جبرُوتُ حَوَّاء

1.5K 178 52
                                    


أنا الآن أيقنت أني في ورطة كبيرة، بعد عناد طويل كي لا أصدق، يا إلهي، ساعدني، كيف سأتصرف!
كأن الكون برحابته كله انطوى علي ضيقًا يخنقني. أنا خائفة، ضباب لاح أمام عينيَّ يكبل حركة تفكيري، هل سأترك الأمور تأخذ مجراها هكذا دون أن أسد هذا المنبع الخبيث؟

ترى ماذا لو حملت؟ أين سأحمل جنيني هذا؟ هل يمكن أن أحمل من الأساس؟ التفكير في الموضوع يبث فيّ الرهبة.

زين... هذا الشاب الذي لا أعرف عنه شيئًا؛ فهو دائم السفر والغربة، يحكم إحدى ضواحي دومينا، حتى ملامحه قد أكون نسيتها، هو شبيه بأيهم في الشكل والهيئة، لكنه حسن السمعة، يكفي كونه ولي العهد.

من قد يساعدني يا ترى؟ حتى هند ما زالت مريضة، وحالتها النفسية سيئة.

كل أوراقي أحرقت، وبدأت اللعبة تنقلب علي وتحاصرني لأرفع الراية البيضاء.

أبدو كمن يقف على أرضية من هلام، مع أي حركة أو حتى ثبوت، سأسقط في مكان سحيق.


أنشأت أمارس عاداتي السيئة في تقضيم أظفاري وأنا قلقة، تائهة بين كل الاحتمالات الممكنة، وأغلبها أفكار مخيفة.

إنها هي! هي الشخص الوحيد الذي بوسعه أن يساعدني، أرجو فقط أن تقضى حاجتي وألا يكون هذا الشخص قد غادر ورحل.

كتبت لها خطابًا على عجلة، كنت أركض خلف الكلمات لألتقطها قبل فوات الأوان، أشك في كونه سهل القراءة من فرط بقع الحبر التي أحدثتها يدي المرتعشة، استنجدت بها، أصلي للرب أن تصلها سريعًا، لكن شيء ما بداخلي أخبرني أن أتريث ولا أرسله الآن.

ترددت كثيرًا قبل أن أستجيب لأوامر عقلي، أرفع الورقة عن المنضدة تارة، وتارة أضعها، كررت هذه العملية عشرات المرات، وانتهى بي المطاف أهوي بها على اللوح الخشبي الملطخ بالحبر، وأَعدل عن قراري بإرسالها.

بدأت أنواع الأقمشة الباهظة تحول إلى جناحي، جواهر قيمة من كل ما قد يخطر على بالك، عطور وأدوات زينة، صناديق عملاقة تدخل الجناح، اكتظ الجناح بها، يبدو أنه أمر واقع لا محالة، حتى الخطبة لا يريدونها، زواج مباشر دون أي تعارف أو ألفة، كأني بعير يسوقونها أينما أرادوا.


هل أهرب من الزفاف وأفضحهم في أرجاء المملكة؟ أم أنتحر وأتخلص من حياتي؟ لم يتبقَ سوى حل واحد في جعبتي إن فشل سألجأ إليه.


عدلت هيئتي وتحركات نحو جناحه، دققت الباب ليعلمه حراسه أنني في انتظاره، سمح لي بالدخول بعد أن تأهب كذلك.

دومينا مملكة للنساء فقط +١٦Where stories live. Discover now