الفصل الثالث والأربعون.

6.2K 402 150
                                    


-
تعرفت على الشخصين سريعاً، شهقت واضعة يدي على فمي، الدموع بدأت تشق طريقها على وجنتيّ، اشعر بأنني سأسقط في أيّ لحظة من الصدمة.

"ج-جيلينا؟"

لا اصدّق، إنها عمّتي، جيلينا! ويقف بجانبها جون، انا لا اصدّق عيناي!.

نظرت لها والدموع تنهمر على خداي دون توقف، عندما تقابلت عيناها بخاصتي، ادارت عينيها وتأففت، لقد تغيرت كثيراً، اصبحت التجاعيد تملأ وجهها الضعيف.

يد هاري امسكت بكتفي وهو يقودني لأتقدّم نحوها، لم استطع ان اتحكم بنفسي اكثر، شهقاتي بدأت تتعالى كلما إقتربنا منها، وضعت يدي حول فمي في محاولة فاشلة للتوقف عن البكاء.

عندها فوراً، موجة الذكريات القديمة تسربت امامي.

جيلينا، أخت والدي المتوفيّ، كانت اكبر من والدي مما جعلها المتحكمة على كل العائلة، كانت تتدخل في امور الجميع وكأنها والدتنا ليست اخت والدي.

منذ صغري وهي تعاملني معاملة سيئة لسبب لا يذكر، كوني الطفلة الوحيدة لوالداي، لقد تمنّت ان اكون ولداً، الجميع تمنى ذلك بما فيهم والدي ووالدتي، لقد تعرضت والدتي لحادث مما جعل إمكانية الحمل ضئيلة، لهذا فضّل والداي ان يحضوا بولدٍ ليعاون والدي بالشركة.

الجميع كان سعيداً بخبر الحمل، من بينهم جيلينا، لكن عند وصول التحاليل، إنقلب الوضع، الأقلية منهم من رضى كوني فتاة، والأغلبية من غضب وشعر بالكره تجاهي دون اي سبب، ومنهم جيلينا، لكن والدي رضى بالأمر الواقع، بل وإنه احبّني اكثر من اي شخص آخر بالعائلة، مماجعل جيلينا تكرهني اكثر واكثر، حاول والداي الإنجاب مجدداً لكن دون فائدة، مما جعل والدتي تفقد الأمل، وبدأت تكرهني مع الوقت، حتى وصلت لسن الخامسة، قررت والدتي الرحيل، لم تحتمل كون والدي يحبني ويدافع عني، حتى انه كان يقف ضدها، وهذا كان دافعاً اقوى لجعل كرهي امرٌ سهل.

في يوم رحيلها، كانت جيلينا موجودة لتواسي والدي الذي مرض بعد رحيلها، لكنني لم اعرف ماهو المرض، لم اكن اهتم حينها سوى بألعابي. في يومها عندما خرجَت من غرفة والدي، كنت العب بدميتي المفضلة، لم اكن اعي شيئاً، لم ادرك بعد معنى الرحيل ، لقد كنت بالخامسة!، حينها توجهت نحوي ودون سابق إنذار، سحبت دميتي من يدي وقامت برميها في سلة القمامة والغضب واضح عليها.

"بسببك! بسببكِ انتي قد مرض والدك! قد رحلت امك ، انتي السبب في دمار عائلتك بنفسك! إنظري لحال والدك الآن! إنه في حالة سيئة بينما انتِ تلعبين بدميتك السخيفة! تذكري دوماً انكِ عار على هذه العائلة، لن نعترف بكِ مهما طال الزمن، اتسمعينني؟!".

صرخت علي وهي تدفعني لأسقط من السلالم، وبطبيعه الأطفال، قمت بالبكاء لشدة الألم، فقد سقط على رأسي من اعلى السلالم!.

الجانبُ الآخر.Where stories live. Discover now