٢٩

1.2K 11 2
                                    

اليوم داك ماطلعت من غرفتها ابدا.....
اليوم التاني كانت كل الاسره مجتمعه في البيت زي ماهم متعودين في نهايه كل اسبوع ..... بعد صلاة المغرب في زول دق الباب .... عم موسى فتح الباب ..وكان راجل غريب عمرو في الستينات تقربيا ...... سلم عليه وطلب يقابل حاج احمد........ وصلو لحد الصالون الكان فيه الحاج وأولادو ....
عم موسى : الضيف دا بسأل منك ياحاج
حاج أحمد : أهلا وسهلا أتفضل
الضيف : مرحب ....معاك دكتور صديق تجاني
يوسف سمع الاسم... رمى كبايه الشاي من يدو ...... لما كلهم لاحظو معالم وشو متغيره
حاج أحمد : أسمك ماغريب علي اتفضل ارتاح
صديق : بنتي ضايعه مني وسمعت أنها عندكم
حاج احمد : مافهمتك وضح لي ......
ظهرت علامات الاستغراب في وجوه الموجودين وكترت عندهم الاستفهامات....الا يوسف كان عارف بس ماقادر يتكلم من الصدمه ..
صديق : انا صاحب دكتور شهاب الدين وتالين زي بنتي ربيتها على يدي وحصلت لي ظروف وماقدرت اتواصل معاها لكن هسي انا جيت عايز اشوفها
حاج احمد : دا يوسف ولدي ...زوجها
سلم عليو وقال ليه سمعت اسمك عند تالين كتير.....لي الشرف اني اتعرف عليك
صديق : اهلا ولدي .... انا جاي أتكلم معاك مخصوص وقدام الوالد وأخوانك
يوسف : اتفضل
صديق : انا كنت في السجن المده الفاتت دي ، عملت عمليه لمريض وأتوفى بسبب خطأ طبى . أهل المريض أشتكو وأتسجنت وبعد قضايا ومحاكم طلع الخطأ من طبيب التخدير طلعت براءه بس قضيت سنتين ونص في السجن ....ومن لما طلعت وانا بفتش على شهاب وتالين ، سمعت بخبر وفاته من المستشفى ...فتشت لحد مالقيت رقم ولد عمو ....اتصلت عليه وسألتو قال لي حصل ليهم حادث وشهاب وبنتو اتوفو في الحادث
يوسف : قال ليك تالين اتوفت!!!
صديق : اي والله ....والخبر دا ألمني شديد....بعد فتره جاني خبر من البنك عايزين ورثه لشهاب ...كان عندو حساب و ودائع وكمان حقوقو حقه الشغل ....ضربت لمحجوب كلمتو قال لي جدا ...اعمل لي زياره عشان اجي اشيل الورث ....كنت ماشي في الاجراءات .....و بالصدفه كان في مؤتمر طبي في برلين لقيت دكتور كان معانا هناك و أتذكرنا شهاب الدين قال لي ان بنت شهاب طالبه عندو وانها متزوجه وعايشه في الخرطوم ...اتلخبط كتير وقررت اجي السودان..... مشيت البلد لمحجوب بالاول كان بسالني من القروش طوالي وانا بماطل فيه ...طلبت منو أزور المرحوم وفعلا اخدني المقبره وقال لي دا الدكتور ودفنا بنتو جنبو .....في يوم كنت بتمشي في البلد جاني ولد قال لي الحجه بتناديك مشيت لقيت مره عجوز قالت انها سعاد اخت شهاب وانها بتعرفني من خلال كلام اخوها حكت لي الحصل وأكدت لي ان تالين في الخرطوم ومحجوب وزوجتو أتأمرو عليها و زوجوها غصبا عنها ومن اليوم داك ماعارفه عنها حاجه وهي زعلت منهم وطلعت من البيت .... اتحججت لمحجوب بحاجه وجيت هنا ...وفضلت اسأل لحد ماعرفت العنوان ........

وأنا ياولدي جيت أكلمك راجل لراجل... يعني لو في نيتي حاجه كان مشيت ليها الجامعه من وراك و كلمتها ...بس بما ان انت زوجها الاصول بتقول الكلام معاك انت ..... وزي ماعرفت انها كانت مغصوبه على الزواج وشكلك كده ولد ناس واصلك طيب استأذنك ارجعها معاي لندن ...ترجع بلدها وتكمل تعليهما هناك
حاج احمد : مامصدق ان محجوب خسيس للدرجه دي ....بس كمان انت بتطلب طلب صعب يادكتور
صديق : عارف بس دي حياة بنتي
ابراهيم : مافي زول بقول لراجل طلق مرتك داير اسوقها معاي
صديق : انا زي ابوها
محمد : حتى لو كنت ابوها دي واحده على عصمه راجل
صديق : زواجهم كان غلط
حاج احمد : فالنفرض انو غلط يعتبر زواج وانت راجل فاهم
صديق : لو مشت السفارة البريطانيه كان فسخوا الزواج دا وسفروها طوالي
ابراهيم : ومامشت يعني سعيده مع راجلها
محمد : يوسف ماتقول حاجه
يوسف كان ساكت مشبك اصابعو و منزل راسو بعاين للارض رفع راسو وقال ليهم القرار دا بخصها هي ولو عايزه ترجع معاك بديها ورقتها وتمشي معاك طوالي .....بناديها تسمع رايها ......وطلع خلاهم مصدومين من ردو المامتوقع ......

طلع الشقه دق ليها باب غرفتها ...لما فتحت قال ليها في ضيوف تحت عايزين يشووفوك ...سالتو مين هم ....مارد عليها قال ليها لما تنزلي تعرفي ..... لبست عبايه وطلعت .....
وهم نازلين على السلم كانت مستغربه في شكل يوسف الما طبيعي ..... أول مادخلت الصالون نططت عيونها وصرخت بصوت عالي .....أنكل صديق .... جرت عليه وحضنو بعض وفضلو يبكو مسافه لدرجه ان كان ممكن ينهارو من البكا .... اتدخل حاج احمد وهداهم ...قعدو في الكنبه جنب بعض وراقو شويه ..... الحاج أشر لاولادو يطلعو عشان ياخدو راحتهم ..... طلعو خلوهم براهم ....و بقو يحكو لبعض الحصل معاهم في السنين الفاتت ..... كانو بتكلمو ودموعهم نازله قالت ليه مامصدقه اني شفتك كنت خلاص فقدت الامل .
صديق : خلاص جيت اخدك من هنا وترجعي معاي لندن ...راجلك قال القرار في يدك قلتي شنو
نزلت راسها في الارض وسكتت مسافه .... دقيقه اناديهم عشان كلكم تسمعو قراري.

في الوقت..... كان ابراهيم ومحمد متضايقين وبتكلمو مع يوسف و هو ساكت ... حاج احمد مشى كلم ثريه والبنات ....كلهم زعلو وما راضين عن البحصل دا .... الا ثريه فرحت وقالت جات من السما ..... اصلا هي زعلانه من عدم الخلفه وموضوع الجامعه ..
راويه وريم غضبو شديد وكلهم قعدو يبكو .....ريم هاجت ومشت ليوسف كان واقف في الممر .....
ريم : عايز تخليها تمشي
يوسف : ما عايز اتكلم قلت ليكم
ريم : الليله ماينفع نسكت كلنا حنتكلم
يوسف : ريم ابعدي خليني........ وكان ماشي
مسكتو من يدو......أنت عايزها تمشي
يوسف : انا وعدتها اديها حريتها بعد تخلص دراسه .... وكنت عارف اليوم دا حيجي هسي ولا بعدين مافرقت
ريم : سألتك ....انت عايزها تمشي.
يوسف : اديتها كلمه و مابقدر أتراجع عن كلمتي
ريم : برضو ماجاوبتني ....عايزها تمشي
يوسف: لا ماعايزها تمشي ارتحتي ......انا بحبها .....بعشقها..... عايز اعيش عمري الجاي معاها.....لي فترة وانا بحاول اشيلها من قلبي لكن بلقى نفسي بغرق في حبها اكتر ...هي احسن حاجه حصلت لي في حياتي كلها وما عايز اعيش لحظه بدونها..... كان بتكلم وهو متكي على الحيطه ... دموعو نازله على خدو وصوتو مخنوق
ريم: طيب تتخلى عنها بسهوله.... امشي واعترف ليها بحبك
يوسف : مابقدر .....هي عارفه ان وجودها هنا مؤقت وقاعده تحلم باليوم البتسافر فيه .....وانا شايفها كيف بترسم طريقها وتخطط لمستقبلها هناك ...... ما اعترفت ليها بحبي عشان ماتجبر نفسها على حاجه هي ما عايزاها ..... لو اعترفت ليها حتجاملني و تقعد معاي من باب رد الجميل ... بعرفها كويس ..... هسي في يدها الاختيار أما تعيش معاي او تكمل بدوني..

كانت تالين طالعه عشان تناديهم وسمعت كل الكلام الدار بين يوسف وريم .....رجعت الصالون تاني..... وقفت جنب الباب وندهت على البت الشغاله تناديهم...
جا حاج أحمد و الاولاد وقعدو ..... راويه والبنات كانو واقفين جنب الباب ...... ريم كانت بتبكي وتقول خلاص فقدناها وحتمشي...... هيام قالت ليها عندي احساس انها بتقعد ....حنان قالت ليهم اسكتو عشان نسمع ...
اول مادخلو .... عاين ليها يوسف بنظره حزينه و قعد في كرسي مقاصدها ...نزل راسو وشبك اصابعو..... عاينت ليه وقامت وقفت في نص الصالون....

الحب نصيب........... والفراق قرار
والحزن نصيب..........و الفرح قرار
وجود شخص في حياتك............ نصيب ..... والأحتفاظ به او تركه قرار
كلنا لا نملك النصيب .................لكننا نملك القرار .

لنا لقاء أخر.........

ضمادة للروحDove le storie prendono vita. Scoprilo ora