قِسمَةٌ ضِيزَى

1.6K 211 98
                                    

«أميرة أسمى، هل لي أنا أطلب منك خدمة سريعة؟»

«ماذا بك أسيل؟ تحدثي بسرعة.»

«لا أعلم من أين أبدأ، لكن الأمر خطير للغاية، أرجوكِ اتبعيني بسرعة.»

فزعت من كلامها وقمت لأغسل وجهي على عجلة، بعد أن ألقيت برسالة أيهم في مكب النفايات.

سرت خلفها وهي تجري، بينما أحاول اللحاق بها، نمشي في طريق قصير موزاي لغرفتي، وإذا بها تأخذني إلى غرفة هند...

فتحت الباب ليظهر سرير صغير، وجسم نحيل يفترشه، خِلت أنها هند، ساكنةٌ لا تتحرك، تقدمت مهرولةً نحوها، كان وجهها شاحبًا للغاية، لا تتحرك، ظننت أنها قد وافتها المنية؛ فشرعت أهز جسدها في عنف وأنا أستحثها أن تقوم وتفتح عينيها.

«هند، ما بك؟ أخبريني، هل أنت على ما يرام؟»

فتحت عينيها ببطء وهي تطيل النظر بي، كذلك بادلتها النظرات، ثم وجهت نظري إلى أسيل التي تطالع كلينا بتوجس.

ربتُ على صدرها ومسحت على شعرها كما كانت تفعل معي، ثم استرسلت الحديث بقولي:

«هند، أرجوكِ تحدثي إلي، ما بك عزيزتي؟»

«سيدتي أنا...»
اجهشت بالبكاء وبعدها بدأت تصرخ باكيةً، أخذت تردد: «أنا» وبين كل مرة والأخرى تشهق وتسحب الهواء في صعوبة شديدة، ترفع يديها التي تهتز في الهواء، صدرها يعلو ويهبط، يرتجف جسدها الضعيف بقوة، لقد فزعت من هذا المنظر.

«أسيل، أخبريني ما بها؟! لا أفهم شيئًا!»
انفجر صراخي في وجهها؛ لم أستطع أن أتحكم في نفسي فانفعلت وخرجت ردود أفعالي عنيفة.

«سمو الأميرة، هند فقط متعبة قليلًا.»

كززت على أسناني طاحنةً شفتي بينهما، وهي في الجهة المقابلة ترتعش رعبًا.

«أعلم أنها متعبة ما الجديد الذي أضفته؟ ما بها أخبريني وإلا قسمًا بمن رفع هذه السماء سيكون هذا آخر يومٍ لك في القصر!»

«حاضر سأخبرك، لكنني لا أعلم من أين أبدأ، فقط أرجو أن تتمالكي أعصابك.»

قاطعتها هند بصوت يكاد يسمع، حتى وجدت نفسي التفت إليها بكل جسمي.

«إنها غيداء، هي من فعلت بي هذا!»


«غيداء؟ ما بها؟ ماذا فعلت؟ أخبروني ماذا يجري هنا!»
فقدت صوابي ولم أتمالك نفسي، شعرت أن شعلة نار توقد في أعصاب يدي من فرط ما صرخت.
تولت أسيل إدارة الدفة وأخذت الكلام من على لسان هند التي كانت تحارب إعياءها لتنطق بجملة واحدة.

دومينا مملكة للنساء فقط +١٦Where stories live. Discover now