Chapter 3

178 18 5
                                    

" لِنذهب للتَسوّق ! " قالت ساندرا بِلهفة

" لا أُريد تضييع وقتي الثّمين سندرا ، لقد وَصلني هذا الكتاب البارِحة ، لن أستطيع النّوم إذا لَم أُنهيه! لَقد انتظرتُه لِمدّة شهريْن " اتكأتُ على وسادةِ سريري

" أَنتي وَ كتبِكِ السّخيفة ! عليكِ أَن تتجولي قَليلاً ! أُراهنُ أنّكِ ستصابين بِمرض التّوحد قبلَ أَن تَصِلي العشرين " كتفت يَديها وَدفعت شَعرها كما تفعل عادَةً

دَخلت أُمّي الغُرفة بِدون طرق الباب حتى ، نَظرت لي مِن الأَعلى ، ثُمَّ اتجهت عيناها لِسندرا الّتي تبدو غاضِبة

" مَاذا يحدث ؟ " قالت أُمّي وَ نظراتها معلّقة بَيني و َ بين سندرا

" أُريد أَن أُخبرَكِ شيء ما ! ابنتكِ العزيزة تريد تَجنبي لأَجل هَذا الكتاب السّخيف ، لَو كنتُ أُمها لَضجرتُ مِنها وَ وضعتها أَمام إحدى ملجأ الأَيتام " ثُمَّ أشارت بِاتجاهي

" لا تهيني كِتابي " قلتُ بعدما قَطبتُ حاجبيّ

" نينا عَزيزتي ، عليكِ أَن تخرجي قَليلاً وَ تستنشقي بعض الهواء الُمنعش  ، أَنتي تجلسين في هِذه الغرفة منذُ أيام ، هذا ليسَ صحيّاً ، ستصابين .. " بدأت أُمّي بِبدأ محاضرتها

" بالتّوحد " أَكملت ساندرا جملةَ أُمّي

" بالضّبط " أَكملت أُمّي

" حَسَناً " قُلتُ بِضجر

" رائع ، فلتغيري هذه الملابِس الشّبابيّة و لتأتي " قالت سندرا بعدما أَغلقت الباب بِقوّة

أَحياناً أَشعرُ بأنَّ سندرا إبنة أُمّي ، وَ أنّني لستُ كذلك .

تنهدتُ ثُمّ فكرت ' لِمَ قَبلتُ الذّهاب ' .. لأَنّني أدرك أَنّ سندرا ستبقى فوقَ رأسي تزعجني بِتهديداتها الفَظيعة ، لا أستطيع مَحوَ تلكَ اللحظة حينَ مَزّقت إحدى رواياتي أمامَ عيّني !
أَمامَ عَيّنيّ
أُكرّرُ ذَلك
أَمام عَيّنيّ هاتان !

- بعد ساعة -

أَجلسُ على هذهِ الكنبة مُنذُ ساعة وَ أَنا أنظر لهذه السّاعة القَبيحة! فَقط لأَنتظر مصفّف الشّعر إنهاء شَعر سندرا ؛ الّتي منعتني أَن أنظر لَها حتى تنتهي ثُمّ أرى ' النّتيجة النّهائية '

وَ الآن فلتستديري

صرخت ساندرا في أُذني مِن الخلف ، مِمّا جعلني أتهيّج غضباً ، لِماذا ؟ لأنّني أَكره الأَصوات الصّاخبة ! وَ أكره شعور أَن يهمسَ أَحدهم في أُذني ، فيدخل الهواء المليء بالميكروبات داخلها ! فكيفَ لو يَصرخ ! وَ يجعلها مزرعة ميكروبات وَ بكتيريا

" لا تَنظري لي هكذا ! أنا أَتحدث مَعكِ منذ أَكثر مِن خمس دقائِق وَ أَنتِ غارِقة بأفكاركِ ، الّتي تبدو لي أَنّها تَتضمن شاب وسيم قَد سَرقَ قَلبكِ الميت ! "

" لا تَتكلّمي معي بِهذه الهُراء ! تعلمين أَنّني أَكره الحديث عن هذا الوهم الّذي تدعونه رومنسية ! يا إلهي هذا مقرف ، أتعلمين ؟!"

" هههه ، أضحكتني . الآن توقفي عن التحدث وَ التّنفس ، كَيفَ يبدو مَظهَري الجديد ؟ " نَظرت لي بأَعينها الّتي ستخرج مِن جمجمتها في أيّة لَحظة

ابتسمتُ لرؤية التّغيّر الكبير بِمظهرها " تبدين فاتِنة "

" فَقط ؟ "

" لا ، هذا اللون يجعلكِ تبدين في الثلاثين مِن العمر " ضحكتُ بِسخف

" ماذا ؟ " قالت سندرا بعدما اختفت ابتسامتها بِسرعة البرق

" لا تعبسي ، فقط مَزحة صغيرة ، إِنّه جميل جدّاً لِدرجة أَنّه يبدو طبيعيّاً و رائِعاً ، سيعجب برودلي بالتّأكيد "

برودلي هُوَ حبيبُ سندرا مُنذُ سَنة وَ نِصف ، لَقد التَقيا في النّادي الرّياضي ، وَ قامَ بِعرض إيصالها لبيتها بِسبب المَطر الشّديد ثُمّ أصبحا معاً بعدَ اللقاءات الّتي كانَ القدر يُقررها ، أُأكدّ لكم أَنّه أَلطف فَتى وَ الأَكثر كوميديّة في مَدرَسته كما سَمعت

أَنا وَ سندرا نرتاد مدرسة للفتيات فَقط ، أَيّ لا يوجد أَثر لأي فتى هنا ، حَمداً لِله

أَنا فَقط أكرههم ، لماذا؟ لأَنهم متعجرفون وَ مستغلين ، التّلاعب بِقلوب الفَتيات لَيسَ أَمراً مُمتعاً ! كذلك تحطيمهم ، التَّراهن على مواعدة تلكَ الفتاة أَو أُخرى

لَقد وَصلتُ البيت بَعدَما تَم إحراجي بالكامل مِن قِبل تلك الفتاة المَجنونة -سندرا- ، لَقد أَعجبها فستان وردي اللون ، إِنّه طفوليّ نوعاً ما

لَم يلائمها لِذا قرّرت أَنّني يجب أَن أقوم بِشرائه لي، لأنها لا تريد أَن تراه على أَحد لا تعرفه وَ تتحسر على عدم شرائِه

أَنا لا أفهم هذِه الفتاة بتاتاً !

وَ قمتُ بِشراء بَعض الملابِس الشّبابيّة بالطّبع ! جاكيت أسود جلديّ ، بلوز واسع ذا لون أَسود وَ رمادي ، وَ حذاء رياضيّ أسود ، بِالإضافة لِبعض الملابِس الّتي وَجدتها في الكيس ! إِنّها ليست سيئة وَ لكنّها أَصغر بِنمرة !

خلعتُ ملابسي وَ ارتديتُ ملابسي النّوم ، وَ اتجهتُ لسريري أَنا وَ كتابي الّذي لَم أُكمل قراءته لِلأسف .

يبدو أَنّ أَمامي لَيلة طويلة

A Little Hope | القليل من الأملUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum