الفصل ٧

11.6K 213 1
                                    


انهت جينى الفطور المعتاد و قامت من مجلسها و اخذت معها كوب العصير و الطبق و عادت بهم الى المطهى

و لكن اثناء خروجها رأت والدتها تنظر لها و كأنها تريد اخبارها بشئ

اتجهت جينى الى المقعد المجاور الى والدتها و جلست

جينى : سوسكا حبيبتى مالها

سهير باضطراب : لا لا ابدا مافيش

جينى سحبت المصحف من ايد والدتها و قالت : صدق الله العظيم ركزى معايا كده و بعدين كملى قرايه فى المصحف براحتك

سهير نظرت لجينى نظره

جينى فسرت النظره ان والدتها تستعطفها و لكنها لم تدرى لماذا هذه النظره

سهير: بصى يا جينى و حاولت ان تدخل المرح فى صوتها لكن المحاوله بائت بالفشل

جينى: معاكى يا سوسكتى قولى

سهير: بصى يا جينى انتى ايه رايك فى فارس

جينى دق قلبها لحين سماع اسمه شل لسانها قطعت احبالها الصوتيه فهى لا تستطيع ان تستمع الى اسمه دون ان تبتسم حتى

عندما يطرأ على خيالها حاولت التجاهل: فارس مين يا مامى

سهير: فارس ابن طنط فريده

جينى: اه ماله شكله انسان محترم ليه فى ايه

سهير: لا ابدا بس اصل حبيت اعرف رايك فى

جينى: لا شكله كويس ومحترم و ابن ناس

سهير: ياما اد ايه يا بنتى بتمنالك عريس حلو زيه

جينى نظرت الى الارض كى تهرب من امام اعين والدتها بنظرتها التى فضحتها و الابتسامه التى تعالت على وجهها

جينى: انتى عارفه انى لسه ما بفكرش فى الموضوع ده ولسه قدامى كتير

سهير: يا بنتى انتى كلها شهرين و هترجعى لدراستك تانى ودى اخر سنه ليك وانتى بسم الله ما شاءالله عليكى شاطره يعنى ولا

بتسقطى ولا حاجه يبقى ليه مش بتفكرى فى المواضيع دى دلوقتى

جينى ببعض من الحده فى الكلام: مامى لو سمحتى انا لسه زى ما انتى بتقولى قدامى سنه رابعه و لسه الماجيستير والدكتوراه

و الدبلومه ما تنسيش ان دراستى كلها انجلش و علشان اشتغل لازم اعمل دبلومه قانون جنائى

يعنى الكلام ده كله لسه قدامه اكتر من خمس او ست سنين فلو سمحتى

سهير: يعنى مش عايزانى افرح بيكى و انتى فى بيتك و اشيل عيالك وبدءت عيناها فى الدموع

جينى ضمت راس والدتها الى صدرها : حبيبتى ما تقوليش كده ربنا يديكى طوله العمر انتى و بابى بس انا عندى مستقبلى مهم

هو ده سندى فى الحياه

سهير: و جوزك مش هيكون سند ليكى ده هيكون ضهرك اللى تتسندى عليه

جينى : مامى بليز بلاش الكلام اللى بحس انه راجعى يعنى ايه اتسند عليه هو انسان و انا كمان انسانه هو بيشتغل و انا كمان

وهو عنده مسئوليه وانا على عاتقى مسئوليه اكبر منه و يمكن ضعفه

سهير : حبيبتى بس دى سنه الحياه

جينى: بصى يا حبيبتى اناعارفه ان مش انا اللى هغير الكون

سهير:طيب

جينى تقاطع والدتها :اما يجى يقولك انا ميت فى بنتك جوزهالى وعد مش هقول لا

سهير بضحكه مشرقه و فرحه : وعد انتى اللى قلتى

جينى باستغراب: برومس اوك

انا هطلع بقا اريح شويه فى اوضتى عايزه حاجه منى

سهير: لا يا حبيبتى سلامتك

صعدت جينى درجات السلم المؤدى الى غرفتها فهى لم تكن على قيد الحياه اصبحت مثل الانسان اللى بيمشى وهو نايم مش

حاسه بنفسه او مرسوم على وجهها ضحكه زادته اشراقه دخلت غرفتها و اغلقت الباب و ظلت تجرى فى الغرفه و تلف

حواليين نفسها من سعادتها المفرطه لكن سرعان ما افاقت

ايعقل فارس يطلب يدى للزواج لم اصدق ابدا كيف كيف و انا امس سمعته بأذنى انه يقول حبيبتى لها انا لم اعرفها ما هذا

الهراء الذى قالته والدتى لا لا مستحيل اصدق الا عندما ارى محبسه محاوط اصبعى كى اصدق فهذا الفارس يحب واحده

اخرى وانا لم اكن فى اهتمامه او يمكن ان رأنى مره اخرى فى الشارع لا يتذكرنى

كيف وهو امس من ظل يحملق بى كأنى مودلز امامه شعرت بشئ غريب انتابنى فهى لست ادرى رعشه ام خوف ام خجل لا

اعلم غير انى شعرت بحراره وجهى تكاد تولع فى المنزل بما فيه يا الاهى ما هذا ما هذا من المتوقع اننى سوف افقد عقلى

باكمله فى آن واحد من هذا الفارس

~~~~~~~~~ْْْْْْْْْْْْ~~~~~~~~~~~~ْْْْْْْْْْ~~~~~~~~~~~~~~~~~

فى جانب اخر وصل الى المحكمه ارتدى الروب الاسود وجلس فى المقعد المخصص له فهو ذات شخصيه قويه يخشاه الجميع

والكل يعمله الف حساب فتحت الجلسه و تم الحكم و انتهى دوامه اليوم خرج من المحكمه متعب قليلا احب ان يشرب قدح من

القهوه فتوجه الى كافيه البن البرازيلى بمحطه الرمل

دخل المحل و طلب من النادل القهوه اشعل لفافه من التبغ الى ان تصل اليه القهوه و بالفعل جائت القهوه و استمتع بشربها و

هو يستمع الى اغنيه

ماليش أمل فى الدنيا دى

غير إنى أشوفك متهنى

حتى إن لاقيت إن بعادى

راح يسعدك ابعد عنى

***

اما أنا مهما جرى هفضل

اصون عهد الهوى

وان غبت يوم ولا سنة

هفضل أنا هفضل أنا

بردو انا

***

عندى من الأيام ايام

اقدر اصورها فى بالى

وعندى من الأحلام احلام

هفضل أعيشها فى خيالى

واللى انت شايفه فى عنيا

صورة هواك وجمال طيفك

عشان لو الشوق فاض بيا

هنده عليه واقدر اشوفك

اما انا مهما جرى هفضل

اصون عهد الهوى

وان غبت يوم ولا سنة

هفضل انا هفضل انا

بردو انا

***

احلفك بعذابى اللى انت

عايش فيه متهنى

واحلفك بشبابى اللى

لانابك يوم ولا نابنى

إن جيت فى يوم وماحبتنيش

اكدب عليا ولا تقوليش

خلينى احبك وافضل احبك

من غير مااعرف ايه سر قلبك

خلينى خلينى خلينى احبك

اما انا مهما جرى هفضل

اصون عهد الهوى

وان غبت يوم ولا سنة

هفضل انا هفضل انا

بردو انا

هنا كان بطلنا انتهى من قهوته مع انتهاء كلمات الاغنيه و تخيل معشوقته خلال كلماتها و سرح فيها اتمنى ان تكن بجواره كى

تستمع الى هذه الكلمات العذبه معه و يسمعها دقات قلبه المتهافته شعر بالنشاط و الحيويه تدب فى اوصاله بعد يوم طويل من

العمل استلقى سيارته و قادها الى حيث شركه والده ولكنه لا يعرف ما ينتظره

وصل رحبت به دعاء ( سكرتيره مكتب والده) بشكل زائد كالمعتاد فانها تتمنى منه ولو نظره واحده و لكن لا حياه لمن تنادى

دعاء : اهلا اهلا استاذ فارس والله الشركه نورت

فارس: بابا فاضى ممكن ادخل

دعاء: طبعا طبعا ثوانى اديله خبر

بالفعل اذن لها بدخول فارس

فارس: سولم

سالم: اتلم يا واد انت ده مكان اكل عيش مش هزارك وضحكك

فارس: خلاص يا بابا خير كنت عايزنى فى ايه

سالم: بص انا هكلم معاك دوغرى من غير لا لف ولا دوارن

فارس : و انت عارفنى بحب كده

سالم: انا عايزك تمسك الشركه اللى هفتحها الجديده

فارس: شركه ايه يا بابا و شغلى

سالم: بوص يا بنى انا مش هعيش اكتر ما عشت فلو سمحت ما تزعلنيش

فارس: بابا حبيبى ربنا يديك الصحه و طول العمر و يخليك ليا انا وسيف

سالم: بالمناسبه سيف هو اللى هيشتغل معاك فيها هو الاداره و الحسابات و انت كل شئ متعلق بالشئون القانونيه واهه برضوا

هيبقى اسمك اشتغلت بشهادتك زى ما كان نفسك

فارس: بابا بس انت عارف ان طول عمرى كان نفسى اكون وكيل نيابه و بعد كده نائب عام

سالم : خد اجازه بدون مرتب حتى بس لمجرد ان الشركه تقف على رجليها و بعد كده ارجع لشغلك فى النيابه

فارس: ماشى يا بابا انا هروح بقا عايز حاجه تانيه

سالم: راى فارس غارق فى التفكير و لكن تفكيره مشوش فلم يرغب فى تشويشه بصوره اكبر من هكذا فلم يفاتحه الان فى

مشروع الزواج : لا يا حبيبى يالا روح البيت ارتاح

قام فارس من مجلسه و نزل ليركب سيارته الفارارى السوداء و قادها حتى وصل الى منزله دخل القى التحيه و اتجه الى

غرفته بشكل مباشر

وغرق فارس فى تفيكره ايضحى بحلم عمره كى ينفذ رغبات والده لكنه والدى سوف اسأل عليه فى يوم القيامه وانا لا اتحمل

ذنب مثل هذا و لكنه حلمى و ابى ما هذه الحيره ابى حبيبى طيله عمره ما بخل عنى بشئ حتى وان كان من اغلى الاشياء وانا

فقط ابخل عليه باجازه من عملى هذا الرجل لا يستحق منى هكذا فاننى سأوافق كى لا يغضب فراضوئه اهم عندى من مئه حلم

فى الدنيا

انتهى انه وافق على قرار والده لاداره الشركه

ستعود لى نادماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن