Chapter 1

530 27 4
                                    

  

استيقظْتُ عَلى رنين المنَبه ، غَسلتُ وجهي و
نظفتُ أَسناني ، سَرّحتُ شعري الطَويل الّذي ينسَدل على طول ظهري ، لَبستُ الزّي المدرَسي بالإِضافة إلى نظارتي الطبية وَ اتَجهتُ لِلمَطبخ بَحثاً عَن فنجاني المفضلّ لشرب قهوتي بعدما حَضرّت الخبز المحمص مع قليل مِن الزّبدة
" لَقد تَجهزتي نينا ، سندرا تنتظرك بالخارج " قالت أُمي ثُمّ أَكملت " سأوصل إِخوتكِ إلى المَدرسة ، لن أَستطيع أَن أخذك لَقد تأخرتُ عَن العمل فلتقفلي جيداً  " لَوّحت بيدها

يا إِلهي! هذا جَيّد لن أُجالسهم داخل السّيارة ، لَدي ثلاثة إِخوة صغار ، فَتى يبلغ من العمر العاشِرة يسمى جاد ، و فتاتان هما : كيت و تبلغ خمس سنوات ، و تينا و تبلغ سبعَ سنوات

أَتعلَمون ما أَكثر شيء أَكرهه في هذه الحياة ؟ الأَطفال ! هذه المَخلوقات الصغيرة الطفيلية الّتي تتسلسل و تملأ المَكان بضجيجها ! أَكرهُهم

ارتديت حذائِي وَ خرجت بَحثاً عَن سندرا الّتي لَم أجدها
" سندرا أَيتها الحمقاء ! أين أَنتي ؟ سَنَتأخر ع.." صرختُ وَ أنا متوترة

قَفزت سندرا لتمسكَ شعري و رأسي ثمّ تقيدها بذراعِها ، لَقد قَضَت عَلى تسريحة شعري

" صباح الخير لَكِ أيضاً نينا " قالت سندرا وَهي ممسكة برأسي بقوة

" أَيتها الملعونة الفأرة الصفراء أُتركي شعري ! فقط لا تلمسيه " صَرخت

" حَسناً ، لِم لَم تهاتِفيني ؟ لَقد اتصلت كثيراً !"

"لَقد كان صامتاً ، آسفة "

تركنا بعض ثُمّ نظرت سندرا  للساعة " اللعنة ، لدينا درس كيمياء لم يتبقى سوى سبع دقائق "

" ماذا ! يا إلهي فلنجري بسرعة "

بدأنا بالجري و أَصبحت حالتنا مأساوية فِعلاً لقد وقعت سندرا على الأرض ثُمّ نهضت ، ضحكتُ قليلاً ثمّ أَكملت ركضي حتى وصلنا للمدرسة ، صفنا بالطابق الثاني ، صَعدنا الدّرج و إذا بي أَقع أَيضاً

" رِجلي ! لما وضعوا هذا الدّرج هنا ! إِنهم مجانين " صرخت بتأوه

" حتى تصعدي عَليه أيتها المعتوهة " سخرت سندرا بصوت عالي

نظرنا خَلفنا لنرى مصدر صوت الكعب الّذي يرتد في الممرات ، إِنه صوت كَعب معلمة الكيمياء

" يا إلهي فلتنهضي نينا ! أَرجوكِ لا أريد أن أقف في العراء بساحة المدرسة الخلفية ! " ترّجتني سندرا

" حسناً ، اسحبيني " مَددتُ يدي فأَمسكتها بقوة و صعدنا بسرعة البرق لِلصّف نلهث مثل قومٍ قد هربوا مِنَ الثيران الهائجة و بِكلمة الثيران لا أَقصدُ سوى شخص واحد - المعلمة خلفنا -

" رائع لقد نجونا بأعجوبة ! حمداً لله " صَرخنا بصوت منخفض وَ حضَنّا بعض ، هرولنا إلى كلا طاولاتنا ، ثُمّ دخلت المُعلمة دون إلقاء التَحيّة

" الواجِبات عَلى الدّروج ، الآن ! " صرخت

" نينا ، يا إلهي لقد نسيته !" همست سندرا مرعوبة ، بالطّبع ستكون كذلك لأن نهايتها ستكون بإهانتها أمام كُل المَدرسة

أَخرجتُ واجبي و رأَته المعلمة ، ثُمّ جاء دور سندرا

" سندرا ، أَين واجِبك ؟ " نظرت المعلمة لِسندرا بنظراتها الحادّة الّتي شَلت الجَميع

" أَنا .. ل ..لقد " بدأت سندرا بالتأتأة

" آنسة جاكسون ، لقد نَسيت سندرا وظيفتها معي ليلة أمس " كذبت بعدما أَخرجت مِسوَدة واجبي ، سلمتها إياه ، ثُمّ عندما التفت ، حينها بدأَت سندرا بشكري على الطَريقة اليابانية - الإنحناء- ، فالهِندية - و بدأت قبلاتها تطير في الهواء لتصلني ، يا لها مِن فتاة !

نعم سندرا الصّديقة الوحيدة الّتي أملكها ، نعرف بعضنا مُنذ أن جِئنا إلى هَذا العالم

نحن أصدِقاء حتى النّخاع ، عائلاتنا أَصدقاء و هذا ما قوّى علاقتنا لنصبحَ كالشقيقات الّواتي لا يفترقن
بالرّغم مِن الفوارِق بالإِهتمامات و الشَّخصيات بيننا ما زلنا أَصدقاء ، أَنا فتاة هادِئة و صامتة وَهي ليست كذلك ، أَنا أحب الدّراسة و العِلم و لا تهمني المظاهر  أما هِيَ الحفلات و الموسيقى و المكياج ، هي إجتماعية و أَنا لستُ بقدرها ، إختلاف السّماء و الأرض صحيح ؟ الجَميع يتفاجأ حينَ يعلمون بصداقَتنا و دائماً هُم فضوليّون خَلفَ ذلك

A Little Hope | القليل من الأملWhere stories live. Discover now