Chapter 29.✔

587 78 89
                                    

"أنتِ، ماذا تفعلين؟" صرختُ بفزع بعد أن وجدت شابة تزرق لي حُقنة وريدياً جعلتني أستيقظ من نومي العميق مفزوعةً بسبب شدة الألم المُفاجئ.

"إهدأي! إنها لن تؤلمكِ."

"لن تؤلمني؟ إنها تقتلني.. إتركي ذراعي يا غبيّة!" صحت بوجهها غاضبةً لتنتفض وتترك ذراعي بعد ان أعطتني الحقنة بالفعل، وتراجعَت بضع خطوات للوراء خوفاً مني.

أنا أخشي الحُقن، بالإضافة إلي أنها أبشع طريقة للإستيقاظ.. كان علي تلك الغبيّة أن تُحمحم أو تفعل أي شيء، ليس أن تُدخِل الحقنة في ذراعي دون مُقدّمات!

بِتُّ أمقت هذا المكان فعليّاً.

"إنها لتخفيف الآلام التي قد تشعرين بها تلك الفترة آنستي، لقد أوقفتِ تعاطي المُخدّرات بشكلٍ مُفاجئ وليس عن طريق تقليل الجرعات وهذا قد يُنجِم خلل بجسدك وتضاعُف للآثار الجانبية.. تلك الحقنة تعمل علي عدم إشعاركِ بالألم." إبتسمَت بدفئ بينما تتحدث بنبرتها الرسميّة -التي حافظت علي هدوئها-

"آسفة أنا فقط.. شعرت بالفزع!" أخبرتها في ندم، ثم فركت عيناي لأزيل آثار النوم منهما.

"لا مشكلة! اُدعَى أوكتاڤيا وسأكون أنا المسئولة عن إعطائكِ تلك الحقنة يوميّاً، وإن أردتِ أي شئ يُمكنكِ إخباري آنستي.." إبتسامةٌ بسيطة إستكانَت علي شفتيها لتُزيدها لُطفاً، فأومأت إليها لترحل وتجُرّ الباب خلفها.

لم تمُر ثوانٍ إلا ووجدتُ شابةً -أصغر منها سنّاً- تدفع الباب بقدمها لتدفَع الطاولة المُتحرّكة أمامها والتي تحمِلُ أطباقاً مليئة بالأطعمة فوقها.

بَدَت الفتاة لطيفة بتلك التنورة القصيرة وذيل الحصان القصير.

"صباح الخير!" إبتسمت بخفّة بينما توقِف الطاولة ذات العجلات أمام سريري، فرددتُ لها التحيّة بالإبتسامة ذاتها.

"سيدة هورآن، عليكِ تناول فطوركِ كله لأنها تُعتبر أهم وجبة وهي التي تجعل جسدكِ يتحمّل العلاج، وكما أخبركِ الطبيب فالعلاج يتطلّب عزيمة قوية وإعتراف بالمرض وجسد سليم، ويتغيّر الفطور يوميّاً ولكن البيض أمر ضروري لا نقوم بتغييره، وبالمناسبة انا كريستينا.." إبتسمت بنهاية حديثها لتُشبّك يديها وتقف مُستقيمة.

"شكراً جزيلاً لكِ، ولكن-.. سيدة هورآن؟" رفعت إحدي حاجباي مُتعجّبة، ثم قهقهت بخفّة لأضع يداي علي وجهي وتبدأ ضحكات صغيرة بالخروج من فمي.

"أجل! سيد هورآن أخبرني بذلك.." إبتسمَت مُجدداً، فقهقهتُ قائلة "حسناً، شُكراً لكِ!"

إبتلعتُ ملعقة من الحساء ففُتِحَت شهيّتي أكثر، ثم رفعت عيناي إلي كريستينا التي لازالت واقِفة.. وأردفت "الطعام جيّد كريستينا، جيد صدقيني، لِمَ لا تتحرّكين؟" 

"هذه هي الأوامر، لا يمكنني المغادرة إلا حين آخُذ الطاولة فارغةً معي."

رفعتُ حاجباي بدهشة.. ثم تنهّدت لأتناول بقيّة الوجبة، بطريقةٍ ما لم أعُد أشعُر بمذاق الطعام في فمي.. وكأنّي فقدت حاسة التذوق، هل لأني جائعة؟! أم هذه إحدي الآثار الجانبية المزعجة؟

Little Bad GirlOn viuen les histories. Descobreix ara