الفصل76 المال والبنون

1.9K 70 0
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السادس والسبعون"

                  "يــا صـبـر أيـوب"
           ___________________

الدمعُ مني فاض وسال
ابكي عليِّ وعلى قلبي بكل حال…

إلهي أرجوك بكل ثنايا القلب
والقلب في البُعدِ عنك يحمل الهموم الثِقال..

أتيتُ وأنا أعلم أن القلب مني مال
والبُعد عنكَ كربٌ والعودة ليست بمحال.

_"غَـــوثْ"
__________________________________

"تاهتْ عُيوني في بُحورِ عُيونِها
واختارَ قلبي أن يغوصَ فيغرقا
أوَّاهُ من رمشٍ أحاطَ بعينها
سهمٌ توغَّلَ في الوريدِ فمزَّقا"
_كلمات كتبها الشاعر وربما يكون عاشها، لكنني أظن أنه أهداني أنا هذه الكلمات قبل رحيله لتكون أكثر الأوصاف بلاغةً عن شعوري أمام عينيكِ، فها أنا حسبتُ نفسي ناجيًا من الغرقِ ولم أضع في الحُسبان أن أغرق في بحور عينينكِ، ها أنا هربت من سهام ألف عدوٍ وحدك من قتلني كان سهم عينيكِ، أنا من أقمت الحروب بمهارة فارسٍ ولم تأتيتي الهزيمة من سواكِ، ومن غيركِ ومن سواكِ تهزمني عيناها، ليصبح الفارس المنتصر في كل ميادين المعارك، مهزومًا من سهامكِ وأنتِ تتركيني حائرًا، فكيف لفارسٍ مثلي لم يعرف سوىٰ الانتصار أن تكون هزيمته من عينين؟.

      <"إذا كنتُ مجبورًا فاستمتع عند أخذ حقك">

_ما تقولنا كدا يا "عمهم" أخوك هيعمل إيه لما يعرف إنك أنتَ اللي قتلت أبوك ومخبي؟!.

برقت عيناه للخارج بصدمةٍ وتجمد محله وقد حقًا قُتل من جديد بهذه الرسالة، لم يظنها قريبة بهذا الحد ولم يظن أن مجرد كلمات تشكلت بجوار بعضها تتحكم في مصيره، وأي مصيرٍ هذا، فهو مصير شابٍ قتل أبيه، ازدرد لُعابه بخوفٍ وزاغت عيناه بحركةٍ مُشتتة التقطتها زوجته ومدت كفها تتلمس كفه وهي تسأله بنبرةٍ متباينة المشاعر بين القلق والتعجب من تحوله بهذه الطريقة:

_مالك يا سي "إيـهاب" !! فيه حاجة؟.

انتبه لها ولكفها الذي يُعانق كفه ثم أخفض عينيه نحوهما ورفعها من جديد بأسفٍ وهو يقول بنبرةٍ واهنة:

_بقولك إيه، أنا رايح للحج وجاي تاني، مش هتأخر ومش عاوزك تضايقي، كملي أكلك أنتِ يا "سمارة".

سحب كفه من أسفل كفها الذي ارتخي تلقائيًا عن كفهِ وهي توميء له موافقةً بوجهٍ مبتسمٍ تُطمئنه بهذه الطريقة فيما خرج هو من الشقة يتوجه نحو مُغيثه، كان يهرول بخطواتٍ واسعة وكأنه يُلاحق السراب قبل لكي يتمسك به قبل ظهور الحقائق، والحقائق هذه لم تكن عابرة فحسب، بل هي قاتلة وألوانها قاتمة إذا خيمت على أيامهم ستملؤها باللون الأسود الحالك..

دلف مهرولًا حتى وصل لمكان الخيول وهو يعلم أنه يجلس هناك في هذا التوقيت، ركضه وخوفه في هذه الحالة أشبه بنفس حالته أثناء ركضه يومها، وصل إليه وقد انتبه له "نَـعيم" الذي التفت بنصف جسده إثر صوت دخوله الذي صاحبته الهرولة العنيفة وقد ضيق جفونه يتفرس ملامحه الذي أتضح عليها الخوف ليجد الأخر يقترب منه وهو ينطق بأنفاسٍ متقطعة:

  غَوثِهِمْ &quot;ياصبر أيوب&quot; الجزءالأول بقلم شمس محمدOn viuen les histories. Descobreix ara