الفصل السادس والعشرون

30.4K 520 2
                                    

الفصل السادس والعشرون.....
في رواق المشفى
كانت تجلس بفستان عرسها عبراتها تتساقط علي وجنتيها بلا توقف ،رفعت يديها المليئه بدمه فتتطلع بألم كبير تتذكر سقوطه عليها بعد أن تلقى رصاصه .
ظلت بجانب غرفة الطوارئ الليل بطوله منتظره خروجه كم تشعر بغصه كبيرة في قلبها فقد طلع النهار هو لم يخرج بعد ..
أفاقت حياء من تفكيرها علي صوت توفيق وهو يقول بحزن:
-اهدي يابنتي مش كدا
نظرت له بعيون مليئه بالعبرات وهي تقول بصوت متحشر
-كله بسببي يا أونكل كله بسببي أنا
وضعت يديها علي عينيها وأجهشت بالبكاء بصوت منخفض.
أقتربت منها نسرين التي قضت الليله معهم هي وهشام ولم يتركهم منذ الذي حدث .
تحدثت نسرين وهي تضمها إليها وتحدثت قائله مهونه عليها:
-فادي هيكون كويس وأنا متأكده من كدا
رفعت حياء رأسها ونظرت له بنظرات حيره فهي لا تعرفها من تكون هي وذلك الراجل الذي معها رغم أنهم قضوا الليل بطوله معهم .
تحدثت حياء متسائلا:
-انتي مين
هنا تدخل توفيق وهو يقول:
-دي نسرين أخت راسل أعز أصحاب فادي وبتعتبر فادي زي أخوها
ثم أشار إلي هشام وتابع حديثه:
-ودا هشام زوجها يابنتي فضلوا طول الليل معانا كتر خيرهم
أومات له حياء ثم نظرت لنسرين بشكر كبير التفت و نظرت نحو غرفة الطوارئ...
نهضت نسرين وأقتربت من هشام ثم تحدثت قائله بصوت منخفض:
-مش بيرد بردو ياهشام؟!
أبعد هشام الهاتف عن أذنه ونظر لها ثم هز رأسه نافياً
ضغطت نسرين علي شفتيها بقلق شديد ،فشقيقها لا يرد علي أحد منذ أمس فقد أختفي هو ولمار من الحفله فجاه ولا يعلم أحد أين هم .
....................................................................................
فتح ستار نافذته وهو عاري الصدر ،مد يده فيلتقط علبة تبغ وسحب منها لفافه .
وضعها في فمه بين شفتيه وبداء في إشعالها ، أغمض عينيه وأخرج دخانه كبيره من فمه ،التفت إلي فراشه ونظر لها بسخريه كبيره .
كانت تجلس علي الفراش تضم نفسها وهي وضعه اللحاف عليها محاوله عدم إظهار أي شئ من جسدها ،تنظر نحو نقطه من الفراغ ،مقاومه رغبتها في البكاء .
أقترب منها و جلس بجوارها ثم نفخ دخانه علي وجهها
ويتحدث قائلا بجمود وهو يربت بيده علي وجنتيها:
-مش راسل صفوان اللي تلعبي معاه يا قطه
التفتت له نظرت إليه بكره شديد ثم حركت شفتيها وتنطق بتلك الجمله بصوت منحشر:
-طلقني
التوى ثغره بابتسامة ساخره وتحدث بصوت خالي من أي مشاعر :
-بتحلمي مش هيحصل يابنت سمير هتفضلي هنا واعذبك براحتي
كورت قبضه يدها وبدأت في ضربه وهي تصيح بغضب قائله:
-أنت مش انسان أنت أقذر شخص عرفته فحياتي
أمسك يديها وضغط عليهم بقوه فتصدر انين متألمه .
تحدث راسل قائلا بضيق :
-شكلك حابه نعيد اللي حصل امبارح تاني
أتسعت مقلتا عينيها بزعر كبير من تهديده الصريح حاولت سحب يديها من بين قبضتيه .
سحابها إليه واقترب منها فيفترس بشفتيه شفتاها بقوه ، حاولت الابتعاد عنه رافضه مايحدث ،ولكن أبا ان يتركها ..
بعد ثواني قليله من فرض سيطرته عليها ومقاومتها له ،ابتعد عنها وهو يبتسم بثقه كيف لا هو يري ذلك الخوف في عينيها ، وتحدث قائلا متعمدا اخافتها:
-دا مجرد تحذير اوعى تنسي
ترك يديها ونهض مبتعدا عنها نحو باب الغرفة وهي لازالت علي حالها متجمدة
فتح الباب وخرج ثم صفعه خلفه بقووه متعمدا.
فزعت جراها وما ان وجدت خرج حتي اجهشت بالبكاء فلا تستطيع أن تقاوم اكثر من ذلك ، بكت على حظها العاثر فقد اصبحت سجينه له شخص قاسي يستمتع بعذابها ولا يعطيها فرصه حتي لتشعر بالراحه أو الامان ...
..............................................................
عاد الى البيت فقد قضي الليله باكملها في خارج ،يرقص ويشرب في الملهي الليلى ..
فتح الباب وهو يترنح يفتح عينيه بصعوبه كبيره .
فتحت باب غرفتها بعد أن سمعت صوت دخوله .
اتسعت مقلتا عينيها حين رأته بهذا الشكل صاحت به بغضب شديد :
-انس
ضيق عينيه محاول توضيح الرؤيه ثم يبتسم بسخريه قائلا بسكر :
-مدام حسناء بنفسها قدامي لا مش معقول
اقترب منها وقام بضمها إليه
شعرت بالتقزز الشديد من رائحته وأبعدته عنها ثم تحدثت بجديه:
-انت شربت
ابتسم لها انس وتحدث وهو ينظر في وجهها:
-اه شربت ايه عايزه تضربيني
امسك بكف يديها وبدا بضرب نفسه علي وجنتيه بقوه وهو يصيح ويقول بغضب:
-اضربيني يلا اضربيني
-انس ايه الجنان دا بطل
قالت حسناء تلك الجمله وهي تحاول أن تسحب يديها من كفيه.
توقف عما يفعله بنفسه وصاح بغضب وهو يترك يديها بقوه:
-دلوقتي بقيت مجنون انس بقي مجنون بس راسل لا صح
نظرت له بصمت فتثير غضبه بصمتها ويتجهه نحو المطبخ .
اتسعت عينيها بخوف شديد مما سيفعله بدخوله الي هناك
فتح احد الادراج وأخرج سكين حاده تتطلع بها بكل غل وغضب وخرج من المطبخ .
ما ان رأته يمسك تلك الأداه الحاده حتي شهقت واسرعت بالوقوف أمامه وهي تتحدث بهدوء :
-انس سيب السكين انت بتعمل ايه
نظر له انس وتحدث بغضب :
-هقتله هقتل راسل
وضعت يديها علي ثغرها بخوف شديد من حديثه فهو غير واعي الان فقد يرتكب تلك الجريمة حقا ،اتعترض طريقه منعه إياه من الخروج .
وتحدثت قائله بإصرار :
-لا مش هتطلع ياانس ومش هخليك
وهنا بدأ الصراع بينهم أمسكت بيديه محاوله أخذ تلك الأداء من بين يديه فتدور في مخيلتها ما حدث في ماضي بين زوجها الاول وببنها
واذا شاء القدر أن تكون هي الضحيه تلك المره ،اتسعت عينيها بألم كبير وهي تشعر بتلك الاداه الحاده التي تخترق جسدها فتسقط أرضا و يسيل منها الدماء
...................................
أعاد تشغيل هاتفه بعد أن أتم شحنه فيجد كميه من المكالمات من شقيقته لوي ثغره بستنكار واتصل بها أتاه صوتها بعد لحظات وهي تقول بتلهف :
- راسل انت فين
شعر راسل ببعض القلق من نبرة صوتها وتحدث متسائلا:
-انا في البيت ايه في حصل حاجه مرجعتوش ليه من امبارح
تحدثت بسرعه كبيره وتقول :
-امبارح واحد ضرب فادي بالنار واحنا هناك من ساعتها
اتسعت عينيه بصدمه كبيره وتحدث قائلا بقلق:
-طب هو كويس
-لسه جوا اوضه الطوارئ وحالته صعبه ياراسل
تحدث راسل بلهفه متسائلا:
-انتوا في مستشفي ايه
ما ان استمع الي اسم المشفي منها حتي سحب كلا من مفاتيح السياره وقميصه ثم يرتديه علي عجاله وهو يخرج من البيت تاركا إياها فيه بمفردها
...........................................
هبطت أحدى الطائرات في مصر هبط منها وهو يجر حقيبه السفر خلفه فقد وجد مقعد فارغ علي متن تلك الطائرة فياتي مبكرا عن الموعد المحدد ...
مط كتفيه بتعب شديد ونظر في ساعة يده فيجدها ال7:30 صباحا فيبتسم رامي لنفسه ويقرر الذهاب الي شقيقه اولاً ثم أخذه معه الي البيت هو وزوجته. استقل رامي تاكسي واتجاه نحو بيت راسل
.........................................................
اخذت حماماً دافئا كانت تفرك جسدها بقووه محاوله ازالت رائحته التي تشعرها بتقزز كبير كلما تتذكر تقربه منها رغما عنها كانت تشعر بإشمئزاز كبير اقتربت ونظرت الي شفتيها في المرآه فتبدأ بفركها بيدها بقوه كبيره .
نقاط دماء سقطت في حوض المايه سقطت من شفتيها التي جرحت من كثرة فركها لها ،نظرت لتلك الدماء ثم سقطت عبره من عينيها فتختلط بالدماء ..
ارتدت ملابسها وخرجت من المرحاض ،تنفست بارتياح حين علمت بخروجه ولكن لم يتبقي أحد في البيت ف هند والعمال في اجازه أصبحت بمفردها في ذلك البيت الواسع ولكن استمتعت لصوت خطوات شخص ما داخل البيت فيدب في قلبها الخوف من أن يكون قد عاد مجدداً إليها أمسكت بسلاح الذي كان في أحد اطباق الفواكة
وتحدثت قائله بكره :
- ماهو ياانا ياانت ياراسل
فتحت باب الغرفه ببطء شديد ونظرت فتراه شخص يعطيها ظهره اقتربت ببطء وهمت بطعنه ولكن بحركه سريعه منه أصبحت مقيده، يديها بين يديه ملتصقة ظهرها به رأسه بجانب عنقها
تحدث رامي بانتهاك:
-هو دا كرم الضيافه بتاعتكم
صدمت من ذلك الصوت الغريب الذي لا تعرفه وحاولت الإفلات من محاصرته لها .
......................................................
رآه والدته العزيزه تسقط أرضا بعد أن طعنها بتهور دون أن ينتبه اقترب منها وبدأ في هزها ولكن لا حياة لمن تنادي وضع رأسها علي ساقه واسرع بنزع السكين من جسدها ربت برفق علي وجنتيها وتحدث قائلا برجاء:
-ماما ماما اصحي ماما انا اسف اصحي يلا
سقطت عبراته متابع تحديثه بأسف:
-خلاص بقي انا اسف قومي ياحبيبتي
انخفض وضمها إليه بقوه صرخ بصوت مرتفع فهو من تسبب في هذا هو سبب في مقتل والدته هو قتلها .
شعر بنفسها علي رقبته شعر بذلك الهواء الذي يخرج منها، تطلع بها بصدمه واسرع بإزالت عبراته ..
نهض وهو يحملها بين يديه وخرج من البيت راكضا ولسوء حظه نسي سيارته أمام الملهي الليلى نظر إلي والدته محمله بين يديه أصبح وجهها شاحب شعر أن الله يعاقبه علي كل شئ فعله لا يشعر بنفسه الا وهو يركض نحو المشفي وهو يحملها بين ذراعيه كم يشعر بالخوف من أن يفقدها فهي من تبقت له هي عائلته كلها لا احد اخر له غيرها.
كم من نظرات خوف وفزع أصبحت علي وجوه الناس حين رأوه وهو يركض حاملا تلك المرأه المليئه بالدماء ...
وصل إلي المشفي فينتبه إليه الجميع ويسرعوا بأخذها الي الغرفه لعلاجها قبل فوات الاوان ...
................................................
وصل راسل إلي المشفي بسرعه كبيره وينظر الي وجوه الجميع اقترب من توفيق وسأله بقلق :
-ها ياعمي حصل ايه فادي كويس
التفت له توفيق بحزن وتحدث قائلا بصوت متألم وهو يربت علي كتف راسل :
-لسه جوه يابني ادعيله انت بس
اوما له راسل فهو يعلم حالته الان من كان يعلم أن سيحدث هذا لاعز أصدقاءه وهو الان بين الحياه والموت وهو لا يعلم اي شئ عن هذا تمتم لنفسه قائلا بغضب:
-كله بسببهم هما السبب
افاق علي صوت فتح الابواب وخروج صديقه علي السرير النقال .
نهضت حياء واقتربت منه وهي قائله بلهفه :
-فادي
لم يكن يشعر بشيء كان في عالمه الخاص .
ابعدوا الجميع عنه كي يذهب الي غرفته ، التفت حياء باتجاه الطيب وسألته بقلق:
-ماله يادكتور
نظر لها وتحدث قائلا بجديه :
-احنا عملنا اللي علينا ومستنين أنه يصحي ولو صحي قبل 24 ساعه يبقي الحمدلله وتمام بس فيتوقف عن كلام . فتشعر بالقلق وتسأله:
-بس ايه
فيتابع حديثه بتردد :
-بس بقي لو مصحيش يبقي للاسف دخل في غيبوبه ومش هنعرف هيصحي أمتي
سقطت تلك الكلمة علي الجميع مثل الرعد .
لم تعد تشعر بقدميها دار العالم من حولها سقطت حياء أرضا مغشي عليها .
-حياء !! حد يلحقنا
يتبع

مفترسي القاسيWhere stories live. Discover now