Chapter 24.✔

661 83 282
                                    

أخذتُ أُحرِّك قدماي بتوتُّر، وسحبتُ خصلات شعري للخلف كي أتنفّس بشكلٍ أفضَل، شعرتُ بأنّ أضواء المعمَل تُفقِدني بصري، ورائحة المكان الغريبة وهدوءه وبرودة هواءه يُصيبوني بالإعياء..

جائت المُمرّضة لتُشير بيدها قائلة "آنِسة جوميز يُمكنكِ الدخول، نتيجة الفحص مَع الطبيب بالداخل!"

"شُكراً لكِ!" إبتسمتُ بإمتنان بينما أترُك مقعدي عائِدة لمكتب الطَبيب، دلفتُ مع والداي لأراه يُمسِك بورقةٍ ما -تبدو انّها نتيجة الفحص- ورفع عينيه ليُقابِلا خاصتاي فيترُك الورقة بهدوءٍ مُربِك ويُشير إلينا بالجلوس.

"هل هُناك خطبٌ ما؟" عقدتُ أصابع يداي ببعضها البَعض ووضعتها علي حقيبتي فَوق حِجري، بينما أُطالِع الورقة المُستَكينة علي المكتَب.. مُستكينةٌ هي وهائِجةٌ أنا!

"للأسف، كما توقعت!" إنتشَلني مِن أفكاري مُتنهِّداً، فقطبتُ حاجباي بعدمِ فِهم.

"لم يكُن دواءً.. ولسوء الحظ واظبطتِ علي أخذِه لفترةٍ طويلة، نتائجُ الفحصِ تقول أنّكِ تتعاطين الممنوعات."

"الممنوعات؟!" هذا ما خرج من بَين شفتاي بدهشة، نظرتُ لأبي واقِعة في شباك حيرَتي التي بدأت تلتهِم تلافيف عقلي، ودون شعور غرق جفناي في الدموع التي أخذت تتأرجَح رافِضة النزول.. لتحرقني لفترةٍ أطوَل.

"هذا مُستحيل يا رَفيقي، سيلينا لن تفعل هذا أبداً.." حاوَل والدي أن يتمالك أعصابه، لكن التوتُّر كان بادٍ عليه.

"رُبما بغير إرادتها! بالتأكيد هي لم تكُن تعرف أن العُلبة كان بداخلها المُخدّرات!" حدّثهُ الطبيب بتأثُّرٍ بينما يعبث بقلمه، هَمّ والدي بالوقوف ليوميء قائلاً "شُكراً لك كول."

"سيلينا؟" نظر لي ليُذكِّرني بأننا راحِلون، نظرتُ إليهما لوهلة.. ثُم أعدتُ بصري للطبيب قائلة "معذرةً سيدي، ولكن كيف سأتعالَج؟"

"عليكِ الذهاب إلي مصحّة لعلاج الإدمان يا إبنتي."

هُنا سقطت الدِمعة التي حاربت كثيراً لإبقائها خَلف أسوار مُقلتاي، نهضت لأُكفكِف دموعي وأخطو خطواتي للخارج، كان الخبر صادِماً لجميعنا.. فلم يتفوّه أحدنا بحرفٍ واحد أثناء عودتنا للمنزل.

مصحّة؟ 

لقد إنتهي أمرِي.

>>>>>>>>>>>>

التِلفاز مُشتعِل ورغم صوته العالي إلّا أن لا أحد يسمعه، جميعنا جالسين علي الأريكة التي تُقابِلُه في حين أنّ كُل منّا شارِدٌ في أفكارِه التي تضاربَت لتصنع زحاماً شَديداً وفوضةً عارِمة داخل عقولنا، وسؤالٌ واحِد يدورُ في ذهني ليستفزّ جهلي بالإجابة.. كيف حدث هذا كله دون أن أشعُر حتّي؟

Little Bad GirlWhere stories live. Discover now