواه وهمس ببرود
- بكرة أحوالي تتسلي بوجود سيلان هانم !!
إتسعت عين كمال بصدمة وسأل بحدة
- إنت هتاخد سيلان معاك ؟!!
إلتوت شفتي أيان بسخرية قائلاً
- أومال هسيبهالك!! .. دي غدارة والليتعملها مرة تعملها تاني ولسه حسابها مخلصش معايا!!!!
إبتلع كمال الطعام بصعوبة ولم يعلق بل اثرالصمت رغم صدمته!!!
فهذا الموضوع خصوصاً لا يستطيع مناقشتهفيه فدائما ما كان النقاش عقيم دون جدوي !!
*******************************
دلفت مني لغرفتها في قصر شهمي وتناولت الهاتف مجرية إتصالها بمازن لتطمئن عليهمبعد محاولاتها للإتصال بمروان ولم يجب
- إزيك ياحبيبي ..
قال مازن بحنان وراحة من نبرتها الهادئة
- أنا كويس خالص دلوقتي
قالت مني بضيق وقلق
- أخوك فين يا مازن بتصل بيه من بليلتلفونه مقفول
أجاب بنبرة عادية بسيطة
- كان معايا بس بيخلص ورق ..وشوية والبناتهيبقوا عندك ..إنتي عاملة ايه؟!
أجابته بإطمئنان
- أنا كويسة الحمدلله والناس هنا محترمين جدا بس أنا دخلت أوضتي من أول ما وصلت
يعني إتحرجت برده أنا معرفش حد هنا خالص فالعَامِلة عندهم خدتني لأوضتي
قال مازن براحة
- الحمدلله.. وخير إن شالله مجرد ما الامور تتظبط هنرجع بتنا تاني..
أغلق معها ودلف لغرفته فوجد ماتيلدا جالسةجانب مرام تمسح فوق خصلاتها
بينما سلمي مستلقية فوق الفراش بشرود
أغلق الباب خلفه قائلاً بهدوء
- يلا إجهزوا عشان تسيبوا المستشفي وأنا هحصلكم أول ما مروان يبقي كويس ومحدش يعرفماما حاجة
قالت سلمي بضيق
- يامازن...
قاطعها بحزم قبل أن تكمل
- مش عاوز إعتراض لو سمحت من أي واحدة ..أنا هنا مش مرتاح بوجودكم وإنتي إطمنتيعلي مروان بنفسك
وهو تمام ولكن يوم كمان راحة وخلاص وأناكذلك
وفي حرس أهه ومحدش هيهوب ناحيتنا..
فمحش يجادلني لو سمحت نظرت له مرام بإضطراب تعلم أنه سيسألها عن رقم مراد وما حدثتفصيلاً
لاحظ مازن نظراتها الشاردة بقلق إليه لكنهتجاهلها حالياً
فليس الأن وقت أي حديث ..كما أنه يعرفالقلق والاضطراب المسيطرين عليها بسبب كل ما حدث
وبعد عدة دقائق أخري كانت إحدي سياراترامي منطلقة بهم لقصر ال شهمي الكبير...!!
****************************************
دلف أيان بخطوات هادئة واثقة للغرفة
صرخ بكر بمجرد رؤيته
- إنت متعرفش أنا مين .. إنت بتلعب بالنار يابن النيري أنا بقولك أهه !!
إبتسم أيان بسمة هادئة ولم يجيبه
فصرخ بكر وقد تملك الذعر منه
- إنت حاجزني ليه هنا .. أنا هوديك في ستين داهية مش عن طريق الشرطة بس دنا هنسفكبنفوذي !
وحتي أخوتك مش هينجدوك مني !!
حرك أيان رقبته بصمت فأصدرت صوت وإقترب من بكر ببرود شديد
إنحني علي الجانب متناولاً صوط جلدي أسود !!
إتسعت عين بكر بصدمة وهو ينظر بينه وبين المجلد وهتف به بعصبية فخرج صوته متقطعاًمن تعبه
- إحنا ممكن .. نتفاوض.. شوف إنت عاوز إيه .. !!
عاد أيان لبسمته المخيفة وقام بثني المجلد بين يديه عندما إنحني فوق بكر هامساًكفحيح الأفعي !
- عاوز بكر الديب .. بس !!
أنهي همسه المخيف معتدلاً وبدأ بتشمير ساعديه ببطئ تحت هتاف بكر المهدد وسبابه
وبعد دقيقة تقريباً كان بكر يهتف ويتألم أيضاً لكن من جلدات أيان التي بدأت واحدةتلو الأخري فوق جسده
كانت الجلدة لا تغادر جسد بكر إلا بعد أن تترك أثرها الدامي بدقة عليه!!
ظل أيان يضربه بقوة ضربات مدروسة وكأنه مُمرن .. مبتعداً عن جروحه ومناطقه الحيوية!
فقد بكر الوعي من كم ما ناله فتوقف أيان ملقياً المجلد علي الأرض بإهمال
إعتدل وبدأ بترتيب ملابسه بهدوء شديد وخرج وكأن شئ لم يكن !!!
إقترب من سيارته في الخارج ملقياً بأوامره
- تكلم الدكتور ويجي يعالجه ويظبطه وياكل .. لسه عاوزه بصحته !!
************************
وهنا كان كمال واقفاً أمام حرس أيان الشخصي قائلاً بهدوء وثقة إصتنعها جيداً
- فين ورق البنت .. أكيد أيان باشا إداك خبر !
نظر له الرجل بتساؤل بينما تابع كمال بحدة
- إخلص يابني إنت ..أنا مش فاضي !
قال الرجل بهدوء
- أسف يا كمال بيه بس أيان بيه مبلغنيش بحاجة .
نفخ كمال متصنعاً الضيق وقال بهدوء
- طيب إنجز هات أوراق البنت لازم نسفرها النهاردة زي ما أيان باشا أمر
وهو قالي إن الأوراق كلها معاك !!
كان كمال يعلم جيداً أن هذا الرجل الأكثر ثقة من رجال أيان هنا ومثل تلك الأوراقيتركها معه
أخذ الأوراق من الرجل عندما أحضرها له فيكفي معرفته أن تلك الأوراق معه حقاً ..
دلف كمال للداخل فنظرت سيلان له بذعر ثم تحولت نظراتها للراحة عندما وجدته هو
إقترب منها قائلاً بحزم
- هتقومي معايا وهنخرج من هنا قال يعنيالأمر من أيان
هتتصرفي بخوف وهتزعقي كأنك مش عاوزة تروحي معايا
واللي زيك بيعرف يمثل كويس فمثلي كويس عشان تدخل علي رجالته ونخرج من هنا سمعتي ؟!
أومأت له ببكاء قائلة بذعر
- هو قالي لسه هيحاسبني !
صرخ بها بخفوت وهو يجذبها من ذراعها لتنهض
- منا عارف وناوي ياخدك معاه ولو رحتي هناك هيقتلك .. يلا قومي بسرعة قبل ما يجي !
نهضت ببطئ كاتمة ألم جسدها وأمسكت ذراعه بقوة حتي لا تسقط هامسة بألم
- مش قادرة أتحرك .. مش حاسه برجليا !
أحاطها من خصرها ليدعمها قائلاً بهدوء متجهاً بها للخارج
- طبيعي عشان مبتتحركيش من فترة .. يلا زعقي إعتبريني أيان وواخدك علي الموت
خرج كمال بها تحت صرخاتها وبكائها الذي إصتنعته جيداً
فتح إحدي الرجال السيارة لها ودفعها بمساعدة كمال للداخل
بينما دار كمال حول السيارة بهدوء وقادها منطلقاً بأقصي سرعته من هذا المكان قبلحضور أخيه !!
وبعد ساعة تقريباً كان كمال ينطقها
- قَبِلتُ زواجها !!!!
********************************    

نبضات عاشق..  أشعر بك2Where stories live. Discover now