الفصل الثامن والثلاثون.

Start from the beginning
                                    

"اوه اوليفيا، لا تبدأي! تعلمين كم اكره الأفلام الرومانسيه!" ضحكت على تذمره.

"لاشيء يبدو جيداً هنا سواه." قلت.

"لا اصدق انّكِ ستجعلينني اشاهد هذا الفيلم معكِ." قال هاري وهو يضع القُرص بالمشغّل.

"إن كنتَ تكره هذه الأفلام فعلاً، لما انتَ تحتفِظُ بها؟" سألت.

"معظم الأفلام التي هنا ليست ملكاً لي، لذا لا تتصرفي وكأنكِ قد أمسكتي بي متلبِّساً."

"آوه،فهمت. لن تنطلي عليّ كذبتك."

"لايهمنيّ."

"إذاً لِمن تكون؟ آوه إنتظر، إنها لجنية الأسنان، لقد نسيت افلامَها هنا." سخرت منه.

"جنيّة الأسنان؟." تسائل هاري.

يبدو انه لم يفهم النكتة.

"انت تسكن وحدك في المنزل بإستثناء الخدم، أتقول لي بأنها ليست ملكٌ لك؟ لمن إذاً؟".

بدأت تتلاشى إبتسامته شيئاً فشيئاً، يا إلهي، هل قلت شيئاً خاطئاً؟.

"هاري؟" قلت بعد فتره قصيرة من الصمت، ألقى هاري بالقرص جانباً وهو ينظر له.

"إنه لأختي." قال بضعف واضح.

هل حدث شيءٌ لها ليتحدث عنها بهذه النبره الحزينة؟ اكاد اجنّ لأعرف.

"هاري،هل انتَ بخير؟ مابالُ صوتِك؟" إقتربت منه.

"أجل، انا بخير. هيّا لنشاهد الفيلم." قال وهو يلتقط القرص مجدداً، لكنني اسقطته من يده وحوّلت وجهه ليقابلني.

"هاري انت لستَ بخير،اخبرني مابك؟".

إستطعت ان ارى تفاحة آدم في عنقه تهبط وتعلو، إنه يبتلع ريقه وعلى ما اظن،يحارب دموعه.

صمَتَ قليلاً، اخذ نفساً ثم اردف."إسمها جيما،كانت تبلغ من العمر خمسٌ وعشرونَ سنة، مخطوبة لرجلٍ يدعى ماركوس، كانا يتواعدان لخمس سنوات حتى قررا أخيراً الإرتباط، كنّا نعيش سوياً في منزلٍ واحد بعد ان توفي ابي تاركاً عبىء شركته فوق رأسي، لكنني إستطعت التحكم بزمام الأمور رغم صغر سني حينها، ذات يوم، عندما عُدت من الشركة بعد ان انتهيت من صفقة كادت ان تودي بمستقبل الشركة للحضيض، عدت للمنزل ولازال الضغط و التوتر يسريان في داخلي، عندها قررت ان اذهب لجيما فهي تعلم كيف تجعلني اشعر بالإسترخاء وتصفية ذهني، لكنني عندما دخلت غرفتها، تسرعت، كانت تتحدث على الهاتف بهمس، لكن الهدوء جعل سماع ماتقوله واضحاً، سمعتها تقول -أمي إهدأي! لايمكنني ان اعارض هاري بأمر كهذا! إنه يتصرف كوالدي!...لا امي، لا استطيع هو يبقي ماله بالبنك الخاص به و انا لا اعرف الرمز!...ماذا؟؟!! امي هل قلتي للتو بأن أخدره؟ لكنه اخي!- عندها سمعت صوت امي يعلو من الهاتف، علمت انها كانت تصرخ، اكلمت جيما -حسناً سأفعل، لكن عندما يعود، لاتقلقي او حتى تشغلي بالكِ، وداعاً.-، صعقت عندما سمعتها تقول ذلك، وحان دورها لِتُصعَق حينما رأتني اقف عند باب غرفتها، اسقطت الهاتف من يديها وعينيها متسعتين، بدأت تتأتأ بإسمي محاولةً ان تجد اي عذر، لكنني قمت بصفعها قبل ان تقول ايّ شيء.

الجانبُ الآخر.Where stories live. Discover now