دومينا مملكة للنساء فقط +١٦

البُقعةُ المُحَرَّمة

لقد كان هذا وشيكًا للغاية، رغم أنها أول مرة أعود فيها إلى القصر دون أن أقلق من رؤية أحدهم لي، إلا أنني ما زلت تحت عباءة القلق، وكأن الخوف كتب علي إلى الممات؛ فما أحمله بين يدي يبحث عنه الجميع، هذه الزجاجة الثمينة، التي تحضن بين أبعادها عطرًا مخمليًا محمر، كنز يجب أن يظل معي، لا بد أن أدفنه بين مقتنياتي، وأتخلص منه في أقرب وقت ممكن.

أقنعت آصال أن تعطيني هذا الترياق، كي أخلصها منه، من العجيب ألا يلتفت أحد لهذه الشجرة، يمكن لأنها طرحت ثمارها مؤخرًا، فلم تكن ملفتةً للانتباه كثيرًا وقتها، أتضح لي أيضًا أثناء العودة، أن هناك نباتات صحراوية أخرى غريبة تنمو بعشوائية، لكن هذه الثمار المرعبة لا مثيل لها قط، هذا جيد؛ لأنها إذا وقعت في يد أحدهم لن تطلع على دومينا شمس!

______

أشعر بخيبة أمل؛ فقد بدأ كل شيء يخرج عن السيطرة، لا بد أن أجد حلًا، لا بد أن تبدأ المعركة، الحقد يقضم قلبي على مضض، سأنتقم لنفسي ولكبريائي لا محالة، الملكة فتون لن تبيت مكسورة الخاطر ليلة أخرى!

مر وقت طويل على بطلان التعويذة، لسببٍ مجهول توقف مفعولها، رددت الشفرة مرارًا لكنها لم تعمل، يبدو أن الجن تجاهل أمري.

كنت أسحر له؛ رغبةً مني تبتعد عنه كل النساء؛ حتى لا ينجب ولي العهد الذي سينازعني على الحكم، كي يكون لي وحدي فقط، أكره أن يقاسمني أحدٌ حبه، كان حنوه يداوي قلبي، أكره الاعتراف بحبه لكنها حقيقة، كنت أبكي كل يوم في غرفتي عندما كان على علاقة بهذه الجارية، أتقلب على فراش القلق، بين ألحفة الذعر، وتحت رأسي مخدة «ماذا لو».

ماذا لو أنجبت؟ ماذا لو أحبها أكثر مني وتمكنت من أن تتخلص مني، لكنني أحب السلطات أكثر، خوفي أن يحتل أحدٌ قلبه لا يضاهي خوفي من اندثار نفوذي.

«می توانم کاری کنم که تو مرا دوست داشته باشی ومرا تحسین کنی، ودر همان لحظه می توانم کاری کنم که از من متنفر باشی ومرا تحقیر کنی، من فعل هستم! شما فقط یک واکنش به اقدامات من هستید.»

«أستطيع أن أجعلك تحبني وتهيم بي، وفي اللحظة ذاتها، أستطيع أن أجعلك تكرهني وتمقتني، أنا الفعل! أنت مجرد رد فعلٍ لفعلي.»

رددتها بعلو صوتي، الشفرة متبوعةً بطلبي، رافعةً وجهي ليقابل جناحي الفاره، قصصت أطراف شعري النَديَّة بلعابي وألقيت به في الزاوية اليسرى من الغرفة، أحاول أن أطبق كل الشروط، لكن يبدو أنها لم تعد تستقبل طلبي هذا، وقد بطل مفعولها كبقية التعاويذ، لقد كُشفت أمامه على جبروتي ولم يعد قلبه يُتيم بي.