الفصل الثاني والأربعون.

Start from the beginning
                                    

تنهدت. "اخبرتك من قبل هاري، اجل إنه كذلك."

"أوه."

هذا كل ماقاله هاري، بعدها ساد الصمت طوال فترة القيادة إلى الجامعة.

"حظاً موفقاً."

قال هاري بعد ان اوقف السيارة.

اغلقت الباب خلفي دون ان اقول شيئاً، فقط إبتسمت وشققت طريقي نحو قاعة الإختبار.

بغض النظر عن كل ما يحدث الآن، اشعر براحة كبيرة كوني سأخوض آخر إختبار والذي اعتبره مصيريّ، سيتاح لي المزيد من الوقت للعمل والنوم لفترة اطول، وايضاً... البقاء مع هاري اكثر.

"تباً! لا اصدق بأننا وأخيراً سنتخلص من هذا الجحيم، ظننت انه سيدوم للأبد!".

لم اتخذ وقتاً لمعرفة الشخص الموجود خلفي.

"اوه، هيذر!".

"هل ذاكرتي جيداً؟".

"اجل، ماذا عنكِ؟".

ادارت عينيها وفوراً علمت الإجابة. "اوه ارجوكِ، بالطبع فعلت، رغم ان الأمر كان صعباً، لكنني درست بجد، إنها آخر سنة بالجامعة، لا العب مع حالاتٍ كهذه!".

صُدمت بالحقيقة، ظننت العكس، فهي فتاة تحب الإحتفال وتقدمه على كل شيء، على ايّ حال، لقد احسنت التصرف هذه المرة.

"ايّ شيء جديد بينكِ وبين هاري؟."

فور إنتهائها من سؤالها، موجه من الأحداث التي حصلت لي مؤخراً معه تدافعت لذاكرتي لأعبس.

"إمم، لا بالحقيقة، لا شيء جديد."

"إذاً لما تعبسين؟ اوليفيا.." إقتربت مني وهي تمسك بيدي. "اخبريني هل كل شيء بخير؟".

لم استطع ان امنع نفسي من البكاء، وهذا ماجعل هيذر تعانقني بقوة، وهذا ماجعلني ابكي اكثر.

"اشتاق إليه، هو لم يعد كما كان سابقاً، رغم انني انام بجانبه كل ليلة، اعانقه بينما انام، يقبلني بين الحين والآخر، إلا انني اشعر وكأنه غير موجود، منذ اسبوع كان طبيعياً، كان اسبوعاً اشبه بالنعيم، كنّا نشاهد الأفلام سوياً، حتى انه يلقي نكاته في اي وقت حتى وإن كان الوقت غير ملائماً، لم نكن نترك مجالاً للصمت وقت تناول الطعام، لكن منذ عدة ايام، كثرت مكالماته الهاتفية، واصبح يتغيب عن المنزل كثيراً، حتى انه لم يعد يقلّني من العمل! شيء ما حصل له، و اكاد اجنّ لمعرفة السبب!".

قلت بين بكائي الشديد، لا اعلم حتى إن فهمت ماقلته.

"يا إلهي، إهدأي اولاً!." مسّدت على ظهري بيديها محاولةً بأن تهدأني.

"هل حاولتي التحدث معه مسبقاً؟" سألت هيذر.

"لا، لم ارد بأن اكون حبيبة متدخلة." قلت بعد ان حاولت جاهدة بأن اوقف بكائي.

الجانبُ الآخر.Where stories live. Discover now