ستعود لى نادما

الفصل ٤٣

دخل اسلام الى مكتب فارس بخطواته الثابته و مد يده لمصافحته

نظر له فارس بحقد و اندهاش و مد يده هو الاخر بتعالى

اسلام : انا جايلك فى كلمتيين مالهمش تالت ابعد عن جينى و بطل تضايقها

نذهب الى احدى البقاع الخضراء فجينى تجلس فى الجنينه تستمتع بهوائها البارد و بمياه الامطار التى تتناثر على وجهاا

نعمات : جينى انتى ايه اللى انتى عملاه ده هيجيلك نزله برد

جينى و هى تخفى دموعها مع قطرات المطر : الجو حلو اوى

نعمات : طيب يا حبيبتى الفطار جاهز يالا علشان تلحقى شغلك

قامت فى هدوء و تناولت فطورها و ارتدت ملابسها الشتويه و ذهبت الى عملها

تشعر بحزن اشتاقت لحنانه فهل سيعود مره اخرى و تشعر بهذا الحنان

جلست فى مكتبها انهت عملها و ذهبت الى جامعتها و اشترت بعض الاوارق و ذهبت الى المنزل و هى لا تعرف طريق الى اسلام فهاتفه مغلق

مى : ماما انا هلبس لان سيف هيعدى عليا كمان شويه

الام: ماشى يا مى خلى بالكم من نفسكم

فارس يجهز نفسه على اكمل وجه

و جومانا هى الاخرى ترتدى اجمل ما لديها و فريده و سالم ايضا

تجلس باحدى الملابس المنزليه الشتويه و بيدها مج شوكولاته ساخنه ترتشف منه

يدق جرس الباب تفتح نعمات

اسلام: امال جينى فين يا داده

نعمات : اعده فى الفارنده

اسلام: هى المجنونه دى مش حاسه بالتلج دى الدنيا بترخ

نعمات : كل ما اقولها كده تقولى انا بحب الجو ده

اسلام: خلاص انا هروح لها

وقف عند الباب ليستمع الى الحان اغنيه و اهى ذكريات ( عمرو دياب) وبالتحديد كان مقطع

عماله بتيجى فى بالى و بفتكر اللى كان و العمر يعدى قصادى و يتعاد فى حكايات و اهى ذكريات

مسحت دموعها عندما وجدته امامها

جينى: انت كنت فين يا اسلام من الصبح بدور عليك

اسلام:انتى اعده هنا و مش حاسه باللى بيحصل بره

جينى بخضه : فى ايه ايه اللى حصل

اسلام: فارس عمل حادثه

جيمى : ايــــــــــــــــــــــــــه يا حبيبى يا فارس و هو فين انا عايزه اروح اطمن عليه

اسلام: طيب يالا اطلعى البسى بسرعه علشان نروح

هرولت جينى الى حجرتها و ارتدت ما كان امامها و لم تهتم لوضع مستحضرات التجميل و تهبط درجات السلم و هى تربط شعرها على هيئه ذيل فرس وتسحب مفتاح سيارتها و تهرول الى الخارج لدرجه انها نست اسلام بالمنزل هاتفته و قالت له : اطلعى عند العربيه بسرعه

اسلام: حاضر يالا يالا

اسلام : هاتى انا اسوق انتى حالتك صعبه اوى

اعطته المفتاح و ادار المحرك و توجه الى طريق لم تعرفه جينى جيدا

جينى لم تنطق بكلمه واحده و ظلت تدعو ربها ان ينجيه لها و جسدها باكمله يرتعش :هو فى انهى مستشفى

اسلام: اهه اهه قربنا نوصل

صف السياره امام احدى الكافيهات و ترجل

اسلام: يالا بسرعه انزلى

نزلت و هى مستغربه جداا

جينى: اسلام ده كافيه

اسلام: تعالى بس هاخد حاجه من جوه و هنطلع على فارس على طول

جينى وهى تسير خلفه : اسلام يالا بسرعه بقا عايزه اطمن علي فارس حرام عليك انا من ساعه ما قولتلى و انا على اعصابى

وجدت من يحاوط خصرها بيده و يهمس فى اذنها

(( طيب ما انتى لسه بتحبينى امال ليه بتكابرى ))

صدمت من الصوت فهى تعرفه جيدا ثبتت فى مكانها لبرهه من الزمن كى تستجمع قواها

فى تلك اللحظه ذهب اسلام لاحد العامليين و طلب منه اشعال الضو مره اخرى

تلتف اليه بقوتها و عيناها ضاقت من الشرر و نظارتها الصائبه نحوه ولا تنطق

فارس: طلما بتحبينى كده و خايفه عليا مطلعه عينى معاكى ليه

تنهدت بهدوء

جينى: انا خوفت عليك لان فى يوم من الايام كنت زوجى و ده واجب عليا انى اطمن عليك حتى لو انفصلنا و ما تنساش ان بينا شغل و انت شريكى و مصلحت الشغل اولا و بما ان انت بخير الحمد

ثم صرخت فى وجهه مره واحده جعلته يتراجع للخلف : يبقى مش عايزه اشوف وشك انت فاهم ولا لا

و تركته و ذهبت و هى تلعن اسلام هو الاخر الذى وضعها فى موقف مثل هذا

غادر الجميع المكان بحزن و خاصه فارس فهى لم تكن اول مره ترفضه امام الجميع ذهب الى منزله

و جلس بغرفته وحيدا بعد ما فعلته جينى فيه امام الجميع

يفكر بها يدور بذهنه لماذا فعلت بكى هذا حبيبتى لماذاجعلت تحزنين بسببى هل انا الانانى الذى اراد زوجته معه فى جميع اللحظات ولم يبالى بحزنها او بفرحها

انا بحبك اوى يا جينى يارب اقبل دعايا يارب انا عارف ان غلطت بس اعمل ايه لحظه شيطان

ياريتى كنت موت قبل ما اكسر قلبك اوازعلك يارب خدنى لو هتعيشنى من غيرها يارب انا بشوفها كل يوم لكن مش قادر و اللى مطلوب منى فى شغلى ده صعب عليا اوى مش هقدر

نام فى ثباااات عميق من كثره التفكير و تانيب الضمير لما فعله بحبيبته الصغيره

استيقظت فى الصباح الباكر ارتدت بنطلون جينز من اللون الاسود و بلوفر من اللون ذاته و ستره يصل الى فوق الركبه و حذاء ( هاف بوت فلات ) وحقيبه سوداء

فالجو برد للغايه

نزلت الدرج

نعمات: يا صباح الفل

جينى: صباح النور

نعمات: تعالى بقا يالا افطرى ياحبيبتى

جينى: حاضر

جلست على السفره اعدت لها نعمات شطيره من اللانشون و معه الجبن و الزيتون وبجانبه طبق صغير به بعض الطماطم و الخيار و الجزر

كانت جينى تاكل و هى ليس لديها شهيه لكنها تعلم ان نعمات ستغضب اذا لم تتناول فطورها

انهت فطورها و مسحت فمها و اخذت حاسوبها الشخصى و هاتفها النقال و حقيبتها و خرجت من باب الفيلا استلقت سيارتها الفارهه السوداء( البورش)

قادت سيارتها فى اتجاه الشركه فاليوم ستذهب الى شركه والدها اولا ثم بعد ذلك ستذهب الى كليتها لتشترى بعض الاوارق الخاصه بالدبلومه الجنائيه

وصلت الى مقر الشركه استقبلها الموظفون بكل احترام فهى لا تتهاون ابدا فى عملها ولا تحب الضحك و اللعب

دخلت الى مكتبها

جلست و اتت خلفها نيرمين

نرمين: مدام جينيفياف النهارده حضرتك عندك معاد واحد بس فى الشركه و قلتيلى افكرك انك تروحى كليتك تشترى الورق

جينى: تمام معادى الساعه كام

نيرميين: كمان ساعه و نص من دلوقتى

جينى: اوك فى بوسطه او فى ورق مهم

نيرمين: الورق اهه لكن مافيش بوسطه وصلت لدلوقتى

جينى: اوك شكرا يا نيرميين اتفضلى على مكتبك

خرجت نيرميين جلست جينى تراجع بعض الملفات التى بحوزنها و الصفقات التى اقتربت مواعيدها

ثم لاحظت انه يوجد ثفقه بينهم و بين شركه آل سالم و ان رئيس مجلس اداره هذه الشركه فارس سالم

لم تشعر لماذا هذه الدمعه فرت من عيناها هاربه رافضه اى قيد يمنعها من النزول و تذكرت ما حدث ليله امس

انهت الاوارق جميعها جاء الان الموعد

فى جانب اخر

استيقظ من نومه فى موعده ادى فرضه ودعا الله ان ييسر الامور اليوم فهو يوم صعب فانه سوف.......

ارتدى حله رسميه رماديه و قميص اسود مما ابرز ملامحه الفتانه ووسامته ولون عيناه و ارتدى نظارته الشمسيه الغاليه و رش عطره المميز و نزل درجات السلم

قابل فريده

فارس: صباح الخير يا ماما

فريده : اشاحت وجهها بعيدا عنه

فارس: ماما ياريت بقا لو سمحتى نخلص من المهزله دى

فريده فى غضب لم يراه فارس منذ ان ولدته

فريده: لما تكلم امك تتكلم باحترام ولو انت ما اتربتش انا عندى استعداد اربيك من اول و جديد و اتفضل غور من وشى

اتجهه فارس الى مكتب والده الذى لا تقل معاملته سوء عن امه

دق الباب فارس

علم سالم انه هو

سالم باقتضاب: ادخل

فارس: صباح الخير يا بابا

سالم: لم يرد عليه الصباح كنت عايز ايه

فارس: جاى اقولك انى النهارده رايح اتفق على الحديد

سالم: اظن انت رئيس مجلس الاداره و ده شئ مش من تخصصى انت اللى تحدد و تقرر مش انا

فارس: انا بس حبيت اقولك انى هجيب الحديد من مجموعه فخرالدين

فزع سالم لما يسمعه فانه سيذهب لها بقدميه بعد ما حدث امس و اهانتها له على مرمى الجميع

سالم: انت حر فى شغلك اتفضل سيبنى اشتغل

خرج فارس و لكنه استغرب رد فعل والده فظن انه سيبعده عن جينى و يطلب منه التعامل مع شركه اخرى

استلقى سيارته و ذهب الى حيث مقرالشركه فى موعده

دخلت نيرمين

نيرميين: مدام جينيفياف الاستاذ فارس بره علشان المعاد

جينى : طيب بليز بس اطلبيلى الاستاذ على المستشار و ماتدخلهوش غير لما الاستاذ على يدخل معاه

خرجت نيرميين بعد ان هزت راسها

نيرمين لفارس: ثوانى و هتدخل لمدام جنفياف

فارس: اوك

فى خلال ثوانى اتى المستشار على واصطحب فارس و دخلو الى المكتب

جالسه على كريسها بتكبر

جينى: اهلا اهلا اتفضلوا

على : عامل ايه يا فارس

فارس: بصوت هادئ الحمد لله على كل حال

جينى: انا بقول نتكلم فى الشغل مش اعدين فى حفله تعارف

فارس: انا جاى اتمم صفقه الحديد للمنتجع السياحى و عايز 10 طن حديد

جينى: تمام امتى بالضبط

على جالس كمتفرج فهو يعلم انها لم تحب ان تتواجد معه بمفردها

فارس: كمان اسبوع

جينى: متأسفه انا عندى طلبيات كتير جدا الفتره دى و مش هقدر ادخل طلبيه حضرتك وسطهم انت طالب كميه مش صغيره

فارس: امتى يسمح انك تطلعيها

جينى: مش اقل من شهر

فارس: بس انا كده شغلى هيتعطل

جينى: فى كذا شركه حديد تانيه تقدر تروح لها لو حضرتك مستعجل

فارس: لا خلاص انا هستنى منك تلفون لما ينفع اخد الطلبيه بتاعتى

جينى: تمام ان شاء الله شرفت

فارس شعر بالاحراج فهى الان تطرده من مكتبها

فارس: السلام عليكم

على : وعليكم السلام

بمجرد انه اعطاها ظهره قبل خروجه هو وعلى من مكتبها انفجرت فى بكاء مرير

فانها حقا اشتاقت له يارب صبرنى وقوينى على بعاده

خرج و هو فى حاله يرثى لها حزين ضعيف مكسور ام احس بالخزى انه تخلى عنها فهو لا يعلم ما هذا الاحساس الذى انتابه فهو متاكد من حبه لها لكنه لا يعلم لماذا تخلى عنها انانيته و غروره منعوه انه يستمر معاها و هى حتى رافضه الكلام معاه

لكنه لا يعلم ما الذى كانت تمر به

استلقى سيارته وذهب الى البن البرازيلى وطلب قهوه دوبل و اشعل لفافه تبخ فهو اصبح يدخن بشراهه الان فالسيجاره تلو الاخرى دون رحمه لذاته و صحته فانه متخيل انه يعاقب حاله بما فعله من خطا

جاء النادل بالقهوه فسرح و تذكر اول مره راها و اتى ليجلس هنا و سرح فى جمالها

كانت تغنى فى تلك المكان هذه المره اغنيه

على بالى على بالى حبيبى على بالى

على بالى على بالى ابن بلدى على بالى

وعلى بالى على بالى حبيبى على بالى

على بالى على بالى ابن بلدى على بالى

لا يا مصرى لا ولا لا والف لا

تهجر بلدك وتسبنا بلدك بيك اولى

لا يا مصرى لا لا ولا لا والف لا

ليه تهجرنا وقلبك يقسى ليه تبعد وحبايبك تنسى

ليه يبن بلدى ليه آه آه

فين الجواب فين الرساله

هتبعتهم قوام قوام

نسيت هوانا وبعته

على بالى على بالى حبيبى على بالى

على بالى على بالى ابن بلدى على بالى

وعلى بالى على بالى حبيبى على بالى

على بالى على بالى ابن بلدى على بالى

فين تلاقى الضحكه الحلوه

ضحكه من القلب والعين سوا

فين تلاقى العيون السوده

جمالهم غنوه والكلام عنهم حقيقه

على بالى على بالى حبيبى على بالى

على بالى على بالى ابن بلدى على بالى

وعلى بالى على بالى حبيبى على بالى

على بالى على بالى ابن بلدى على بالى

مين يصحى فى الفجريه يأدنلك

قوم يا مؤمن قوم واشكر ربك

مين فى المحنه يقف جنبك

ويقولك ربك بكره يعدلها فى اوانها

لا يا مصرى لا ولا لا والف لا

لا يا مصرى لا ولا لا والف لا

تهجربلدك وتسبنا بلدك بيك اولى

على بالى على بالى حبيبى على بالى

على بالى على بالى ابن بلدى على بالى

وعلى بالى على بالى حبيبى على بالى

على بالى على بالى ابن بلدى على بالى

ادمعت عيناه عند سماعه هذه الكلمات فهو يحبها بجد فانها سندريلا كيف له ان يفعل بها هذا

انه يشعر بالخطا لكنه لا يستطيع ولا يجروء ان يصارح احداً من اهله وهى لم تسامحه لم يعرف ماعليه فعله

قام من مجلسه و استلقى سيارته وذهب الى شاطئ البحر ظل ينظر لامواجه المضاربه و الغيوم فى السماء تدل على ان السماء سوف تمطر لكنه لا يبالى

شرد فيها فلا يشغل تفكيره سواها لا يفكر فى عمله ولا اهله فهمه كله منحصر عليها هى لا يفيق من شروده الا عندما بدء يسعل و يسعل بشده فالجو ممطر و جميع ملابسه اصبحت مبتله

استلقى سيارته و ذهب الى منزله راته والدته فزعت لمنظره قامت منتفضه

فها هو قلب الام لم تستطيع ان ترى ولدها بهذا المنظر دون ان تتحرك بداخليها غريزتها الفطريه الاموميه

فريده بلهفه: مالك يا فارس

فارس وهو يسعل: ابدا يا ماما

فريده: اطلع اوضتك و غير هدومك بسرعه

بالفعل دخل حجرته و اغتسل بماء دافى و خرج من المرحاض و هو يزداد سوء

دخلت فريده غرفته

فريده: فارس حبيبى لسه تعبان

فارس فى حاله سيئه من السعال و الرشح

فريده: لا انا هطلبلك الدكتور

فريده:سيـــــــــــــــف يا سيــــــــــــــــف

جاء سيف مهرول لوالدته قلقا عليها

سيف: مالك ياماما

فريده: اتصل بالدكتور احسن اخوك تعبان اوى

سيف: هرول للاتصال بالدكتور فالرغم من زعله و غضبه من اخوه فهو يحبه

جاء الدكتور و اطمنوا على فارس ان هو لديه نزله شعبيه حاده جدااا و يجب الا يفارق السرير

فريده و هى تحضنه : اخس عليك يا فارس حد يعمل كده فى نفسو انت مستغنى عن نفسك

بكا فارس وهو بين احضان امه انا بحبها اوى يا امى والله ما قادر اعيش من غيرها

سيف مع الدكتور على باب الفيلا

سيف: الف شكر يا دكتور تعبينك معانا

الدكتور: ولايهمك يا سيف تعبكوا راحه

خرج الدكتور وجاء سالم

اول ما دخل الفيلا

سالم: فى ايه يا سيف الدكتور بيعمل ايه هنا

سيف: اه يا بابا فارس تعبان اوى نزله شعبيه حاده المجنون واقف تحت الشتا لحد ما رجعلنا وهدومه بتنقط مايه

سالم: ده اجن رسمى

سيف: ما تشوف طريقه نرجعهم لبعض

سالم: انت ما شفتش بعينك اللى حصل امبارح لا و كمان هو كان عندها النهارده بس كان شغل والله اعلم ايه اللى حصل بينهم وصلوا للدرجه دى

سيف: ربنا يقدم اللى فى الخير

سالم: امين يارب و نفرح بيك انت و مى قريب كمان

سيف دق قلبه : ان شاء الله

مسحت عيونها من بكائها بعد ان شعرت ان الموظفون قد انهوا عملهم و غادروا الشركه استلقت سيارتها و ذهبت لتشترى الاوراق اللازمه و عادت الى منزلها