الفصل58 الأبواب لم تُفتح بَعد

2.6K 96 0
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثامن والخمسون"

"يــا صـبـر أيـوب"
____________________

_شَكوتُ ومن غيركَ يسمع شكواي،
أتيت نادمًا على ما أقترفت يداي

ربي قد ضاقت عليِّ السُبل وياليتني مثل
الطير أو النجم والأماكن حولي تكون سماي

ربي قد فقد قلبي رؤيته وكأني أسير
على عماي، أطلب منك الرشد والنور لمسعاي

بدونك فقدت رؤيتي ياربي برغم أني أرىٰ
لكن فقدت الرؤية حينما رأت عيناي.

_"غَــوث"
__________________________________

_لقد قرأتُ ذات مرةٍ اقتباسًا
أظنه كُتِبَ فقط لكِ أنتِ ولأجلكِ، لم يكن حينها الكاتب أنا،
لكن يبدو أنه كان غريبًا مثلي وقد وصف ببراعةٍ حالتي معكِ وما وددته من كل قلبي حيث كتب:

"كم أتمنىٰ لو كنتِ جارتي لكتبتُ على جدران منزلك، فلتسقط الحكومة ليعتقلوا أهلك وأتكفل أنا بِكِ وهذا حق الجار على جاره"

فيا جارتي أنا وبكل صدقٍ أخرجه قلبي، ورغمًا عن أنف الحكومة وعائلتك وعن جيران البناية بأكملها أعلنها لكِ أمام الجميع وبكل صراحةٍ:

"مرحبًا بكِ في كنفي يا جارتي
وأني الوحيد المُتكفل بِكِ من كل أهل حارتي".

<"مثل الطير في السماء، يرفرف بجناحيه مع جناحيه ">

نفس المكان من جديد بنفس الذكريات لكن هذه المرة مع أشخاصٍ جُدد يتم صنع المستقبل معهم، وقف "يـوسف" يُطالعها بغير تصديق وكأنه يقف أمام جُرأتها في سرقة كل ما يُخصه وأعطاءه لمن لا يستحقه، حتى مكانه المفضل تنسبه لنفسها وتشارك به غيره، لكن هذا الأمر الآن لا يُشكل له فارقًا بل الآن أتى مع من تستحق.

انتبهت "عـهد" لشرودهِ في وجه هذه الفتاة وقد انتبه لهما "نـادر" أيضًا بعد نظرات زوجته، مربعٌ من أربع أضلاعٍ أمام بعضهم، الأجساد عن الحرِاك واقفة والأعين في الكلام سوابق عن الألسنةِ، يتم توزيع النظرات المُتعجبة وقد رافقها الاستنكار الشديد، كأن العقل يبتسم بسخريةٍ للقلبِ وهو يشير على اختياره وكأنه يسأله بكل تشفٍ به:
"ألم يكونوا هؤلاء هم اختيارك البغيض؟".

قرأ "يـوسف" نظراتهما له ولزوجتهِ فشدد مسكته لكفها وكأنه يحتمي هو بها منهم، يذكر نفسه وقلبه أنها معه وبالتالي الألم لن يكن موجودًا، وقد ابتسم بعينيه واستعاد ثباته وهو ينطق بنبرةٍ حملت فيها الكثير من المشاعر المُبهمة:

_مش معقولة !! القبطان "نـادر" بنفسه هنا؟.

ابتسم الأخر بتكلفٍ وهو يجاوبه:

_آه، شوفت بقى الدنيا صغيرة إزاي ؟ مُصممة تجمعنا حتى لو مفيش واحد فينا عاوز دا مع التاني، بأي شكل بتجمعنا، على العموم أنا باجي هنا من ساعة ما اتجوزت، كويس إنك اختارت المكان دا.

  غَوثِهِمْ &quot;ياصبر أيوب&quot; الجزءالأول بقلم شمس محمدWhere stories live. Discover now