الفصل الخامس عشر.

8.7K 527 81
                                    

#Olivia

تفاجأت عندما عانقني هاري ، لكنني بادلته العناق لأخفي تفاجئي ، رائحه عطره الجميله احتلت انفاسي ، اغمضت عيناي لأستمتع برائحة عطره الجميلة ، حضنه الدافىء الذي جعلني انسى انني اطلت العناق ، سحبت يدي من ظهرة وحاولت التصرف بشكل طبيعي ، نظرت لإبتسامه هاري التي تظهر غمازاته .

"هل تحتاجين شيئا اخر ؟"

"لا ، أ-أشكرك " ذهب هاري بعد ان تمنى لي ليله سعيدة ، توقف فجأة ليوقف قلبي .
استدار بإبتسامته التي لاتزال على وجهه .

"بالمناسبه ، كان عناقا جميلا " .

احمررت (خجلت ) عند قوله تلك الكلمات ، استدار ليغادر الغرفه ليتركني محرجه من جملته .

شققت طريقي نحو الغرفه لأرى مابداخلها ، سرير كبير وواسع ، يبدو مريحا جدا ، أضواء الغرفه والوانها الأنثوية الجميله والهادئة بنفس الوقت ، إنها نفس الغرفه التي كنت بها من قبل ، اتجهت للحمام ، لايختلف عن الغرفه كثيرا ، واسع وجميل ، رميت نفسي على السرير لأغط بنوم عميق سريعا .

#Harry

توجهت لغرفتي ، فكرت بأوليفيا وحياتها ، كيف يمكن ان تكون عمتها بتلك القسوة ؟.
ظننت ان هناك شخص واحد يحمل كل تلك القسوة ، لكن اتضح انه يوجد الكثير من تلك الفئه ، فقط التفكير بأن هناك اشخاص كهذا يقشعر بدني واشعر فورا بالحقد والكراهيه ، إنها عقده حصلت لي منذ سبعة سنين .

لن ولا اعتقد انني سأستطيع ان انسى ماحدث ، ربما لهذا السبب انا مهتم بأوليفيا ، لانني اعرف مالذي تشعر به الآن .

لا اريدها ان تمر بما مررت به ، إنها كالملاك ولا تستحق الشعور بماشعرت به .

#Olivia

في الصباح ، استيقضت مبكرا ، حاولت العودة للنوم مجددا لكن يبدوا انني اكتفيت ، توجهت للحمام لأكسب القليل من دفىء الماء ولأريح جسدي ، ملأت الحوض بالماء الساخن الذي يلسعك عندما تدخل قدمك بداخله ولكن سرعان ما تعتاد على حرارته ، ادخلت قدماي ومن ثم باقي جسدي ، كنت قد رفعت شعري على شكل كعكه ، ملأت الحوض بفقاعات الصابون الورديه التي تبعث للإسترخاء ، كنت قد وجدتها بالرف الذي كان بالحمام ولم امانع استخدامه فقد كنت احتاج حماما دافئا ومريحا .

اغمضت عيناي وبدأت بالتنفس ، جمعت اكبر قدر من الهواء داخل رئتاي ، زفرته وادخلت جسدي بالماء اكثر ، اشعرني ذلك بتحسن ، وكأنني قد دخلت بعالم اخر يملأه الاسترخاء والراحه ، مكان تنسى فيه همومك ومشاكلك التي تمنعك من نومك احيانا ، مكان تشعر فيه بأنك منعزل بشكل جميل عن ما حولك ، مكان لايمكن ان يزعجك فيه احد ، كررت الشهيق والزفير اكثر من مره حتى دخلت الى ذلك العالم الذي لا اود الخروج منه ، المكان الذي اتمنى ان اعيش به طوال حياتي .

#الراوية (انا 🌚).

سنه الحياه هي ان تبكي وان تشقى و ان تشعر بأن كل من حولك عدو لك وان تشعر بالوحده في فتره من حياتك ، فتره تريد ان تصرخ بما اؤتيت من قوه ، تصرخ حتى تتلف حبالك الصوتيه ، وتريد ان تبكي بحرقه حتى تجف دموعك ، ولكن اذا نظرنا للجانب الاخر ... بعد كل بكاء يوجد سعاده قد تجعلك تبكي من جمالها .
بعد كل شقاء وعناء هناك راحه عظيمه تجعلك بحاله من عدم التصديق ، وبعد كل كره وعداوه هناك صداقه وحب من كل مكان ، وبعد كل وحده هناك عائله واهتمام تجعلك تشكر ربك الف مره على وجودهم ، ضحكاتك ونكاتك ، احزانك وافراحك كلها تكون مهمه بالنسبه لهم ، يجعلونك تشعر بأن الحياه لها تقلباتها واسرارها .

لا تعلم مالذي يخبئه لك الغد ، هذا ماكان يدور برأس اوليفيا ، نعم ! إنها ورغم الذي تعانيه من نقص الاموال والوحده والرغبه بالبكاء والاختفاء عن وجه الارض هناك بصيص امل بأن تتحسن حياتها للأفضل ! هي تحتاج لشخص ما ليقف بجانبها ويمسك بيديها ويخبرها بأن كل شيء سيصبح بخير ، يقبلها بجبينها ويعصترها بأحضانه ، يسمح لها بملىء ملابسه بدموعها المحترقه ، يهمس بأذنها بأنه سيبقى معها للنهايه ، يدافع عنها ضد اي شخص قد يعترض طريقها او يفسد ابتسامتها البريئه ، يجعلها تقف خلفه عندما تواجه ماتخافه ليواجهه هو ويبعد الخوف عن قلبها ، يملأ السعاده بقلبها ويجعلها تشعر بأنها مميزة عن اي شخص اخر بالنسبه له ، هذا ما كانت تفكر به اوليفيا وهي ماتزال بذلك الحوض مغلقه عيناها ، ابتسامه قد تسربت لشفتاها عندما تخيلت ان بإمكان ان يكون هذا الشخص موجود وهو فقط ينتظر اكتشافها له .

الجانبُ الآخر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن