الفصل الأول

83.8K 1.7K 27
                                    

    قال مازن بحنان وهو يعدل من كنزة ماتيلدا الدافئة بعد أن ألبسها إياها
- بكرة إن شالله هجبلك لبس كتير جدا
إبتسمت له مازالت عينها تتأمل ملامحه
ترتفع خفقاتها أمامه لا تصدق ما حدث معها
فمن يصدق أن هذا الرجل هو نفسه من قابلته لأول مرة داخل المطعم
ومن خفق قلبها لأجله كما لم يفعل قبل !!
صاحب الحضور الطاغي والخفقات المجنونة
صاحب لمعة عينها وثورة نبضها !!
إبتسم مازن بحنان علي نظراتها الشاردة به ورفع كفها مقبلاً باطنه بحبٍ صادق
وأخذ يقترب من وجهها هامساً ببطئ
- أنا مدمن لنظراتك ..لتحركاتك.. لنفسك.. لتوترك.. لنبضات قلبك !
أنهي همساته ملتقطاً شفتيها بقبلة عاصفة رغم رقتها
خفق قلبها بقوة مؤلمة من إختبار شعور قربه
إبتلعت ريقها لا تشعر بالثبات مفكرة بذهول ..هل خالد يُقبلها حقاً !!!
إبتعد باسماً عندما ضمت شفتيها لتبعده عنها نظر لها قليلاً وقال بخفوت باسم
- عاوز أعرفك حاجة مهمة !
نظرت له بهدوء رغم تساؤل عينها
فقال بحنان وهو يتحسس ملامحها بظهر أصابعه الدافئة
- فاكرة مازن العابدين اللي حكتيلي عنه !
خفق قلبها علي ذكر إسمه ورمشت عدة مرات تنظر إليه
فتابع ببسمة مُحبة هادئة
- طيب فاكرة لما قولتيلي إنه كان بالنسبالك ملاك وكنتي تتمني أخ أو زوج زيه !!
إبتلعت ريقها تنظر له بطريقة غريبة فلماذا يتطرق لهذا الموضوع مرة أخري
وكيف لا يغار كعادته !!
إقترب منها مقبلاً جانب عنقها هامساً همسة إخترقت عروقها
- أنا مازن العابدين !!!!
وأكمل هامساً بعد أن قبل عرقها النابض بجنون قُبلة أخري
- يعني ربنا حقق دعواتك !!
رمشت عدة مرات تشعر وكأنها لم تسمع جيداً !
إبتعد مازن عنها ينظر لملامحها متأملاً لجميع ردود فعلها
فنظرت له مقطبة الجبين وقد بدأ صدرها بالصعود والهبوط
فقال بعد لحظة صمت من تتبع صدمتها
- خديجة عبدالرحيم عبدلله !
من أم ألمانية إسمها جوستيل وأب سابها لجدها وجدتها
تعبك زمان كان بسبب إنك كلمتي صحبتك ريم إللي كانت أقرب حد ليكي
وطلعت ولد في الأخر !!
وبالنسبة لعقائد جدك الغريبة فكرتي إنك إنتهيتي وربنا هيجلدك علي غلطك
نظر لصدمتها البادية علي وجهها وأكمل بحنان
- وأنا مازن العابدين الولد اللي كلمك زمان
أنا إللي إديتك رقمي عشان تخلي التلفون مفتوح لما قلتلك صلي !
أنا إللي كلمتك لأول مرة بليل بزعق عشان تقومي وتصحي
لما حسيت إن فيكي حاجة كنت زي المجنون حاسس إن صخور الدنيا فوق صدري
ومكنتش أتوقع إنك في خطر !
ولا إني بحس بيكي !!
وساعتها قولتيلي إنك وقعتي الراجل اللي كان بيظهرلك من فوق السرير بعد ما كان بيحاول معاكي!!
وقولتيلي بالحرف
- أنا وقعته .. أنا سمعتك !
إتسعت عينها بشدة تنظر له لا تصدق ما يقوله فمن أين علم بكل تلك التفاصيل
بينما تابع هو بخفوت مُتأمل
أول مرة شفتك في المطعم كنت بدور علي خديجة عشان حسيت بنبض قلبي
زي ما إنتي كنتي بدوري علي مازن عشان قلبك اللي نبض !
أول مرة رقصت معاكي حسيت إن قلبي جواكي !
شعور العالم كله كان في إيدي عشان لامسك !
وساعتها فكرت إنك تاني بنت أحس بيها !
لما وقعتي من علي السلم في القصر أنا كنت عارف إن في حاجة
ولما جنبك إتعور كنت لسه صاحي بنهج من حلم زي ما زمان صحيت بنهج ومخنوق وقت مكان الراجل دا بيقاومك !
بقالي سنين من ساعة ما مستوايا إرتفع وأنا بدفع مبالغ في المستشفيات
عشان بس لو إسم ( خديجة عبدالرحيم عبدلله ) ظهر
لما دخلتي المستشفي عند كمال وحطيتي الإسم دا لإنك خايفة من بكر
الدنيا إتقلب عشان كده .. عشان الإسم
لإنهم مستنين ظهور صاحبة الإسم بفضول
مش عشان بكر عرف حاجة ومتفقين عليكي زي ما فهمتي !
تنهد نظراته تتنقل بين عينها الخضراء بحنان وأكمل بهدوء
- لما دخلت بيكي الأوضة والممرضة قالتلي إنك خديجة
أنا إتصدمت ونبض قلبي كان زي الرصاص بيضرب جوا صدري بدون رحمة
مكنتش عارف هل أصدقها فعلاً لان نبضي مرتبط بيكي
ولا أكدبها لإن دا من المستحيلات !
مروان أخويا كان بيعد يقولي بطل تدفع المبالغ دي
وربنا لو عاوز هتلاقي وكنت مقتنع بكلامه بس خايف مكنش عملت اللي عليا !
وكأن ربنا بيعرفني إني غلط والحكاية مش عافية .. هو نصيب ومتقدر
فبعد 10 سنين لقيتك عن طريق كمال مش بسبب الفلوس اللي بدفعها !
صمت يتنفس قليلاً وقال بتساؤل متفحصاً ملامحها الباهتة
- بس إنتي عمرك ما قولتيلي إن إسمك ماتيلدا !!!
وضع كفه فوق صدره عندما شعر بألم نبضاته المتسارعة بقوة
ونظر لها مبتلعاً ريقه يعلم أن ألم نبضاته بسبب نبضاتها !!
كانت عينها ممتلئة بالدموع الغزيرة ورفعت كفها الثابت !!
رفعت كفها بالفعل تحاول لمس وجهه تشعر وكأنها داخل حلماً ومازالت عند بكر !!
نظر لكفها المرتعش بذهول فكانت تحركه بالفعل رغم بطئ حركته
ولكنه سقط فجأة من أمام وجهه وكأنها لا تستطع أكثر
رفع بصره من كفها لوجهها الشاحب
وفي ثانية واحدة كانت تميل عليه فاقدة للوعي !!
**************************************
نظرت مرام للهاتف المضئ جانبها تبكي
ورفعته تنظر إليه عندما أتتها رسالة نصية فتحتها لتجد محتواها
( مبتروديش عليا إنما تنزلي وتقابلي رجالة عادي صح !!)
خفق قلبها بذعر وهي تقرأها فكيف علم أكرم بمقابلتها !
بكت بشدة مفكرة هل مراد من أخبره ؟!!
رفعت هاتفها وقامت بالاتصال به وعندما أجابها هتفت ببكاء
- إنت حقير أنا بكرهك كره العمي وتابعت ببكاء
إنت فاكر لما تعرفه هيهتم بيا فاكر إني بحبه لدرجة إني أرجعله فا...
قاطعها مراد بحدة وصراخ
- بس بقي كفايااا ! .. كفايا تسرع بقي !
صمتت تشهق ببكاء علي صوت صراخه وتابع هو بضيق
- أنا مقلتش حاجة لحد ولا أنا عيل عشان أعرف حد
وجوزك دا أصلاً لو أطول أفرمه مش هتردد لحظة واحدة
بطلي التسرع دا بقي إتسرعتي في جوازتك وإتسرعتي في مكالمتي وعرض نفسك عليا
وإتسرعتي في مقابلتي .. ودلوقتي في خناقك معايا !
قالت ببكاء شديد وذعر
- أكرم عرف إني قابلتك .. عرف وباعتلي رسالة
وأكملت بنحيب وقلق
- أنا خايفة إنت متعرفهوش .. هو ممكن يقتلني !!
إبتلع مراد ريقه وقال يحاول تهدئتها
- محدش هيقربلك متخافيش إنتي في البيت
ومازن ومروان عمرهم ما هيسمحوا متخافيش !
وضعت كفها المرتجف أعلي فمها تبكي وقالت بخفوت
- محدش فاهمني .. وتابعت بعد لحظة بكاء
- أنا هقفل أنا أسفة !
وضع مراد الهاتف جانبه لكم كره تلك الكلمة ( أسفة )
تنهد بضيق شديد ما كان ينقصه غير مكالمتها الأن !
وضع القلم من يده ونهض من فوق اللوحة فمنذ ساعات يحاول إخراجها من عقله حتي يستطيع التركيز والعمل
وعندما نجح وبدأ هاتفته لتأخذ تركيزه مرة أخري
أغمض عينه يتنفس بقوة وقد عادت صورتها أمامه
صورتها وبكائها وضعفها .. تشتتها وضياعها .. أصابعها البيضاء المرتجفة
صوتها يصدح داخل قلبه قبل أذنه
وضع يده فوق صدره متنهداً بقوة
لكم يشعر بألمها وضيقها .. لكنه لا يريدها لو أخر فتاه في الكون !
*******************************
كان مازن يمسح فوق وجنتي ماتيلدا وكفيها بالعطر
فتحت عينها تسمع صوته القلق خافتاً وكأنه يأتي من بعيد
- حببتي فوقي مالك ؟! ..
أغمضت عينها عدة مرات وفتحتها تنظر حولها بإرهاق
ثم نظرت له وحاولت الجلوس ونجحت بالفعل بالحركة البسيطة !!!
نظر لها مازن بذهول وسعادة فهي تتحرك حقاً
ساعدها حتي جلست فنظرت له بتركيز تحاول تذكر ما حدث !
وفجأة خفق قلبه من خفقاتها وهي تنظر إليه بطريقة غريبة
وكأنها تتمني ألا يكون مجرد حلمٍ !
لم تتخيل أن بسبب هوسها بالعثور علي مازن وتمسكها بخالد ستفكر هكذا !
حركت كفها الأيمن ببطئ تنظر له تشعر وكأنها تحرك أصابعها للمرة الأولي !
نظرت له بإستغراب تتأمله عندما قال بخفوت
- أنا مازن العابدين إنتي مكونتيش بتحلمي !!
أغمضت عينها لحظات تتنفس بقوة وفتحت فمها تريد النطق ولكن لا يخرج صوت !!
إبتلعت ريقها تشعر بعجز غريب تشعر بالجنون
فها هو يعيد مرة أخري ما ظنته تخيل !!
إمتلئت عينها بالدموع فجأة وهي تنظر إليه بصمت
ثم رفعت كفيها إلي وجهه وقد بدأت دموعها بالإنسكاب من عينها كسيول رغم ثباتها وصمتها
وبدأت أصابعها المرتعشة برسم ملامحه وكأنها لا تراه !
تاره تقطب جبينها وتاره ترمش بينما دموعها تسيل وتسيل دون صوت
مسح فوق خصلاتها القصيرة بحنان وبدأ بتجفيف دموعها الصامتة قائلاً بهدوء
- عارف إنك مش مصدقة بس دا حقيقي !!
لم تنطق فقط بكت ترتجف تشعر وكأنها تراه بطريقة أخري
فتابع هو بإبتسامة حانية
- حاسه إنك بتشوفيني لأول مرة و ..
صمت عندما وضعت أصابعها المرتجفة أعلي شفتيه !
تنفس بقوة يشعر بألم صدره و قال بقلق
- إهدي طيب إنتي قلبك بيدق جامد ودا غلط ,, وأكمل بخفوت
- إنتي مش بتاكلي ومختيش المحاليل والعلاج لسه.. إهدي !
كانت لا تسمعه وكأن حواسها توقفت عن العمل
أغمضت عينها تبكي لا تصدق هل هذا بطلها المجهول ؟!
هل هذا من شعرت به من الوهلة الأولي !
هل هذا الرجل مازن العابدين !!
هل تلك هيئته ..وهذا صوته .. وهذه نظرته !
هل هي زوجته حقاً !!!
بدأت تنتفض ببكاء وأبعدت كفها عن وجهه لتضعهم فوق وجهها تبكي بشدة
هل يحبها الله لتلك الدرجة هل يكافئها بعد ما عانته !
جذبها مازن إليه محتضناً لها بحنان يربت فوق ظهرها ويمسح فوق جسدها المنتفض هامساً بتوسل
- ششش إتنفسي .. إهدي أنا حاسس بيكي والله بس لازم تهدي !
نفت برأسها فوق صدره وكأنها تريد إخباره
أن لا أحد يستطيع الشعور بما تشعر به الأن !!
*****************************
في صباح يوم جديد ..
تململت سلمي في الفراش مازالت تشعر بالنعاس فردت ذراعها تتحسس الجانب الأخر
فلم تجد مروان فتحت عينها بتثاقل ونهضت تناديه وعندما لم تأخذ إجابة
سحبت هاتفها من فوق الكومودينو الجانبي للفراش وهاتفته
أتاها صوته الضاحك
- صحي النوم ياعروسة
إبتسمت بخجل وسألته بإستغراب
- إنت رحت فين ؟! وصحيت إمتي ؟
أجابها مروان بصوتٍ عابث
- أنا صحيت من 3 ساعات كده ورحت الشغل عشان أجيب المم .. وأكمل بنبرة ماكرة
عشان تعرفوا إحنا كرجالة بنشقي إزاي صبح وليل !
إتسعت عينها لوهلة من مقصده الوقح وضحكت بحرج قائلة بتحذير
- مروان .. قاطعها مسرعاً مقلداً لنبرتها مكملاً حديثها المحفوظ
- إتلم وإحترم نفسك يامروان عيب .. !!
وأكمل بنبرة ضاحكة مشاغبة
- خلاص حفظت شوفيلك تحذير تاني !
إعتدلت في الفراش قائلة بنعاس لتثير غيرته
- اممم معلش يا حبيبي بقي أنا هنام شوية كمان أصلي فاضية
وبعدين هنزل عند طنط وأعد معاهم
ضحك مروان بقوة حتي جلجل صوته وقال بخبث ليحرجها
- عندك حق إنتي تعبتي إمبارح وعملتي مجهود خرافي ..نامي ياروحي
زمت شفتيها بحرج شديد وقالت بضيق
- إقفل يا مروان يلا باي !
ضحك مرة أخري قبل أن يغلق معها
وضعت سلمي الهاتف جانبها تنفخ بضيق فكم هو وقح بحق
**********************************
وقفت نرمين علي صور شرفتها الرخامي العريض تبكي
وهتفت فجأة بصوت مرتفعٍ باكي
- كلمني يا طاااارق أنا تعبانة
إنحني كتفيها بهزل ويأس هامسة ببكاء شديد
- سبتني ومبقتش بتكلمني ليه.. !!
ظلت لحظات تبكي بشدة وإنحنت جالسة أعلي الصور تهمس بنحيب
- سبتني ليه يا طارق أنا خايفة !! .. كلمني عشان خاطري !
وخفق قلبها بقوة عندما إلتقطت أذنها صوت رنين الهاتف
قفزت مسرعة داخل الشرفة وإلتقطته من فوق الأرض مجيبة بلهفة
- طارق !!
أتاها الصوت الرجولي الهادئ
- مش أنا قلتلك متطلعيش وتوقفي كده !
بكت فجأة لا تصدق أنها تسمع صوته وقالت بتوسل
- متسبنيش يا طارق خدني من هنا عشان خاطري أنا خايفة .. بكر بيضربني !
زادت خشونة التنفس عبر الهاتف وقال بغضب مكبوت
- أنا هخلص منه قديم وجديد! .. وتابع بعد أن تنهد بضيق شديد
- إبعدي عن بكر علي أد ما تقدري وحافظي علي نفسك ومتأذيهاش
وبكر نهايته قربت أوي متخافيش .. أنا جمبك !
جلست أرضاً تنتحب قائلة بضعف
- أنا خايفة.. بكر قتل ماتيلدا ولما بقيت أسأل عنها ضربني
الأول مكنش فارق معايا ولو هيموتني حتي بس دلوقتي مش عاوزة أموت لأنك عايش
أنا عاوزة أرجعلك .. إنت أملي في الحياه ياطارق متسبنيش
أجابها بهدوء مطمئناً
- أنا بدأت أكلمك عشان عرفت إنك فقدتي أملك في الحياه
وأنا مش عاوزك تموتي .. أنا عاوزك حية !
إبتسمت ببكاء وهمست بشوقٍ
- وحشتني يا طارق وحشني كل حاجة فيك !
أجابها بحنان شديد ظهر بصوته
- حافظي علي حياتك عشاني يا .. يا نيمو .. وأكمل هامساً بل أمراً
- متستسلميش إنتي حقك تعيشي !
وضعت نرمين الهاتف جانبها تبكي بعد أن أغلق بمجرد إنتهاء كلماته
رفعت كفها تمسح وجهها تبتسم من بين دموعها تنظر للصور جانبها
فعلي الأقل عَلِمت كيف تجبره علي الإتصال بها !!!
********************************    

نبضات عاشق..  أشعر بك2Where stories live. Discover now