ضمادة للروح

٣١

مشت ل د/صديق طلبت منو يساعدها في مشروعها ....كانت حابه تعمل مستشفى في البلد بأسم أبوها....... رحب بالفكرة وبدأ في اجراءات الترخيص ...... اما يوسف فطلب منها يساعدهم من الناحيه الهندسيه ...... وبعد شهور بسيطه أتبنت المستشفى وأتجهزت بجميع المعدات الطبيه اللازمه ......والكل في المنطقه كانو عارفين انها حقه دكتور صديق.....لحد ما جا يوم الافتتاح .....و كانت مصره على ان محجوب يحضر ويكون في الصف الاول مع كبار الشخصيات......
في البدايه قال الدكتور صديق كلمتو ....و في ختام الخطاب قال للحضور ... ان العلاج حيكون مجاني و انو اتفق مع كم منظمه .....ترسل ليهم دكاتره بصورة دوريه وتوفر ليهم الادويه ....اخر حاجه قالها انو هو مجرد موظف في المستشفى .....و المالك الحقيقي و الممول الرسمي حيطلع يعرف بنفسو الان .....
طلعت تالين المنصه و وقفت قدام محجوب .......... الاتجمد في مكانو أول ماشافها وقربت تجيه سكته قلبيه من الخلعه........ وقفت تالين وقالت للحضور....المستشفى دي حلم ابوي الماقدر يحققو و هو عايش وانا متأكده انو هسي بكون ارتاح في قبرو بعد ما اتحققت أمنيتو ... الصرح دا وقف خيري بأسم الدكتور شهاب الدين الحاج ولد المنطقه دي وأنا تالين بنتو بطلب من عمي محجوب يجي يقص معاي الشريط لأفتتاح المستشفى .... طلع المنصه وركبو بتتطاقش في بعض .... عاين لدكتور صديق ويوسف ونزل راسو ...جات تالين وسلمت عليه كان بسلم عليها ويدو بترتعش زي الزول الضاربه كهرباء ....... ابتسمت وقالت ليه مد يدك ما تخاف أنا مازومبي يعني بعاتي بالسوداني .... نزل طوالي خلاهم يضحكو.....
قصو الشريط و أزالو الستار عن اللافته الكان مكتوب عليها بالخط العريض ... مستشفى دكتور شهاب الدين الخيري .....شافت اسم ابوها وقعدت تبكي .....يوسف قال ليها اليوم مابقول ليك ماتبكي .... ابكي بس خليها دموع فرح ...... دموع قوة وجبروت ينحي لها الرجال احترما ........
بعد الافتتاح مشت لعمتها سعاد ....... وطلبت منها تجي معاها الخرطوم لكن هي رفضت وقالت ليها ما بعرف اتنفس إلا هوا الحته دي .......

مرت سنين وشهور ......... و تالين ويوسف عايشين في سعادة ماتتوصف ...... وجا يوم التخريج .....أتخرجت بتفوق وكانت اول الدفعه ..... لما ندهو اسمها ..... مشت ليوسف الكان قاعد بين الحضور مسكتو من يدو وقالت ليه مفروض نستلم شهادتنا سوا ....... طلع معاها واستلمتو الشهادة.........خلو الحضور كلهم يقيفو ويصفقو ليهم......

لما رجعو البيت بعد حفله التخرج......... قالت ليه ...انا لو أهديتك نجمه من السما قليله عليك بس دي هديه صغيره عشانك بتمنى تعجبك ....... كانت علبه صغيره مغلفه .... فك التغليف وفتحها ...... كان فيها ورقه .... استغرب وقال ليها دا شنو.........
تالين : أقرى كويس
يوسف : دا شنو........ ورقه تحليل مختبر...... انتي عيانه
تالين : انا حامل
قعد يكورك وينطط في السرير زي الطفل الصغير وهي تضحك فيه جا حضنها وباس راسها قال ليها.... انتي احلى هديه من ربنا .......
شهور الحمل كانت متعبه شديد بالنسبه ليها بس طبعا يوسف ما فارقها ولا لحظه ... متخيلين منو حاجه غير كده.... لدرجه انو ساعه الولاده قعد في الارض مسك راسو وقعد يبكي لما اتخلعو فيه .... امو قالت ليه ولدتكم كلكم ابوك دمعه مانزلها فيني ...خلتهم كلهم يضحكو..
ولدت تالين وجابت توأم ...أياد و ألين ........
بعد ما كملو سنه .... يوسف قال ليها مفروض نمشي بريطانيا عشان المنحه حقتك ماتضيع ......
تالين : وشغلك
يوسف : مستقبلك أهم ..... وماتخافي علي مرتب الوضع هناك
ودعو ناس البيت و كانت الدموع سيدة الموقف ....... ابراهيم ربت على كتف اخوه وقال ليه .... ...انت فنيت عمرك الفات ... في الشركه دي كبرتها ونجحتها وماقصرت خلي الباقي علينا ... و سوق مرتك واولادك ....امشي عيش الحياة زي ماعايز........

نشوف الباقين حصل ليهم شنو.......
ريم ولدت بعد عرس تالين وجابت ولد وعايشه مبسوطه مع امجد...... ألاء ومازن أتزوجو .......تسنيم اتزوجت ولد خالتها وسافرت معاه امريكا........ دكتور صديق أستقر في البلد وكان بشرف على المستشفى...كبرها وبقت تتعمل فيها أكبر العمليات ..
مصعب طلع من السجن بعد سنه من المشكله وطوالي ابوه سفرو ماليزيا ....... مرام أتسجنت 15 سنه واتعرفت على نهله في السجن وبقو صحبات شديد ..... بس نهله فتره حبسها كانت أقل منها وطبعا اليوم داك اجهضت.......
هشام فضل فترة في المستشفى لحد ما اتعافى ... بس انفصل من الجامعه وحالتو الماديه اتدهورت .....بعد فترة مده لقى ليه عقد عمل وسافر السعوديه...ولسا ما اتزوج.
سعاد اتوفت ولحد ما ماتت كانت زعلانه من محجوب.....
راشد ولد محجوب جا من السفر ... وشاف ابوه بضيع قروشهم مع النسوان والشراب .. اتفق مع اموه .....و مضوه على تنازل لكل الاملاك لما كان سكران ........ زي ماعمل مع تالين ...... لما اكتشف العملوه فيه مرتو و ولدو صحتو اتدهورت وجاتو جلطه .. بقى لا بودي ولا بجيب .......ناديه بعد كم سنه ضربتها عربيه و اصابتها كانت خطيره بقت مقعده في الكرسي و كانت بتتالج في مستشفى شهاب الدين ..... رقدوها في عنبر (كاثرين) المسمى باسم ام تالين ...لما رجعوها البيت كان كلامها كتير وطوالي بتكورك وتعمل لناس البيت ازعاج ...كانو بدوها الحبوب المنومه في العصير عشان يرتاحو منها..وتفضل نايمه طوالي.....فعلا ودارت الدنيا وياما دارت الدنيا عجب .

( تدور الدنيا ثم تقف عندك لتفعل بك مافعلته بغيرك ...كأسك الذي أذقته غيرك لن تموت حتى يذيقك الله منه.................. إن كان خيرا فخيرا وإن كان شرا فشرا )

في لندن...... تالين حضرت الماجستير وحاليا بتحضر في الدكتوراة ....اشتغلت في اكبر مركز للابحاث هناك وبتحاضر في الجامعه......بقت فنانه تشكيله مشهورة وبتعمل معارض سنويه .....يوسف فتح مكتب تصدير تبع مجموعتهم الفي السودان وبقى يصدر ليهم المعدات من أوروبا حتى انو بقى الوكيل المعتمد في السودان و عدة دول من الشرق الاوسط.....
أياد وألين كبرو ودخلو الروضه ....كانو قطعه من امهم نفس العيون الخضر والشعر البني ...بس أياد كان شايل نظرة ابوه الحاده والحواجب المعقوده.... تالين طوالي بتقول ليه خربت الولد بنظراتك.....وهو بقول ليها مش كفايه شايلين شبهك وطيبتك وضحتك .....

وفي اجازه نزلو السودان ...... كان يوسف وتالين بشربو شاي في جنينه البيت ..بتوسو وبضحكو و اولادهم بلعبو حوليهم.......... جا حاج احمد داخل ...... الاولاد اول ماشافو جدهم جرو عليه وحضنوه .... باسهم وعاين ليوسف وتالين... أبتسم وقال ليهم كنت منتظر اللحظه دي من زمان ...... يوسف استغرب وقال ليه قصدك شنو.....
حاج احمد : تتذكر اليوم القلت ليك تسافر معاي بدل محمد
يوسف : ايوا
حاج احمد :قبلها بمده كنت بحلم بيك طوالي ماشي معاي ...بنكون ماشين في طريق برانا وبعدين بتخليني وتاني بشوفك قاعد مع واحده و ولد وبت بلعبو جنبكم.... يوم السفر حلمت بيك ماشي معاي فكيت يدي وقلت لي ابوي ماسامع الصوت ،وجريت وقفت جنب بير كان فيو بت بتبكي وحوليها عقارب ...جبت حبل وطلعتها وتاني مشيتو قعدتو و جو الولدين قعدو يلعبو جنبكم....مشيت لأمام الجامع سالتو قال لي ولدك ضايع وبلقى راحتو قريب في سكه سفر معاك و مع البت دي والبت دي زاتها محتاجه ولدك... لما سافرنا وجات تالين جابت الشاي كانت نفس صورة البت الفي الحلم ... يومها ماجاني نوم وعارفك عنيد عشان كده عملت الفيلم داك و عقدت ليك غصبا عنك....

عاين لابوه وابتسم ........( ولا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) صدق الله العظيم.

تمت بحمدالله.