نِصفُ الأنثى المَفقُود

1.5K 201 101
                                    


«لا يهم ما الذي أعنيه، المهم أنك ملعونة، إلى الأبد...»

«ملعونة؟ ما الذي حدث؟ هل تصدقين هذه الخرافات التي عفا عنها الزمن؟»

«نعم أصدق! وحدث مثيلها مسبقًا، لا أعلم من أين أبدأ بالضبط، فقط اللعنة التي حلت عليك لا تشبه لعنة العوام؛ لأنك من المفترض أميرة وأسوة لهن لكن... تذكرين عندما أتمتِ السادسة عشر؟ وقتها اصطحبتك إلى الحكيمة لنرى لمَ تأخر حيضك، أعطتك بعض الأعشاب التي قد تساعد، لكنها لم تُجدي صحيح؟»

«صحيح، لم يحدث شيء، بل أذكر أن حرارتي ارتفعت وبتت طريحة الفراش، ما معنى هذا إذن؟»

«معناه أنك نصف أنثى!»

«كيف نصف أنثى؟ هل هناك أنصاف أجناس؟ ما الذي تعنيه؟»

«أعني أنك بلا رحم كبقية النساء، لقد اقتلع الجن رحمك جزاءً لما اقترفته من ذنوب.»

«كيف بلا رحم؟ كيف علمتِ؟»

شعلة نار قيدت في صدري، وكأن قلبي يحترق على حطب ضلوعي، تموعت نفسي كأني استنشقت رماده، بسمة ألم نقشت على ثغري لامستها دمعة دافئة دون مقدمات، لقد كان هذا متوقعًا بالنسبة لي، وليست مفاجأة، لكنها آلمتني؛ أنا متعايشة مع هذا الخطب منذ أكثر من ثلاث سنوات، لم يتغير شيء، كنت أظن الوقت سيطول، لكن ليس معناه أن لا يأتي من الأساس، رغم هذا لا زال الألم يزور أيامي ويتقلب بين أضلعي، أنا فقط قلقة حيال أيامي القادمة.

«أنا أتواصل مع الجن وأحفظ شفرة التواصل معهم، أخبرني أنهم قاموا باقتلاع رحمك؛ لأنك تعديتِ على قواعد دومينا، وقد سخط الجن عليك.»

«الإدراك صعب... هل هذا يعني أنني لن أستطيع أن أتزوج؟ لن أنجب أطفالًا يشبهونني؟ لدي عاهة مستديمة؟»
تحركت يدي إلي حيث يقبع فؤادي، وكأنها تلمم شتاته الذي انفطر بعينين دامعتين.

«هذا جزاء من يتجرأ على قواعد دومينا!»

«هل تتشمتين بي؟ أنت سعيدة! وكيف علم الجن أنني كنت سأفعل هذا؟ لا أستطيع استيعاب أي شيء!»

«لا، لمَ أتشمت بك؟ أي أم هذه التي تفرح بشيء كهذا لابنتها؟ لكنها الحقيقة، الجن محيط بالأمور صغائرها وكبائرها.»

«استغفري لربك هذا الشرك، كيف للجن أن يعرف أشياءً كتلك؟ ثم منذ متى وأنت تعتبرينني ابنتك؟ ألستِ الملكة فتون فقط ولستِ أمًا لأحد؟»

«أنتِ من تشككين بإيماني؟ هل نسيتِ نفسك! من التي كانت تُعرض عن طقوس العبادة؟ من التي رفضت وشم الروحانيات على رسغها؟

دومينا مملكة للنساء فقط +١٦Onde histórias criam vida. Descubra agora