الفصل الثاني والأربعون.

6.2K 423 229
                                    


-

مر أسبوعين منذ ان حصل كل شيء، كانت فترة روتينية، قضيناها بين العمل والجامعة ثم إلى المنزل، لكن بين الحين و الآخر كان زين يزورنا ثم يذهب.

بدأت فترة الإختبارات بالجامعة، لذا كان التوفيق بينها وبين العمل امرٌ شاقّ.

لا شيء آخر جديد بيني وبين هاري سوى ان علاقتنا اصبحت اقوى، رؤيته اصبحت عادة يومية بالنسبة لي.

كان هاري يجري مكالماته بين كل فترة و اخرى، احياناً كان يبدو لي انه علم شيئاً جديداً، عندما ابدأ بفتح الموضوع يقلب الأمور لندخل في موضوعٍ آخر، وهذا ماجعلني قلقة، حتى انه بالآونة الأخيرة، اصبحت فترات غيابه اطول، بالعادة كان ينتهي من عمله ليأتي ويقلّني إلى المنزل، اما الآن اصبح زين هو من يوصلني إلى المنزل، وعندما اصل للمنزل يعود هاري بعدي بساعة او اكثر.

لم ارد ان اتدخل بحياته وبشأن عمله، لكنني احياناً اودّ ان اسأله مالذي يجري معه، وبالوقت ذاته لا اريد ان اكون حبيبه متدخلة.

رغم ذلك، كان يقول لي انه يحبني كل يوم، يقبّلني بين الحين والآخر، يعانقني قبل ان ينام، وهذا ماجعلني اتغاظى عن كل الأسباب التي تجعلني اقلق.

رميت الكتاب الذي بيدي، لم اقرأ منه شيئاً بالحقيقة، كنت غارقة بأفكاري، وضعته على الرفّ و هممت بالنزول للأسفل حيث يجلس هاري.

"صباح الخير."

قلت له بينما اسحب حقيبتي لأضعها بجانبي على الطاولة.

"صباح الخير." اردف وهو يمسك بوجنتيّ ليقبّل رأسي ككل صباح.

بدأنا بتناول الفطور بصمت، لم تكن من عادات هاري بأن يكون هادئاً، لكنني قررت مجاراه الأمر، ربما هو يمر بفترة عصيبة، لا اريد ان ازيد الطين بِلّة.

"انا ذاهبة لأختبر، هل ستأتي لتقلّني بعدها إلى العمل؟" سألت.

"إممم، لا اعلم حقاً، سأحاول اعدك." قال هاري.

تنهدت. "حسناً."

خرجت من المنزل، لا أعلم هل انتظر حتى يأتي هاري ليقلّني للجامعة ام عليّ اخذ سيارة اجرة، دفنت رغبتي بالبكاء، لا يجب عليّ التفكير بطريقة سلبية، فترة من الزمن وستمر، آمل ذلك.

"هنا السيارة!".

سمعت هاري يقول من خلفي بتعجّب، إذاً هو سيقلّني.

اومأت وإتجهت نحو السيارة لأصعد بينما هاري يدير السيارة ليشغّل المحرّك.

فور إبتعادنا عن المنزل، رن هاتف هاري، عندما نظر لهوية المتصل توتر وقام بإغلاق المكالمة، نظرت له بإستغراب، لكنه لم ينظر نحوي، بل ابقى عينيه على الطريق.

جدياً، انا لا اطيق هذا التغيير الفجائي به.

تنحنح هاري."إمم، إذاً هذا آخر إختبار، صحيح؟".

الجانبُ الآخر.Where stories live. Discover now