لَا ذُكورَ بعدَ اليوم

1.2K 159 64
                                    

تنويه: هذه الاختراعات الموجودة في الفصل منها من لا يعرفون صاحبها، ومنها ما هو معروف صاحبه، لكنه فقط مجرد افتراض من خيالي إنها ظهرت في هذه الآونة.

_____

سعاف نخيل الواحة تظلل هذه الوجوه المغبرة، التي تترقب قرار الملكة فتون، يتصببون عرقًا، يضعن أيديهن على بطونهن في توتر بالغ، وتسندن ظهورهن المتقوسة، دلالة على قرب وضعهن، نساء تحتضن ذكورها الرضع، والأخريات يمسكن بصبيانهن الصغار.

وقفت الملكة فتون في موضعٍ عالٍ، مستقيمة الظهر، يحرك النسيم خصيلات شعرها إلى الخارج الذي يلمع تحت وهج الشمس؛ حتى يتسنى للجميع رؤيتها.

«نساء دومينا العظيمات، لقد تخلصنا منذ مدة وجيزة من الذكور الذين كانوا يكبلون حركتنا ونفوذنا، أنا فخورة بكن وبوعيكن أنهم يسرقون شبابكن، ويضيع أطفالهم أعماركم في تربيتهم، وعندما يشبون، يكونوا العصا التي تكسر أضلعكن، ولقد حادثت الجن وجئت إليكن بحفنة من القرارات والمعلومات الهامة، فأنصتن لما أقوله جيدًا.»

«ما هي القرارات يا سمو الملكة؟»
تلفظن نفس الجملة مرتقبات في صوت واحد، لتحرك الملكة فتون خصيلات شعرها التي تتوراى خلف حجاب بسيط برفقة ابتسامة لئيمة.

«لا نريد أي ذكرًا هنا؛ سيكبرون ويحل بكن ما قد عانيتوه مسبقًا، لا فائدة ترتجى من وجودهم، أي ودعوا أطفالكن الذكور حتى الرضع، أما الحوامل فإن كانت أنثى هنيئًا لها ستعيش، أما إن كان ذكرًا سيتم وأدهه تحت الثرى كي نتخلص من هذا النسل المقزز، أما عن طريقة التناسل فلدينا أزواج من الجن سيكونون أهلًا للتكاثر، لم يعطوني معلومات كافية عن الموضوع، فقط مدة الحمل ستكون أقصر مما اعتدنا عليه، لكن مع مرور الوقت سيتضح كل شيء، وسأوعوضكن ماديًا على أطفالكن، لا تقلقن!»

وما إن انتشر صدى صوتها في المكان تبدلت ملامح النساء إلى التفاجؤ، لم يأبهوا لمسألة الجن الآن، فاحتضنن أطفالهن بقوة أكثر، ونفس السلوك فعله الذكور، فقد التفوا حول سيقان أمهاتهم وعلى ظهورهم تربت أمهاتهم خائفات.

وهاد قد أشارت الملكة فتون بيدها حتى وجدنا حارسات قويات يحملن حبالًا تشبه تلك التي أعدمت بها وسام، ويهجمن على النساء ويشدون منهن أطفالهن.
في الواقع، الشيء الوحيد الذي يعجبني في الملكة فتون أنها تتوقع ردود أفعال الناس وتعد نفسها جيدًا.

استمر الوضع هكذا لفترة ليست بقليلة، في خضم هذا البكاء والعويل المتبادل بين الأمهات وابنائهن، تسحب الحراسات الأطفال من أيدي أمهاتهم قاطعاتٍ وصلة الحنان الذي ينهمر عليهم، آهات وأنين صادر منهن، صرخات مكتومة ودموع تتناثر من مصدر مجهول، مقاومة شديدة من الأمهات وشد وجذب وحشي بين الطرفين.

دومينا مملكة للنساء فقط +١٦Where stories live. Discover now