فتحتُ عيناي ببطئ شديد لثقولة جفناي، ظهرت علي محياي علامات الصدمة حين لاحظت عدم وجود نايل معي بالغرفة.
تنهدتُ بينما أضع يدي علي جبهتي بسبب الألم الذي أشعر به في رأسي وكأن حفلاً صاخباً يُقام بداخله.
رفعت جسدي قليلاً لأعتدل بجلستي وأسدل شعري، لم تمرّ الدقائق إلا ودخلت أوكتاڤيا وبحوزتها حقنةً مألوفة! حدّقت بها بنُعاس حتي أدركت أنها علي وشك إدخالها بجسدي.. فسحبتُ جسدي للوراء لا إراديّاً.
تباً، لا ليس مجدداً!
لن أعيش الألم نفسه!
"أوكتاڤيا تلك الحقنة لم تجدِ نفعاً ليلة أمس، إنتهي بي الأمر أصرُخ من الوجع!" تشنّجت أعصابي بينما أتحدّث بسُرعة وأُراقِب الحُقنة تقترب.
"بالتأكيد آنستي، أوّل مرّتين فقط ثم سيبدأ مَفعول الحُقنة بالظهور بوضوح.." إبتسمَت مُهوِّنة، فبدأت بطيّ كُمّي لتضع قُطنة مُبللة علي ذراعي ولحقتها الحقنة.
"مؤلم.." هسهستُ قبل أن أسحب شفّتي السُفلية بين أسناني لأحبِس صرخاتي، خرجَت الحُقنة من جسدي مُخلّفة ورائها قطرات الدماء لتلحقها أوكتاڤيا بالقطنة وتجففها برفق.
"آسفة.." إبتسمت بحنوّ قبل أن ترمي الحقنة في سلّة المهملات وتُربّت علي كتفي.
"تناولي فطوركِ. الطبيبُ سيراكِ بعد ساعة على الأقل." عقبت ذلك بخروجها فدخلت بعدها كريستينا تجُرّ الطاولة ذات العجلات -المليئة بالطعام الصحيّ المَسلوق-.
نظرتُ إلي كريستينا بينما أعبث بالشوكّة وقُلت "دعيني اُخمِّن! ستقفين بجواري حتي أنتهي من تناول الفطور ثم تذهبين، أليس كذلك؟"
رفعت لي كتفيها وأومأت، فتنهّدت لأنهي طعامي بسرعة وأدخُل لأستحِمّ.
شعرتُ بمن يطرُق الباب بعد إرتدائي لملابسي، وفـُتِح سريعاً قبل ان اُجيب لأراهُ الطبيب..
"مرحباً سيلينا! يبدو أنّكِ بمزاج جيد اليوم." قال بنبرةٍ حملت البهجة في ثناياها، لأبتسِم بتكلُّف مُعقِّبة "نوعاً ما."
رميتهُ بنظراتٍ قَلِقَة قبل أن أجلس علي سريري، فجلس علي المقعد المجاور له ليتحمحم مُستعدّاً للحديث.
"أنتِ الآن في مرحلة الإنسحاب، وهي المرحلة الأولي من العلاج. كما يبدو من إسمها فإنها تتضمّن سحب المخدرات من الجسم، وإنسحابكِ عن الإدمان. التعامل مع أعراض الإنسحاب يكون خلال أدوية تُساعد علي التقليل من حدّتها، وتحتاج هذه المرحلة في المتوسط مدة في حدود إسبوعين."
"نحن هنا جميعاً لمساعدتكِ حتي تتمين العلاج، أنا هنا لتخبرينني بما تشعرين به، إن شعرتِ بآثار جانبية للأدوية وما شابه عليكِ إخباري أنا. أما عن الطبيبة إيڤان فعليكِ إخبارها بمشاكلكِ النفسية ومشاعركِ.." إختتم حديثه بإبتسامةٍ حانية، فتسلل شبح إبتسامة إلي شفتاي بينما أُحرٍّكُ رأسي.
YOU ARE READING
Little Bad Girl
Fanfictionما حِكايَتي أمام عيَنَيك..؟ كُلما رأيتهما أغرَق وتهرب الكلمات مِن بَين شفتاي. أسمَعُ صَوت نبضي حينما أكون مَعَك وكأنني لم أملِكُ قَلبًا قبلها! وفي كُل ثانيةٍ أقضيها مَعَك لا أزدادُ سوى جنونًا بِك. فـي قـلبي لـك حُب أزَلـِي كـأنك قلبٌ أخر ينبضُ فِي...
