Chapter 2. ✔

2.1K 196 101
                                    

"إحذِر المفاجأه، چاك!" هتفت إيفا بحماسٍ مُفتعَل.

"ماذا؟" هفّ بملل لينظُر إليها من خلال مِرآة السيّارة.

وعادت هي تتحدّث بنبرتها الحماسيّة "سيأتي صديقنا غداً ويُقيم معنا بالمنزل."
"لا أتذكر..من هو؟" عقد چاك حاجبيه مُستَذكِراً.

"صديقنا يا جاك!" أدارت إيفا عينيها بنفاذِ صَبر، فإبتسم جاك ليُدرِك الأمر ويُجاريها "أجل لقد تذكّرت! أنا مُتحمِّس لرؤيته قريباً.." 
"وأنا أيضاً.." بادَلتهُ الإبتسام ثُم أكملا حديثهما في موضوعٍ آخر.

أنا أسمعهما، ولكنني لا أقوي علي التركيز فيمَ يقولونَهُ، فعينيه لَم تترُك لي مجالاً لِأُفكِّر في شيءٍ آخَر!

نحنُ نًقصِدُ طريقنا للعودَة، إنقسمنا لنركب سيارتين، أنا وجاك وإيفا وسام بسيّارة جاك، والبقيّة في السيارة الأخري خلفنا، وأستنِدُ بيدي علي نافذة السيّارة بينما أُشاهِد المارَة في الشارع، أتذكّرُ الطريقة التي نَظَرَ إليّ بها! كَم كانت مُختلِفة... وإبتسامتهُ العذبة التي إحتلّت ثغره مُنذُ أن بدأنا نرقص! وكلامه الآخّاذ.. تباً جميع أفكاري تَحومُ حَوله!

"لم أعلم أنكِ تُجيدين الرَقص لهذة الدرجة!" إبتسم بينما يلفّني لأبتسِم أنا أيضاً، أحطتُ عنقه بيداي لأقول ببساطة "أنت لا تعلم شيئاً عنّي"

"أنتِ مُحقّة.." أطلق ضحكة خفيفة لأبتسِم بإتساع لسماعها.. فهي كانت رقيقة كألحانِ الموسيقي، الموسيقي التي توقّفت الآن لأُلاحِظ وجود بشرٍ غيرنا بهذا المكان حين صفّقوا! نظرتُ لهذا الغريب بينما كِلانا يُحاوِل إلتقاط أنفاسه.

أحاط وجهي بيديه ليصنع تواصُلاً بصريّاً معي! ولا يوجد فيما بيننا مسافة تُذكر..

"كُل ما أعرفه عنكِ هو أنّكِ يجب أن تُغادري ذلك البار سريعاً، أنتِ تُذيبين كُل الثلج هُنا!" 

تجمّدتُ بمكاني لتتسارع نبضات قلبي وكأنها في سباق، حين أكمَل هامِساً "أنتِ ساخنة.."

وذهب بعيداً بعد أن إبتعدنا سويّاً عن ساحة الرقص، بينما أنا إسترقت النظر إليه وهو يرحل ليختفي بين الحشود تحت أنظاري الحائِرة.. وكلماتهُ تتردّدُ في عقلي...

أنقذتني وَخزَة إيفا الخفيفة علي ذراعي من غَرَقي في أحداثِ الليلة، لأنظُر إليها وأبتسِم بخفّة بينما أتسائَل "ألازلتُم تتحدّثون عن صديقكُم؟"

توسّعت عينيها وهي تنظر إليّ ثم خرّت ضاحِكة بصخبٍ "لا يا فتاة! لقد كان ذلك حديثنا منذُ ساعة، نحنُ الآن نتحدّث عنكِ أنتِ والوَسيم في البار.."

كِدتُ أن أومئ إليها بعدم إكتراث، ثُم ركّزت بما قالته لأفرِج عن توتُّري "ماذا؟ أيُ وَسيم؟"

"الراقِص البارِع... يبدو أنكِ تُفكّرين به!" سخرت لأُدير عيناي وأتنهّد، أسندتُ رأسي علي النافذة لأُتمتم "أنا حتي لم أعرِف إسمه!"

>>>>>>>>>>>>>>

"ماذا تفعل؟ لنتوجّه نحو منزلنا يا رَجُل!" وجّهت كلامي إلي جاك الذي أوقف مُحرِّك سيارته أمام منزلي، نحنُ جميعاً نمتلِكُ منزلاً لنا، نجتمع فيه سويّاً ونبيت فيه معاً في كثيرٍ من الأحيان، وحقيقةً لم أرغب في العودة إلي منزلي ..

"أيُ منزِل؟" ردّ سام لألتفت إليه، هو يجلس بجانب إيفا التي تجلس بجواري، وتنام علي كتفه.. بينما هو عينيه تكاد تكون مفتوحَتَين لشدّة ثمالته.

"لم أكُن أعلم أن النبيذ قد يجعل الشخص بلا ذاكرة!" سخرت عاقدةً ذراعاي أسفل صدري ليُقهقه جاك ويُرافقه سام، فقُلت بحدّة "أنا جادة!"

"وأنا سام." إبتسم ولم يتمالَك نفسه أكثر حتي إنفجر ضاحكاً، لينفجر معه جاك الذي بدأ بالقيادة نحو منزلنا كما طلبت.

حاولت السيطرة علي ضحكتي وإكتفيت بالإبتسام، فصاح سام "لقد ضحكتِ!"

"لا، لم أفعل! أنت الأسخف علي الإطلاق.." أخرجت لِساني مُمازِحة، فقابلني سام بنظراته القاتلة بينما جاك تنهّد قائلاً "أستطيع التخلُّص منكما أنتُما الإثنين بإلقائكما في إحدي الطُرُقات المُظلمة، وَمِن ثُمّ أعود للمنزل وَحدي."

ضيّقتُ عيناي بينما أُحدِّقُ بجاك مُستهزءةً بِه، فنظر لي عبر المِرآة ليقهقه، ثُم خيَّم الصمت علي الأجواء.

عُدت بجسدي الي الخلف حتي لمس ظهري المقعد، وأرجَعت رأسي للوراء وأغلقت عيناي، أشعُرُ بالدوار قليلاً.

<<<<<<<<<<<<<<<<<

شعرتُ بأنني أقَعُ في بئرٍ ليس له نهاية! ففتحتُ عيناي لأشهق في محاولةٍ مِنّي لإستِنشاق الهواء!

لابُد أنهُ حِلمٌ مُزعِج.

وجدتُ جميع مَن حَولي يُقهقهون، بينما وجدت جاك مُمسِكٌ بي ويتمالكُ نفسه من الضحك، نظرت حولي لأستوعب أننا في منزلنا الآن! ثُم أدركت أن جاك من جعلني أستيقظ من نومي بفزع... 

"أيُها الأحمق!"

هدأتُ نفسي لتنتظِم أنفاسي، وهو قهقه ثُم صاح مُفتعلاً الغضب "لقد حملتُكِ ووضعتكِ علي الأريكة، ليس ذنبي أنَّكِ ثقيلة!" 

"أتَقصِدُ بأنني سَمينة؟!" حرَّكَ رأسَهُ بإستنكار، ونهضت كي أرُد عليه فأمسكتني آشلي التي كانت تجلس بجانبي لِتُجلِسني بجانبها مجدداً قائلة من بين ضحكاتها "لا عَليكِ، هدّئي من روعكِ!"

"من الافضل ان تشكريني بدلاً من توبيخي، كان بإمكاني ترككِ تنامين في سيارتي حتي الصباح!" تحدّث بإزدراء، نفضتُ يدي من آشلي لأنهض وأضع يداي علي خصري بينما أقول "إذاً.. لن أُعِد لَكَ الكَعك المُحلّي لِمُدّة إسبوعين، حتي تعرف مع من تتحدّث!"

"لا أهتم.." حرّك يديه في عدم مُبالاة، فرفعتُ إحدي حاجباي.

"أنتِ لا تتحدثين بجديّة، أليس كذلك؟" بزغَت عينيه بصدمة، فحينها أعلنتُ إنتصاري بإطلاقي لضحكةٍ صاخِبة.

أدار جاك عينيه فذهبت إليه لأُلطِّف الأجواء قليلاً، ثُم إنصرف كُلٌ مِنّا لغرفته، لنغط في نومٍ عميق.

________________

رأيكم لغاية دلوقتي ؟

Little Bad GirlWhere stories live. Discover now