الفصل الثامن والعشرون

29.3K 548 3
                                    

الفصل الثامن والعشرون
اتسعت أعين الجميع مما سمعوه
شعر توفيق بعد قدرته علي الوقوف فيلقي نفسه علي اقرب مقعد وضع يديه علي وجهه منع نفسه من البكاء .
بينما انهارت حياء وجهشت في البكاء بلا توقف .
نظر راسل الي الطبيب وتحدث بغضب:
-مين دا اللي في غيبوبه

امسك بالطبيب من ملابسه وتحدث بغضب:
-فادي لازم بصحي وانت كدكتورد انك تصحيه
امسك الطبيب قبضه يديه محاولا أبعده عنه وتهده .
اسرع هشام الاقتراب منه وجذبه بعيدا عن الطبيب وهو يقول:
-راسل اهدا مش كدا
دفعه راسل عنه بغضب وتحدث قائلا بتحذير:
-ملكش دعوه بيا 
ترك راسل الطبيب ونظر إلي هشام بغضب ثم بدأ بدفعه بيده وهو يقول بلا واعي:
-انت مين ها؟!! انت مين عشان تدخل!
دفعه بقوه ليرطم هشام بالحائط
ضغط هشام شفتيه محاولا ضبط نفس ولا يقوم بالغضب عليه.
يعلم حالته الان لابد أنه حزين لأجل صديقه فيخفي هذا بالغضب علي اي شئ مثلما يفعل هو تماماً.
قبض راسل قبضته وضربه في صدره بقوه وهو يقول بغضب:
-انت واحد غريب عني ملكش دعوه بيا
كانت نسرين تقف بعيده تنظر إلي مايحدث أمامها بين راسل وهشام.
يجب أن تدخل وتوقف ما يحدث الآن.
تقدمت متجهه نحوهم ولكن توقفت حين أشار لها هشام  بخفي أن لا تفعل شئ .
نظر له هشام وتحدث قائلا بضيق:
-راسل مش وقت الكلام دا
ابتسم راسل بسخريه  وضغط علي شفتيه السفله فهو حقا يتعمد اغيظته  ثم ضرب بقووه الحائط بجانب راس هشام وخرج من الغرفه دافعا شقيقته التي كانت تقف بقرب من الباب .
....................................................................

رافع رأسه بألم فيراها يتم سحبها بالقوه نحو الخارج مع هولاء الرجال .
حاول أن ينهض ليشعر بالم كبيره في رأسه  .
لم يكن باليد حيله سوي ان يغمض عينيه بألم غائباً عن الوعي .
اخر ما التقطته اذانيه صوت رجل وهو يقول :
-سمير بيه هيفرح اووي بشغلنا
ثم يسمع صوت سياره تبتعد عن المكان باكمله
.......................................................................
ما ان صعدت السياره حتي يوضع علي أنفها قطعه من القماش الملئ بالمخدر فتفقد الواعي .
انطلقت السياره مبتعدا عن المكان .
وماهي الا دقائق حتي وصلوا للمكان المقصود ووضعها في أحد الغرفه ملقي علي الارض.
  اقترب منها بخطوات خفيفه ثم انحناء لمستوها ويقوم بسكب  عليها كوب من الماء البارد .
فتحت عينها بقوه وهي تشهق ثم نظرت أمامها فتاجده ينظر إليها ويبتسم .
تحدث سمير بهدوء مخيف:
-الورقه فين
ابتلعت ريقها بخوف وهمت بالزحف مبتعده عنه برعب
نظر سمير الي الجانب الآخر يطيق ثم يلتفت لها ويصفعها بقوة .
صرخت متالمه ،وضعت يدها علي ثغرها فتتلمس تلك الدماء التي خرجت منها جرا الصفعه .
نهض سمير ثم اتجه نحو طاول ملئ بالمعدات المعدنيه الحاده امسك بسكين صغير .
تحدث قائلا بصوت ملئ بالشر :
-طبعا انتي عارفه انا بشتغل ايه صح
اتسعت عينها بفزع وهي تراه يقترب منها مجددا وحمل تلك الأداء الحاده.
نظر لها وتحدث بصوت مخيف:
-تاجر أعضاء
جذبها من شعرها بقوه لتصرخ متالمه من ذلك متابعاً بغضب:
-ايوه انا نفس تاجر الاعضاء اللي كان بياخد أعضاء المرضى بتوع المشفي اللي شغاله فيها
نظرت له بصدمه ماذا ،هو نفس الشخص الذي رأته يتحدث مع كريم ذلك اللعين الذي حاول اسكتها بالاعتداء عليها  هو نفس الشخص .
تحولت نظراتها لاستحقار شديد وتحدث قائله بغضب:
-متغيرتش زي ما انت! حقير
ضحك سمير عقب انتهاء جملتها والقها بقوه ثم تحدث قائلا بغيظ:
-بظبط انا حقير !!والحقير دا هياخذ حته من جسمك عشان يبعها ويكسب فلوس
اقترب منها وعيونه ملئ بالشر .
..............................................................
كان يجلس بجانب والدته المستلقي علي الفراش  يمسك يدها بقبضه يديه بقوة كشيء غالي لا يريد أن يخسره .
فتحت عينيها بتعب شديد والتفت إليه ثم تحدثت بثقل:
-آآ...انس
نهض انس بسرعه واقترب منها بلهفه كبيره وهو يقول :
-ماما انتي كويسه
اومات برأسها له بخفه
نظر انس بندم الي الارضيا وتحدث قائلا بصوت منحشر:
-كله بسببي انا !!انا السبب
هزت رأسها نافيا حديثه وتحدث قائله بتعب:
-لا يا آآآ.بني اآآ..نا  اآآآ..لسبب
ابتلعت ريقها وهي تتابع:
-آآ...نا اآ..للي عاندت كان لازم آآ ... اسمع كلامك
نظر له انس بعدم فهم .
تابعت حسناء حديثها:
-خلينا نرجع بيتنا تاني يابني خلينا نرجع امريكا
نظره لها بندهاش كبير وتسأل بحيره:
-ونسرين وراسل 
ابتسمت له حسناء وتحدث قائلا بهدوء:
-لو ربنا رائد أن نرجع عائله تأني كلنا هنرجع  فخلينا نرجع مطرح ماجينا وكفاية مشاكل
اوما لها انس تحدث:
- طيب انا هروح اشوف الدكتور ارتاحي شويه .
اومات له و اغمضت عينها بتعب كي تنال قسط من الراحه
.......................................................................
خرج راسل من الغرفه ثم يخرج من المشفي بالكامل  تركاً الجميع.  صعد سيارته وارجع رأسه للخلف ليغمض عينيه ،تذكر حاله صديقه العزيز كم يشعر بالغضب الشديد .
ضرب بيده المقود لماذا يجب أن يدخل في غيبوبة، لماذا هو، لماذا،لماذا.
فتلك اللحظه تذكر تركها لها بمفردها في المنزل فتتسع عينيه وينطلق بسياره اتجاهها .
قد السياره بسرعه رهيبه فلا يستغرق طويلاً كي يصل .
ظل يضغط علي البوق كي يفتح الحارس له البوابه ولكن لا حياه لمن تنادي .
خرج من السياره بغضب كبيره ولكن تتسع عينيه من ذلك المنظر الرهيب .
أنهم أنهم مقتولين .
دفع الابوابه واقترب منهم فلا يجد أي نفس
تحدث راسل قائلا بقلق وخوف شديد:
-لمار
نهض وركض باتجاه البيت الذي كان في حاله فوضه عارمه ،اتسعت عينيه حين رآه ملقي الارض رأسه مجروح ..
.........................................................................................
اقترب منها وأخرج ابره تحتوي علي سائل ما .
فزعت لمار من تصرفه هذا فهو بتأكيد سوف يسلب منها جزء من جسدها دون التفكير بيها ليبيعه ،كم تتمني أن يأتي أحد وينفذها الان
فتلك قتحم أحد موظفين الغرفه .
فيصيح هو به بغضب كبير:
-انت اتجننت ازاي تدخل من دون اذني
رد الشاب عليه بااسف:
-اسف يا باشا بس
فنظر له سمير كي تابع حديثه .
اقترب منه وتحدث قائلا بصوت منخفض :
-الست اللي بدور عليها بقالك سنين لقينها
اتسع أعين سمير بدهس وهتف قائلا غير مصدقاً:
-حسناء؟! لقيتوها!!
اوما له مساعده ويتابع حديثه:
-هي حالياً في المشفي ورجالتنا بيرقبوها ياباشا
تحدث سمير قائلا بلهجه أمر:
-بسرعه لازم تكون عندي قبل ما تخرج من المستشفي
اوما له مساعده وخرج من الغرفه تاركاً كلا  من سمير ولمار فيها .
التفت سمير لها وتحدث بسخرية:
-حظك حلو
وخرج من الغرفه هو الآخر .
ك
انكمشت علي نفسها وبكت بحرقه مما يحدث لها دائما بمشاكل من والدها والذي لم تراه كوالد لها أبداً الي راسل الذي يكون زوجها .
الان حقا هي اعترفت بحبها له رغم كرها الشديد له .
قد أحببته ولكن هو لا يعترف بها ابدا كزوجه أو شخص قريب منه فقد يراه كاابنه عدوه وشخص خاضع له يتحكم بها ولكن مازالت تحبه وتريد حقا أن يأتي وينفذها
...........................................................
حل الليل فتعود نسرين مع هشام الي البيت بعد أن اصر توفيق علي ذهابهم قائلاً لا داعي لوجودهم .
تفاجأ كلا منهم بوجود سيارات  الشرطه واسرعا بالدخول الي البيت .
كان رامي يجلس رابطاً الراي وراسل واقفا بجانبه والظابط  يقف أمامهم يستفسر منهم .
اسرعوا بالاقتراب منهم وتحدث هشام قائلا:
-رامي انت جيت أمتي
أشار رامي بيده علي شقيقه وتحدث قائلا وهو ينظر إلي الظابط:
-دا اخويا اللي جيت هنا عشانه
نظر الظابط الي هشام واوما برأسه متفهماً ثم نظر إلي رامي وهو يسأله :
-طب انت مش فاكر حاجه عنهم غير شكلهم مسمعتش منهم اي حاجه
ضغط رامي علي رأسه متألما ثم اغمض عينيه محاولا التذكر ولكن دون فائدة .
هز رأسه نافيا له وتحدث قائلا :
-أنا اسف
تحدث الظابط قائلاً بهدوء رزين:
-خلاص مش مشكله احنا هنحاول نلاقيهم بمواصفات الشكل اللي قولتلهم بس لو افتكرت حاجه ياريت تكلمني يمكن تساعدنا
اوما له رامي متفهماً
فليتفت الظابط الي راسل ويتحدث قائلا بثقه:
-متقلقش ياراسل بيه أن شاء لله هنلاحقي المدام
مد يده كي يصفحه  فينظر راسل الي يده  وتحدث قائلا بقسوه :
-لم ترجع مراتي للبيت يبقي نسلم علي بعض !
انخفض الضابط يده بحرج كبير منه .
تابع راسل حديثه قائلاً بتحذير:
-مراتي لو حصلها حاجه مش هتتخيل  انا ممكن اعمل ايه
صمت الضابط اتجاه نحو الباب مغادراً المكان
اقتربت نسرين من شقيقها متسائلا :
-ايه اللي حصل
التفت لها وتحدث بضيق:
-لمار اتخطفت
شهقت نسرين يفزع مما سمعته غير مصدقه  .
التفت راسل لرامي وتحدث بغيظ:
-وانت بقي قعدت هنا  مستني اخوك صح
نظر له رامي وابتسم باستفزاز  له ثم اوما له برأسه موافقاً علي حديثه.
اشتاط غضباً من تصرفه وتركهم ورحل .
كان يأكله نيران الغيره لمجرد التفكير أنهم كانوا يجلسون بمفردهم ويتحدثون ويضحكون بكل حريه
صفع الباب خلفه بعنف واستلق علي الفراش واغمض عينيه .
فتاتي صورتها له ليبتسم بسعاده ،كم يتمني روايتها الان
تحدث راسل لنفسه قائلا:
-لو حد بس لمس منك شعره  وربنا هقتله! لمار فينك دلوقتي؟!
..................................................................................
حاولت تحريك يديها فلم تستطيع فتحت عينها بتعب فلا تجد نفسها في المشفي ،اين هي الان ،ما هذا المكان ،ولماذا هي مقيده في هذا  المقعد .
قاطع تفكيرها  صوت خطوات اقدام تقترب منها  بهدوء فتشعر بالخوف .
وقف أمامها وابتسم تلك الابتسامة الكريهه
تحدث سمير قائلا بهدوء:
-حسناء وحشتني
اتسعت عينيها بصدمه كبيره وشهقت من رآه مره اخري .
وبحركه مفاجئه صفعها بقوه كبيره علي وجهها  .
فتصرخ متالمه من جرها .
عاد مجددا كابوسها المخيف عاد مجددا لحياتها
يتبع

مفترسي القاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن