Chapter 25.✔

795 92 155
                                    

"ما رأيكِ بأن ندخُل المقهي؟" سألني هامِساً بمزاح لأضحك، وجففت دموعي لأتشبّث بذراعه وندلف للداخل.

جلسنا علي الطاولة المُجاوِرة لجدار المقهي الزُجاجيّ، الموقع المُميّز والمُحبّب إلي قلبي.

جائَت نادِلة لطيفة لأخذ طلبنا، وحدّق نايل بي مُنتظِراً إجابتي، وبعد تفكيرٍ طويل قد تجنّبتُ طلب القهوة تماماً.. وإكتفيت بمشروبٍ غازيّ رغم إحتياجي الشديد للكافيين.

طلب نايل الكابتشينو، فشعرتُ بأنّه يعذّبني.

لم أشعُر بعيناي تُطلِق الشرار نحوه، إلّا فور أن قهقه..

طارَ ذهني بعيداً، أخذتُ أصنع دوائِر وهميّة علي الطاولة بينما أُفكِّر في كَيف خُدِعت بكلّ سهولة.. وكيف أدمنت الدواء وأصبحت أتناوله مع كُلّ ألم بسيط يُراودني دون أن أشعُر.. لازلت لا أصدّق ما يحدُث! وكأنني في كابوسٍ مُزعِج، لا أستطيع الإستيقاظ مِنهُ.

هل أُخبِر نايل بِما إكتشفته مؤخراً؟

قاطَع أفكاري المُتناقِضة بقوله "إذاً، ما الذي يملأ رأس حُلوَتي ويجعلها تائهة لهذا الحَد؟"

إبتسمت بخفّة، وحرّكت رأسي نافية.. فأردَف "هيا! لن أُكرِّر سؤالي." وأمسَك بيدي ليوقِفها عن صُنع الدوائر، ليقبِض عليها بخفّة قائلاً "سيلين، يُمكنكِ إخباري!"

حسمتُ الأمر بتنهيدةٍ أفرجَت عن الألم الذي إستعمَر روحي، وتحاشيتُ النظر بمُقلتيه قائلة "سوف أذهب لمصحّةٍ لعلاج الإدمان."

رفعتُ عيناي لتعطُّشي لرؤية ردّة فعله، هل سيفزَع؟ سيتمسّك بي؟ سيبتعد عنّي؟ أحتاجُ لمعرفة الإجابة..

"كيف حدث ذلك؟" تلاشَت إبتسامتهُ المُطمئِنة لتحلّ محلّها ملامحه القلقة وإضطرابه المَلحوظ، طأطأتُ رأسي هامِسة "وُضِعت لي المُخدّرات خلسة في الدواء الذي كنت أتناوله، وكذلك فيما أتناوله يوميّاً.."

إبتسمت بتوتُّر، وراقبته يُمسِك بيدي الاخري -كذلك- ليُرسِل لي الدِفء والأمان بنظراته العَميقة، وتنهّد هامِساً "سيلين.." ليستأنِف مُبتسِماً "أنا هُنا لأجلكِ، ولن أتخلّي عنكِ.. حتي وإن كُنتِ مُدمِنة!"

بادرَت الإبتسامة في السيطرة علي شفتاي فور سماع كلماته، لكنّها إختفت نهائياً فور سماعي لآخر كلمة.. مُدمِنة!

إبتسمت بسُخرية لأحدّق في الأرضية مُطأطأة الرأس، فتسللت يده حتي وصلت لذقني ليرفع وجهي إليه.. فلاحَظ عيناي المُترغرِغتَين بالدموع.

مسحت دموعي سريعاً، وهو تحدّث بتوتُّرٍ يَشوب نبرته "هل. ضايقتكِ؟ أنا آسِف، ما قُلته كان غبيّاً، لم أقصِد-.."

وضعتُ إصبعي علي فمه، وقبل أن أنطِق بأيّ حرف.. كان قد قبّل إصبعي بخفّة، وأنساني ما كُنت علي وشك قوله.. جاعِلاً إيّاي أضحك رغم الدموع التي جفّت علي وجهي.

Little Bad GirlWhere stories live. Discover now