Chapter 19.✔

850 91 346
                                    

"متي سنصل؟" سألتُ كلاوديا التي أخذتني من المنزل لنذهب إلي مشفي خاصة، رُبما هي المرة الخامسة عشر التي أسألها بها نفس السؤال.

"قريباً.." نظرت إلي ساعتها وعادت للقيادة مجدداً، وضعتُ السماعات في اذناي وأخذت كلاوديا تُثرثر وأنا أوميء لها مُتظاهرة بالتفاعُل معها، بينما أستمِع إلي البعض مِن أغانيّ المُفضلة!

"آه اللعنة، لِمَ عليّ الذهاب أصلاً؟" سألتها بضجر فور أن ترجّلنا سوياً مِن السيارة، وتأمّلتُ المشفي جيداً، يبدو ضخماً.

"هيا لندخل!" سحبت يدي ودخلنا معاً ليصفعني الهواء البارِد الخاص بالمكان مُسبِّباً لي بعض القشعريرة، رُغم أنّ المشفي تعجّ بالمرضي والممرضين والأطبّاء إلا وأنها لازالت مُخيفة بالنسبة إليّ، كُرهي لتلك الأماكن وللأطبّاء لا يوصَف.

"أأنتِ بخير؟" سألتني فهمست "أجل." وإبتسمت بحنق بينما نذهبُ إلي مكتب الطبيب -الذي أشار إليه شابٌ في مكتب الإستعلامات-.

دخلنا مكتبهُ بعد أن طرقنا الباب ولم يأتِنا الرَدّ، جلستُ علي الكرسي المُقابِل للمكتب بتوتُّر.. ومرّرتُ يدي في خصلات شعري مُتسائلة "أين الطَبيب؟"

"لعلّهُ قادِم..!" أجابتني بينما تتنهّد وتنظُر نحو الباب الذي إندفع للتوّ ليظهر الطَبيب مِن خلفه، طبيبٌ أصهبٌ ذو عينَين خضراوتَين ويحمِلُ إبتسامةً رسميّة علي شفتيه، ويبدو في عقده الخامِس.

"مرحباً بكِ آنِسة جوميز." 

بادلتهُ الإبتسام وتابعته بعيناي بينما يتوجّه نحو مقعده وبحوذته الملفّ الخاص بي، ويُحدّق به مُرتدياً نظارته الطبيّة.

"بِمَ تشعُرين؟" سألني بينما يُحدِّقُ بي تارة، وينظُر إلي الأوراق بين يديه تارة أُخرَي، وكلاوديا تُتابِع في صمت.

"أشعُر بألمٍ فتّاكٍ في رأسي، وألم في المعدة، بالإضافة إلي فقدان الإحساس بجسدي في بعض الأحيان، وصعوبة كبيرة في التفكير والتركيز..." قُلت بينما أضغطُ بيدي علي الأخري وهو يخلعُ نظارته الطبيّة، وينظُر إليّ ثُم إلي كلاوديا.

ثبّت مُقلتَيه عليّ قائلاً "حسناً آنِسة سيلينا، سأُحضِرُ لكِ دواءً مُعالِجاً لِآلام المعدة." عقدتُ حاجباي بتعجُّب بينما ينهض ويُغادِر المكان.

لم تَطُل فترة غيابه، حيثُ دخل مجدداً وأعطاني عُلبة الدواء قائلاً "هاكِ، مرّة يوميّاً بعد وجبة الغداء."

يبدو وكأنّهُ قرأ السؤال الذي يلوحُ في عيناي، فأجابني "نِسبةً إلي فُقدان إحساسكِ بجسدِك والصُداع فيعود ذلك لكثرة النوم أو قلّته، وكذلك الصعوبة في التركيز.. عليكِ تنظيم فترات نومكِ وألّا تقلّ عن ثمانِ ساعات."

"سأُعطيكِِ حقنةً لتسكين الألم.." قال لينقبِض قلبي، تشنّجت أعصابي وأخذت ألعن كلاوديا تحت أنفاسي.. حدث ما كنت أخشاه، لِمَ أتيت؟ إبتلعتُ الغصّة التي تكوّرت في حلقي بينما أُراقبه يُغادر للمرّة الثانية.

Little Bad GirlOnde as histórias ganham vida. Descobre agora