الفصل الرابع والعشرون

32.6K 550 1
                                    

الفصل الرابع والعشرون
كانوا يجلسون ينتظرون قدوم راسل علي أحر من الجمر فينتبه هشام لصوت رنين هاتفه .
أخرجه من جيب بنطاله وتتطلع في الاسم المسجل فيسرع بالرد :
-رامي انت فين بحاول اكلمك من بدري
أتاه صوته من الجهه الاخرى :
-معلش ياهشام كنت مشغول شويه ما انت عارف اني مضغوط في الشغل
ثم تابع حديثه متسائلا :
-هو حصل حاجه عندكم ؟!
تحدث هشام قائلا بضيق :
-أبوك طردني يارامي
-إيه طب ليه
هذا كان صوت رامي متسائلا عن سبب فعل والده هذا بشقيقه الاصغر
تحدث هشام باقتضاب ويقول:
- ما انت عارف يابني دماغ ابوك وهو مش بيحب حد يعانده وانا مش بحب الأسلوب دا فطردني انا و..
فبصمت للحظات ثم تابع حديثه بصوت حاد:
-انا ومراتي
وها هي الصدمه الثانيه تأتي إلى شقيقه قد تزوج دون حتي أن يبلغه
هتف رامي بغضب :عم مراتك هو أنت إتجوزت طب حتي كنت بلغني عشان أعمل الواجب معاك علي الأقل
تنهد هشام فهو كان يعلم أن هذه ستكون رده فعل شقيقه الأكبر حين يعلم بخبر زواجه ،ولكن هو يعلم أنه لم يوافق إذا أخبره عنها
تحدث هشام بهدوء مستفز :
-ماهو إنت مكنتش هتوافق ودا طبعا لما تعرف هي مين
أتاه صوت شقيقه الغاضب :
-أوعا تكون اللي في دماغي ياهشام
صمت هشام ولم يرد عليه فيأكد له ظنونه
تحدث رامي بضيق وصوت مرتفع :
-بردو عملت اللي في دماغك واتجوزت أخت راسل رغم إنك عارف هو بيكون مين بنسبه لينا أنا وأبوك ماشي يا هشام
هدا قليلا وتحدث قائلا :
-طب إنتوا فين دلوقتي
اجابه هشام دون تردد فهو لم يعد يهتم بما سيحدث :
-عند راسل في بيته
نفخ رامي بضيق شديد وتحدث قائلا بلهجه أمره :
طيب خليكم عندكم عدو عليابعد بكرا اكون انا رجعت وعرفت اتصرف مع بابا ورجعتكم تاني
-ماشي استعجل بس
قال هشام تلك الجمله واغلق الخط ،فهو لم يعد يتحمل نوبات غضب آخرى من شقيقه فهو يعتبر أن راسل عدوه الأكبر في حياته لا يعرف سبب هذا ولكن يظن أنه بسبب العمل لا أكثر .
إلتفت ليجد نسرين تقف خلفه وتنظر له تحدثت قائله بفضول :
-هو مين رامي دا
إبتسم لها هشام فهو لم يخبرها عن شقيقه الأكبر من قبل
تحدث هشام قائلا بهدوء :
-أخويا الكبير
نظرت بدهشه كبيره فهى لم تكون تعلم أن هشام لديه شقيق أكبر منه.
-إيه هو أنت عندك أخ أكبر منك
أومأ لها هشام وتحدث قائلا ؛
-أه رامي أكبر واحد فينا أنا وملك قد راسل أخوكي
أومأت برأسها بهدوء وتحدثت قائله :
-طب هو فين دلوقتي ليه مش عايش معاكم
تحدث هشام قائلا :
-مسافر في شغل وأنا كلمته وقولتله علي الي حصل وبعد بكرا بالكتير هيجي يرجعنا البيت تاني .
............................................................
كان يقود السياره بضيق شديد ،لا يصدق أنه عاد إلي حياته مجددا ،ويبدو أنه لا ينوي علي خير أبدا ،أمسك بهاتفه وتحدث إلي أحد الأشخاص ..
تحدث راسل قائلاً بكل حده:
-رجع تاني وباين أنه مش ناوي علي خير
ثم بصوت كله صرامه وتحذير :أنا لحد دلوقتي ساكت ومش راضي أعمل حاجه بس والله لو فكر بس يقرب من عيلتي هدفنه تحت الأرض
ثم أسرع بإغلاق الخط وألقي الهاتف في المقعد الخلفي .
كانت تنظر له بكل إهتمام فاليوم بدأ مختلفاً ،لأول مره تشعر أن لديها شخص يحميها فهي من ظلت بمفردها منعزله عن الجميع بعد ما فعله والدها بوالدتها .
شعرت ببعض الإنجذاب له ،رأت ذلك الجانب الآخر منه .
تحدثت لمار لنفسها :
-راسل انت إيه بالضبط مبقتش عارفه إنت الشرير ولا الطيب إنت الظالم ولا المظلوم إنت صاحب قلب حجر ولا موجوع إنت إيه بالضبط
أفاقت من تفكيرها علي صوت وقوف السيارة أمام البيت .
هبطت للنزول فقبض علي كفها وسحبها إليه بقوه ، فتتقابل العيون شعرت ببعض القلق حاولت التحدث ولكن يقاطعها ويتحدث قائلا بصوت حاد :
-أنا حابب أعرفك إني بكره حاجتين واللي هما الكدب والخيانه
ثم تابع بصوت قاسي قائلا بتحذير :
-لو عرفت إنك عملتي حاجه منهم هتبقي نهايتك علي إيدي صدقيني
ما إن أنتهي من حديثه أو بالأحرى تهديده حتي ترك يدها وخرج من السياره تاركاً إياها في حاله من الصدمه والفزع... سار بعض خطوات ثم إلتفت خلفه فيجدها لازالت جالسه في مكانها، تنهد بضيق شديد ثم عاد مجددا إلي السياره وفتح الباب الذي كان بجوارها.
سحبها خارج السيارة وأغلق الباب بقوه ، ثم سار بإتجاه باب البيت وهو يجرها خلفه .
لم تقاومه فهي تقريبا قد أعتادت علي تلك الحركه منه فهو دائما يسحبها ويجرها خلفه دائما يريد أن يكون المسيطر عليها .
فتح الباب ودلف كل منهم ،اتسعت عينيه بصدمه بمجرد رؤيتها هي وذلك اللعين في البيت .
...............................................................................
نظرت نسرين هي وهشام إلي راسل بهدوء منتظرين ردة فعله .
إقتربت نسرين منه وتحدثت قائله بحزن:
-راسل أنا
-إخرسي
لم تستطيع إكمال جملتها حين قطعها بصوت جهوري غاضب
نظر لها راسل بعينيه التي أصبحت لونها أحمر من شدة الغضب ثم تحدث قائلا بصوت قاسي :
-إنتي إزاي ليكي عين تيجي هنا أكيد إتجننتي
إقترب منها وأمسك بكتفها :
-إطلعي بره
ألقاها بقوه كبيره في إتجاه الباب لتسقط عليه ، عرفته دون الحاجه للنظر إلي وجهه أنه شقيقها الأصغر أنس ضغط أنس علي كتفيهـا بغضب ثم إلتفت الي راسل وتحدث قائلا بسخريه : - بجد برافو يا راسل بيه بسهوله كدا بترمي أختك اللي هي حته منك لا بجد برافو إبتسم له راسل وتحدث بإستهزاء:
-إيه دا دي العائلة كلها بقت هنا ثم نظر خلف أنس وهو يتابع حديثه بسخريه : -فاضل بس الأم عشان العائلة تكمل ما إن إنتهي من جملته حتي أقتحمت حسناء وعلي وجهها علامات الخوف إبتسم راسل وتحدث بصوت مرتفع نسبياً: -شرفتي
تابع حديثه وهو يحرك يديه بطريقة عفوية: -أيوه كدا العائلة كملت ها تحبوا تشربوا إيه تهجم وجه راسل وتحدث بغضب:
-زي ماجيتوا أطلعوا أنا مش فاتح مكان لأي حد إقترب أنس منه بعدما ترك نسرين لهشام تحدث أنس بضيق :
-آنت مستحيل تكون آنسان زينا إقترب منه راسل فيكون في مواجهته وتحدث بثقه كبيرة: -بالضبط أنا مش إنسان زيكم أنا أسوء بكتير من إني أكون إنسان جز أنس علي أسنانه وكور قبضة يده فهو لا يصدق بأنهذا الشخص الذي يقف أمامه يكون شقيقه الأكبر وأنهم ولدوا من نفس الأم إبتسم له راسل ودفعه بيده : -بره اطلع بره أسرعت حسناء بالإقتراب منهم والإمساك بإبنها أنس قبل أن يسوء الأمر تحدثت قائله بهدوء : -أنس يلا بينا يلا يابني بينا آلتفت لها وأومأ لها فيخرج كلا منهم من المكان . ................................................................................... خرج من الغرفه علي صوت راسل المرتفع فهو لا يعرف كيف إستطاع أن ينام ، وجد كلاً من حسناء وأنس يرحلون صدمه من رؤيتهم هنا ليسرع بالإقتراب من راسل . تحدث فادي قائلا بقلق : -راسل إيه في هما بيعملوا إيه هنا لم يرد عليه راسل بل أكتفي بالنظر إلي شقيقته وزوجها اللعين وبعد لحظات صمت تحدث بصوت آمر : -يلا أنتوا كمان بره مش هكرر كلامي أبتلعت نسرين غصه مريره في حلقها وألتفتت كي ترحل ولكنه قبض علي يدها فتتوقف مكانها . نظرت نسرين إلي هشام بقلق من ذلك التصرف . أقترب هشام من راسل وهو يجذب نسرين خلفه وتحدثقائلا بجديه :
-راسل أنا عارف إنك مش طايق تشوفني قدامك بعد إلي حصل أخر مره بينا بس
توقف عن الكلام ثواني ليستجمع قواه أكمل حديثه بحزن :
-بس متعاملش نسرين كدا هي ملهاش ذنب ولو أنت عايز ممكن آآ..أطلقها بس تسامحها
شهقت نسرين من ذلك الكلام الذي يقوله كيف أستطاع أن يقول هذا دون أي مراعاة لمشاعرها .
وقفت قبالته ونظرت له ثم تحدثت قائله بغضب :
-أنت أكيد أتجننت للدرجه دي أنا سهله عندك بسهوله تقدر ترميني
كورت قبضة يدها وبدأت في ضربه في صدره :
-أنت بجد أحقر إنسان عرفته في حياتي
...............................................................................................
وصلت إلي بيتها هي وأبنها ،ما أن دلفت حتي صفعته بقوه علي وجه .
نظرلها بغضب فلماذا تصفعه، لماذا، فهو لم يخطئ
تحدث أنس بغضب :
-إنتي بتضربيني ليه
صاحت به بغضب كبير :
-إنت غلطان مين قالك تروح هناك مين
أشتعلت عيناه فهي لا تراه أنه لم يخطئ بل هو علي خطأ
تحدث قائلا بغضب عارم :-لا أنا مش غلطان هو الغلطان هو اللي مش حاسس بيكي هو اللي بيخليكي تنامي وكلك دموع
كان يتحدث بغضب وهو ممسك بها من كتفيها
ضغطت علي شفتيها وأبعدته عنها ثم تحدثت بحزن عميق:
-انت مش فاهم حاجه مش فاهم أن راسل معاه حق أنه يعمل كدا وأكتر لأن أنا السبب أنا اللي عملت فيه وفي نفسي كدا يا أنس
لم يرغب في الإستماع إلي مزيد من دفاعها عنه.
أسرع ودلف إلي غرفته وأغلق الباب بقوه خلفه دون أن ينبس بأي كلمه أخري .
نظرت إلي أثره وتنهدت بكل ألم .
فهي الآن أصبحت بين ناريين فالأول هو راسل إبنها الأكبر الذي يرفض أن يسامحها مهما فعلت له والثاني إبنها الأصغر أنس الذي لا يراها إنها علي خطأ أبدا بل شقيقه وإنها مجرد مظلومة منه.
.........................................................................................................................
.......
إبتسم راسل بسخريه وهو ينظر لهم يشعر أنه يشاهد مسلسل درامي أمامه
إقترب منهم وهو يضع يديه في جيب بنطاله ثم تحدث بصوت جاف من أي مشاعر :
-ياريت تخلصوا من المسلسل الهندي دا وتطلعوا من بيتي
إلتفت له هشام ونظر له بغضب شديد ثم تحدث بصوت غليظ محاولا التحكم في أعصابه :
-راسل أفهمنا بابا طردنا ومش عارفين نروح فين وأنت عارف أن أخويا الكبير رامي مسافر ولما كلمته قالي أنه هيجي بعد بكرا فخليني عندك بس لغاية ما يجي
ألتوي فمه بسخريه ثم تحدث بلهجه صلبه :
-ماشي بس لغاية بعد بكرا أخوك جه مجاش هتطلعوا بره
أومأ له هشام ببئس شديد فهو ليس لديه أي حل سوى ذلك
فتلك اللحظه تحدث فادي قائلا بمزاح :
-طيب بدل السكوت الرهيب دا أنا حبيت أقول خبر مهم جدا
ألتفت له الجميع ونظراتهم مليئه بالفضول من ذلك الخبر
أبتسم فادي وتحدث قائلا بجديه :
-أنا بكرا فرحي بكرا هتجوز
أتسعت أعين الجميع بندهاش شديد من ذلك الخبر .
ولكن أكثرهم صدمه راسل فهو يعلم الأن فقط أن صديقه سيتزوج غدا
تحدث راسل بضيق شديد :
-نعم! وهو إيه اللي هتتجوز بكرا
أبتسم له فادي وتحدث قائلا:
-والله ياراسل أنا لسه عارف النهارده زي زيك
ثم تابع فادي بسخريه :
-ماأنت عارف مفاجآت بابا
تحدث راسل قائلاً:
-تعالا يافادي جوه نتكلم في مكتبي مش هينفع هنافيسرع ويدلف إلي داخل أحد الغرف والذي يكون مكتب راسل فيتبعه فادي بهدوء ...................................... ....................
كان يجلس علي مقعده وهو يفكر في الذي حصل بينه وبين ذلك اللعين . كم يشعر بالغضب الشديد من تدخله دائماً فهو كان سيصل إلي مبتغاه ويجعل لمار في صفه ببعض الحنان الأبوي المزيف ثم يجعلها تسرق كل أملاك راسل وتعطيها له، مثلما فعل مع حسناء والدته . ضغط علي شفتيه بضيق شديد .
فتلك اللحظه تقدم أحد رجاله وتحدث قائلا :
-عرفنا أن صاحبه بكرا فرحه وأكيد كلهم هيكونوا هناك رفع نظره إليه وأبتسم بخبث :
-وأحنا لازم نروح طبعا نعمل الواجب ولا إيه
-طبعا يافندم وأحلي واجب
تمتم لنفسه سمير وهو يقول بحنق:
-بكرا !
يتبع

مفترسي القاسيKde žijí příběhy. Začni objevovat