بُيوتٌ مُشيَّدةٌ على عُصِي

1.5K 209 90
                                    

تنويه: لا أروج لأي قمع ولا أبرر أي عنف يمارس ضد المرأة، وكل ما تم ذكره في الفصل آراء قد تخطئ أكثر مما تصيب.

كان أسبوعًا مزعجًا للغاية، توتر وقلق طوال الوقت، أكاد أُُحسد على تحمله، اليوم فقط نمت بهدوءٌ أكثر من الليالي السابقة، مررت بهند، كانت أفضل قليلًا، أخبرتها أننا أعدمنا وسام، لكنها بدأت تبكي ولم تبدُ عليها ملامح السرور، تركتها كي تستريح دون أن أثقل عليها بالزيارة.

وددت لو أرفه عن نفسي قليلًا، فأمرت إحدى الفتيات أن تعد لنا المجلس الرئيس، كي تتجمع الأميرات في مجلس ثقافي كما كنا نفعل، كنت أنتظر ليلة الخميس تلك كي نتناقش في أمور فلسفية وأخرى متعلقة بالأديان، بما أن دومينا ليس لها ديانة محددة، فقط ديانة الإسلام هي آخر ما ارتددنا عنه ولم يكن منذ مدة، فقد عاصرت أوائل الارتداد؛ لذا نذكره أكثر من المسيحية، فقط ما تبقى لنا من الأديان هو إيماننا بالرب الخالق.

كنا نتبارى في النقاش؛ فهذا النقاش كان منبع المعرفة الوحيد للأميرات الأخريات؛ فلا تتعلم الأميرة إلا التاريخ والقواعد، إذا كانت تعد لمنصب؛ اعتقادًا أن العلم مفسدة لعقل الفتاة، ويجعلها تتمرد، لكن في الواقع، هم يخافون من امرأة تحمل كتابًا، يخافون من هذا النشء الواعي الذي ستصنعه.

كنا نقرأ طوال الأسبوع ونتناقش في أمور عدة، رغم اقتصار مصادر المعرفة هنا على التاريخ والأديان والفلسفة وبعض العلوم.

كانت صاحبة هذه الفكرة الأميرة بيلسان التي تكبرني أعوامًا، لكن توفت منذ عدة أعوام، ليلة زفافها لأمير مجورا بعد الصلح، كانت فاجعة كبيرة، ولم نقم بهذا منذ ذكرى موتها؛ حدادًا على روحها الكريمة، أحيانًا أفكر، ماذا لو لم تَمُت؟ لم أكون لأكون رئيسة الجواري، أو الفتيات كما بدأت أطلق عليهن، ماذا سيكون تعاملها مع غيداء؟ خاصة أنها أختها الكبرى، هل كانت غيداء لتفعل هذا معها من الأساس؟

قد يكون شيئًا متوقعًا من شخصية كهذه، تدهس أي أحد لتصل لمبتغاها.

إنها المرة الأولى منذ عدة شهور أن أجتمع بأميرات القصر، بنات عمتي أريام، رواند وصفا، هن يصغرنني بعدة أعوام قليلة، أعمارنا متقاربة إلى حد كبير.

بدأت أبحث عن موضوع مثيرٍ لنتناقش فيه بعد أن أخبرتهن أن يحضرن أنفسهن؛ فأنا من سيبدأ النقاش، وها قد وجدته بعد بحثٍ دام لساعات في الكتاب الذي اهدي لي من قبل الأميرة مريم، مرحى! ستكون ليلة حافلة بالأفكار والتوجهات!

ارديت ملابسي واطلعت على نفسي في المرأة، بدت ملامحي مرهقة للغاية، شعرت أن وزني عاد ليقل نتيجة للتوتر الذي عشته الأيام الماضية، وضعت بعض الحلى لأكمل طلتي، وخرجت إلى المجلس، فكن في انتظاري يجلسن وقمن لتحيتي.

دومينا مملكة للنساء فقط +١٦Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin