جبرُوتُ حَوَّاء

Start from the beginning
                                    


بدأت أتأمل هذا الشاب الصامت، إنها أول مرة أدقق مَليًا في ملامحه. نتوءات عظام وجهه المثلث التي تكسوها بشرة سمراء، نفس عينيّ أيهم الحالمتين، تجلى أمامي بهيئته الجسورة، وتحلى ببدلة عسكرية رسمية، تعلوها نجوم ذهبية تكاد تثقل كتفيه من كثرتها.

«طاب صباحك يا أمير زين.»

«طاب صباحك يا أميرة أسمى.»
تبادلنا التحايا الرسمية المفتقرة إلى الحماسة، صمتُّ لبرهة حتى أستجمع ما أود قوله، ثم تنهدت قبل أن استرسل الحوار بيننا قائلة:

«أنت تعلم لماذا جئت إلى هنا صحيح؟»

استند بكوعيه على الرخام الذي يحد شرفة جناحي ثم رد:

«إلى حدٍ ما، لكن يبدو أن على ملامحك القلقة أن الموضوع ليس هينًا.»

«أنت محق إنه ليس كذلك.»

ساد الصمت طويلًا وكلانا يحدق بالآخر؛ لم أعرف من أين أبدأ لذا ألجمت فاهي لبضع ثوانٍ.


«جئت إلى هنا لأحدثك بخصوص زواجنا الذي على وشوك الوقوع، هناك الكثير من الأشياء التي يجب أن تعرفها، ومنها أننا لا يجب أن تنزوج، وأرجو أن تلبي طلبي.»

ق

وس حاجبه الأيسر ومط شفتيه جانبًا لتوازي حاجبه الذي تطرف عن مكانه.

«ماذا إن رفضت؟»

«لا يمكنك الرفض؛ لأنني في منصب أعلى منك وأستطيع استعمال تمكيني الخاص في إجبارك»

نظر إلي باستخفاف وكأنني أمزح، لم أعر نظراته اهتمامًا كي ندخل في صلب الموضوع.

«يجب أن تعرف أني راغبة عنك وعن الزواج بك، إن لم أكن راغبة عن كل الرجال؛ فأنا بحد وصف الملكة فتون الرجعي: (نصف أنثى)، ويجب أن تعرف أني لا أنجب، من حقك أن تعرف هذا؛ كي لا أكون مخادعة، لعله يكون سببًا كي تقتنع بالابتعاد.»

شكَّل وجهه بملامح أخرى مستفزة، بعد أن فك عقدة ساقيه اللتين كانتا مطبقتين فوق بعضهما مردفًا:

«سمو الأميرة أسمى، لأكون صريحًا معك، ليس هذا السبب فقط؛ لن يرضى أي رجل بامرأة كانت على علاقة سابقة برجل غيره، وإني لأشك في إن كانت انتهت أم لا، خاصةً إن كان أخاه. سمعتك مجروحة، وأنا لا أقبل بك، خصوصًا أني أرغب في إحدى أميرات رشار.»

هوى كلامه بعنف على مسامعي، حتى كاد يشق طبلة أذني. حتى هو على دراية بالأمر؟ أعاقب على الأمر وحدي وكأنه ذنبي وحدي، لماذا لم يعاقب أيهم كذلك؟ رباه، ما هذا الذنب الذي أعاقب عليه ثلاث مرات!

دومينا مملكة للنساء فقط +١٦Where stories live. Discover now