البوابات المائة

19.1K 910 32
                                    

بعد ان أخذت دقائق قليلة لأسيطر على كل تلك المشاعر التي كانت تعصف بقلبي . أردت ان اعرف المزيد .
قلت له " هناك شيء يخيفني التفكير فيه . لا أريد جرحك لكن في الحقيقة انا لست تلك الفتاة نفسها التي احببت ، انا لا استطيع ان اقول انني احبك ام لا .لانني لا اتذكر شيئاً ! "
يوسف " لا بأس ، انا لا زلت لا اصدق ما وصلنا اليه بالفعل! .. لقد ظننت اني فقدتكِ للابد فهل تعتقدين انني لن اعطيك الوقت الذي تحتاجينه ؟استطيع جعلكِ تحبينني مجدداً !"

سألته " لكنني خائفة .. ماذا بعد؟ اعني ، انت في عالم وانا في اخر ،كيف يمكن ان اعيش بشكل طبيعي ؟ الجميع سيظن انني مجنونة .. لا اعتقد انني اريد ان احبك يوسف انا اسفة لقول هذا لكنني فقط سئمت ان اعيش في الخيال "
يوسف بنبرة منفعلة " أنتِ تعلمين انني لست خيالاً!"
انا وقد ارتفع صوتي " لكن لا احد سواي يعلم انك موجود ! لا استطيع حتى لمسك ! لا استطيع ان اري العالم زوجي ! لا استطيع ان اخرج معك او نسافر معاً او ان نقيم زفافاً مع اهلي وأصدقائي ! لا استطيع ان أحظى بحياة عادية واطفال كالبقية ! ما نوع الحياة التي تريدني ان اعيشها ؟ سيظل الحزن يلاحقني لا شيء سيتغير عن المرة السابقة!"
يوسف بصوت يملأوه الغضب والخوف في آن واحد " اماني! ارجوكِ فكري جيداً .. انا مستعد تماماً لأن أخوض اختبار المجيء الى عالمكِ كبشري .. انا واثق من حبي لكِ ، واثق من انني لن أضيع الى الأبد  في الطريق الى عالمكِ . لكن هل أنتِ أيضاً مستعدة لدفع ثمن مجيئي؟ أنتِ حتى لا تتذكريني !!"

لم اعرف  ماقصده ، لكن العذاب الذي احسست به  كان  يدفعني بأي طريقة لايقافه .. بإبعاد يوسف عني ! .. كنت اعلم انني أحببته بالرغم من نسياني  الالم في قلبي كان يخبرني بذلك ، وكنت خائفة كما لو انني سأموت ان ادع نفسي احب يوسف مجدداً.
لكنه قال انه سيأتي ؟ كبشر؟؟! 
انا " هل بإمكانك حقاً المجيء؟ هل بإمكانك ان تصبح من لحم ودم كأي انسي؟؟؟"
سألت و دمعة  تلتها اخرى ذرفتها غير مصدقة وسعيدة .
لكن أتى جواب يوسف محبطاً بصوت غير متحمس بالمرة " هناك طريقة .. لا يجرؤ كثير من الجن على الإقدام عليها ، <البوابات المائة > "
انا في حيرة من امري رددت "بوابات مائة؟!"
يوسف " هو اختبار للحب ، عندما يعشق جنياً إنسية ويريد بأي طريقة ان يكون بشرياً لاجلها ... تلك البوابات لم يتجرأ الكثير على الاقتراب منها ومن قرروا عبورها لم ينجُ منهم الا قليل فقط .. من كانوا بالفعل يحملون في قلوبهم حباً حقيقياً ...... .. سآتي لأجلكِ أماني ، أنتِ لا تملكين أدنى فكرة كم أعشقك ِ وكم انا متيم بكِ لانكِ نسيتي . ولا تعلمين مدى الجحيم الذي عشته طوال السنين الثلاث بدونكِ وكم اشتقت إليكِ وتألمت لفراقنا وكلما اشتقت لرؤيتكِ اكثر زاد حبي لكِ بحيث لم يعد قلبي يتحمل .. أنتِ فقط كل ما افكر به وكل ماأريد ان أراه وأسمعه . انا لست متردداً ولن افعل ولو لثانية في عبور البوابات المائة ولكنني اخاف انني سأفقدكِ "
كانت كلماته والطريقة التي تكلم بها قد اصابت قلبي بحالة غريبة كما لو انني بتُ اتذكر كل تلك المشاعر القديمة كما لو انني فجأة وقعت في حبه في تلك اللحظة لكن بنفس الوقت وكأنني أحببته منذ بداية وجودي .
احسست كما لو انها المرة الاولى التي اجد فيها شخصاً يحبني بذلك القدر ويراني مهمة لتلك الدرجة ومستعد لفعل اي شيء لأجلي حتى المخاطرة بنفسه! خفت ان ذلك الشخص الوحيد و سأفقده ان لم يعد من ذلك المكان المسمى بالبوابات المائة!  لكنه بدى واثقاً جداً بحيث جعلني انا أيضاً اثق بقدرته على المجيء . وما اثار فضولي قلقه من ان يفقدني فقررت سؤاله بعد لحظات من الصمت .
" لماذا انت خائف من فقداني ؟ "
يوسف " انها مائة بوابة وفي كل بوابة اختبار جديد لمشاعري ، يقولون ان من لم يتمكنوا من المرور الى عالم البشر يهيمون هناك في اللا مكان الى الأبد .. انا لا اعلم كم من الوقت سيأخذني العبور إليكِ ... ماذا لو استغرق الامر بضع سنين وسئمتي انتظاري او وجدتي حباً جديداً . عندها ستكون حياتي الجديدة بلا معنى وسأفضل الموت على خسارتكِ .. انا فقط لا استطيع العيش في حياة لا تحتويكِ "
كان صوته قد جعلني ادرك مخاوفه وحبه اللا مبرر لي . لكن متى كان هناك مبررات للحب ؟
لم اعلم بماذا أجيبه ، لدقائق عّم السكون المكان .
عندما لم يستطع يوسف الانتظار اكثر تكلم " اذن ، هل تعدين بإنكِ ستكونين بإنتظاري؟"
تنفست بعمق وانا احاول الإبقاء على المنطق في حديثنا ثم أجبت " لا استطيع ان أعدك بأي شيء! .. هذا طلب اناني يوسف ، ماذا لو اخذت وقتاً طويلاً جداً ؟ انا عمري قصير انا بشرية كما تعلم! ولا زلت ارغب بحياة كبقية البشر! .. انا لا ارغمك على شيء فقط افعل ما تريد لكن لا تتوقع مني ان احب جني وهذا قرار نهائي"
يوسف " لكنكِ احببتني من قبل !"
قال بصوت محبط وخافت
انا " لقد كنت غبية وانا أشكرك لمسح ذاكرتي التي تتعلق بذلك!"
قلت بعناد
يوسف " انت قاسية القلب لا اعلم كيف أصبحتي هكذا ! "
انا دون تفكير أجبت " ربما هذا ما جعلني استمر بعد رحيلك ، تحولي الى شخص قاس!"
تنفس بعمق يوسف وعرفت انه كان يحاول الوصول الى حل ما .
ثم قال " حسناً ، اذا كانت هذه الطريقة الوحيدة لأكون معكِ .. سأركض بإتجاهكِ بكل ما املك من طاقة ، ولن آبه بكونكِ تنتظرينني في الجهة المقابلة من عالمينا اماني .. فقط سأتي اليكِ "

© ManarMohammed

حبيبي الجني (مكتملة)Where stories live. Discover now