الفصل الواحد والعشرون.

9.1K 467 219
                                    


" جيد " هذا كل ماقاله هاري بعد ان اطلق تنهيده ارتياح .

نهض من مقعدي ليتجه نحو مقعده مجدداً ، كان صامتا طوال الطريق ، لم يتفوه احدنا بكلمه ، طرأ في بالي وجوده بالمكان ، لم أسأله كيف عرف مكاني ؟.

" هاري ؟ " .

" ههمم؟ ".

" كيف عرفت انني بذلك المطعم ؟" .

" لقد ارسلت احد رجالي وراء جون ، تحسبا لأي ظرف ".

" اوه " .

قلت كلمتي الأخيرة وبعدها التزمت الصمت طوال الطريق ، فقط نحدق بالطريق إلى ان وصلنا لمنزلي ، ولكن لما قد يرسل أحد رجاله وراء جون؟ اوه بالطبع فهو لا يطمئن له.

" شكراً لتوصيلي " قلت لهاري ، نظر لي ويبدو انه لا يريدني ان اذهب ، حدقنا ببعضنا قليلاً إلى ان قررت قطع التواصل البصري والنزول ، سمعته يتنهد وهو مغلقاً لعينيه بعد ان خرجت من سيارته .

" إعتني بنفسك جيداً " قال هاري قبل ان اغلق الباب .

" انت ايضاً ، إلى اللقاء " قلت له وقد عاد لنظرته تلك مجدداً ، اغلقت الباب وتوجهت للمبنى الذي اسكن به لأصعد لشقتي ، التفتت ورائي قبل ان ادخل المبنى لأرى هاري ينظر لي منتظراً ان ادخل ليذهب ، عدت للداخل مجدداً متوجه للمصعد ، فأنا اسكن بالدور السادس ولا اريد الصعود بقدماي ، وصلت للشقه ، نظرت لباب ليام ، لم اره منذ اسبوعين ! .

ربما قد سافر او شيء من هذا القبيل ، تنهدت بتعب ، رميت بجسدي على الأريكه لتقع عيناي على التاريخ لأتذكر انني لم اذهب للجامعه منذ اسبوعين !! لعنت في داخلي متوجه لغرفه نومي ، شغلت المنبه لأستيقظ مبكراً للذهاب للجامعه ، لا اعلم كم من المحاضرات قد فاتتني لكن اعلم جيداً انها كفيلة بجعلي كالمومياء *( يعني هيا بتحس انو الدروس اللي فاتتها كثيرة لدرجه انو لمن بتحضرها رح تصير زي المومياء من التعب )* .

ارتميت بأحضان سريري بعد ان تذكرت هاري ، لم استطع تفسير نظرته التي كان ينظر لي بها الليله ، لم اره ينظر لي كهذه النظره من قبل ، كم كنت غبيه لموافقتي بالخروج مع جون ، لم ارد جعل هاري يغضب مني ، لا اعلم لما وعودي لنفسي تتلاشى كالبخار عند رؤيته ، غضبي يختفي بلمسه منه ، هو فقط الوحيد الذي يستطيع ان يرسل تلك الكهرباء اللطيفه بأنحاء جسدي جراء لمسته ، كل مره يقبلني فيها اشعر وكأنها لأول مره ، ادركت ان وعودي تلك نشأت بفعل ذلك الجانب ، جانب هاري القاسي والجارح ، اللامبالي والساخر ، لا اعلم لما اريد ان اكون الشخص الذي يمحي هذا الجانب منه ، استطيع ان اجزم انه نشأ من عقده حصلت له ، ولكن الأهم هنا ماهذه العقده التي قد تغير شخص لطيف إلى وحش ؟ لابد ان يكون لديه ماضي قد حمل الكثير من الذكريات المؤلمه ، فأذكر جيداً غضبه عند ذكر موضوع عائلته ، لن اسمح لنفسي بالإستسلام ! بل سأحاول بجهدي لكي اعيد شخصيته اللطيفه ، شخصيته الحنونه ، شخصيته الحقيقيه وليست التي يحاول ان يظهر بها ، قررت ان اقطع تفكيري بهاري ، لانني ان استمريت فلن اتوقف عن التفكير ابداً ، هو كالبحر لا نهايه له ، لن تستطيع فهمه ابداً .

الجانبُ الآخر.Where stories live. Discover now