رُبما لِأَنّني بَقيت صَامتة عَلى المائدة أَكثر مِن عَشر دَقائق لَاحظ وَالدّي ذَلك، فَفي العادة أَنا الفَتاة الَّتي تَتكلم كَثيراً، وَ غَالباً يُطلقون عَليّ لَقب ثَرثارة، وَ بِهم أَقصد عائِلتي وَ سَندرا، رُبما الجَميع لَن يُصدّق ذَلك، لِأَنّني بِبساطة لا أَتكلم مَع الغُرباء، وَ لا أَبدأ مِحادثاتي إِلا بِكلمات عَلى قَدر السّؤال، وَ لإنّني بِبساطة أَكره النّاس الَّذين فُضولهم يَقتلهم لِمعرفة كَم نُمرة البلوز الَّتي أَرتديها، نَعم لَم تُخطئوا بِالقراءة! لَقد فَعلت ذَلك إِمرأة بِبداية أَربعينياتها فِي مَحل لِلملابس، حَتى أَنا لا أَعلم مَا الَّذي قَاد مُحادثتنا إِلى ذَلك.. أَقصد مُحادثَتها!!
" أَهُنالك ما يَحصل مَعك، نينا؟" قَالت أُمّي وَ هِي تَضع شَوكة الطّعام جانِباً
" ممم لا، لِمَ تَعتقدين ذَلك؟" قُلت
" أَنتِ لَا تَتكلمين كَالعادة، بِالإِضافة أِنتِ لا تَتناولين طَعامك، هَذا غَريب وَ كافٍ بِرأيّي " قَالت أُمّي مُحدّقة بِي
" لا، لا شيء.. تَعلمين المَدرسة.. الحَياة.. "
" مُتأكدة؟" قَالت أُمي
" نَعم؟ عَلى ما أَعتقد.." قُلت وَ أَنا أَتهرب مِن نَظراتها
" اتركيها عَزيزتي، إِن أَرادت إِخبارنا بِالتّأكيد سَتفعل" قَالَ أَبي مُلامساً كَتف أُمّي، مَلامحه يَكسوها التَّعب
" حَسناً" قَالت ثُمّ بَدأت بوضع الطّعام بِصحن جان
" لا أُريد أَن آكل الفاصوليا! أَنا أكره الفاصوليا، أُمّي إِنها خضراء" قالَ وَ هوَ يضرب الطّاولة بِالشوكة و الملعقة
" هَذا لَيسَ قَرارك، سَتتناول الطّعام الآن! سَتأكل كلّ شيء بِدون تَذّمر، وَ إلا لَن تَخرج لِلعب اليوم" قَال أبي وَ يحدّق بِه بِطريقة مُخيفة، صَمت وَ أكل وَ هوَ يأكل بِتقزّز
CZYTASZ
A Little Hope | القليل من الأمل
Dla nastolatkówكُنّا مَعاً مُنذُ وِلادتنا، لا أَذكر يَوماً مَضى بِدونها، لكنّها مَن اختارت الغَدر بي بِأَنانيّة، وَ أَنا كُنت غَبيّة لِأَنطق ما حَاولتُ إخفاءه وَ دَمرّتُ ما بَنته عَائلتي " تَكلّمي نينا! " " لا أَستطيع! إِنّه سِرّ" . . " عِديني أَنّك لَن تُخبري أ...
